التحرش مقابل النقط

أستاذ تطوان ليس سوى النقطة التي أفاضت الكأس، وإلا فإن الظاهرة تكاد تكون عادية، تحرش طالبات بالأساتذة، وتحرش أساتذة بالطالبات، أصبح الموضوع تجارة مربحة، قصص طالبات أوقعن أساتذتهن في فخ الإغراء، بلباس فاضح، أو كلام ناب، أو تلميحات وأحيانا تصريحات.
منعم طالب بأحد المدارس العليا، كان مهددا بالسقوط بسبب احتياجه لنقطة بإحدى المواد، ذهب لأستاذ المادة كي يضيفه له تلك النقطة، غير أنه رفض، وحين خرج التقى بالباب بطالبتين تدخلان على الأستاذ، بقي خارجا يسترق السمع، كانتا تفاوضان الأستاذ الذي منحهما نقطا زيادة، تريدان رفع سقفها، وأخيرا استسلم الأستاذ لإغرائهما ومنحهما ما تريدان.
المدرسة العليا للعلوم التطبيقية (ENSA)، تحكي إحدى الطالبات المتخرجات بها، أنها كانت ضحية ابتزازات متكررة شخصيا، كما كانت شاهدة على ابتزازات عديدة، قالت أن أستاذا طلب منها بصريح العبارة مرافقته للمنزل، وسيضمن لها نقط كل المواد.
طالبة أخرى سلمت ورقة الامتحان فارغة، ونجحت في تلك المادة.
طالبة ثالثة أعادت سنتين بسبب مادة واحدة، وأستاذ حرم طالبة من اجتياز مادته لأنها لم تنصع لتحرشاته، أخرى أعادت السنة الرابعة ثلاث مرات وفي النهاية تخلت عن الدراسة والتحقت بالتكوين المهني لنفس السبب.
وطالبة تقضي الليل كله تدردش مع أستاذها عبر الواتساب، بالنكت والكلام الساقط، وتطلع صديقاتها على ذلك مفتخرة بقدراتها على ترويض الأستاذ.
وأخرى تذهب باستمرار لشقته، وطالب يسقط رغم تميزه، وآخر يتم إرساله لدولة أوربية لقضاء فترة تدريبية، لأن إحدى قريباته على علاقة بمن أرسله.
هذه عينات فقط لواقع الجامعة والمدارس المغربية، في ظل استفحال ظاهرة التحرش والابتزاز والإغراء الجنسي، كوسيلة للنجاح وتحصيل النقط وضمان الامتيازات وحتى الحقوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *