عندما يغفل التربويون عن مسؤولياتهم يتحول التلاميذ إلى عبدة الشيطان إعداد: رضوان حبشي

بعد ظهورهم بالأمس بمدينة الدار البيضاء واعتقال مجموعة منهم وتقديمهم للمحاكمة التي لم تخرج بنتيجة بعد الضغوط التي مارسها العلمانيون, إذ تم لفُّ القضية دون الفصل فيها, وبعد تنظيمهم لمهرجان موسيقى السلام بشاطئ “سيدي مغايت” قرب مدينة أصيلا, والذي مَرَّ دون تدخل السلطات مع ما كان فيه من مخالفات, لأن ذلك يزعج راحة المصطافين، يطل علينا اليوم عبدة الشيطان برؤوسهم من جديد, وهذه المرة بعاصمة الغرب, مدينة القنيطرة بإحدى المؤسسات التروبوية وهي ثانوية طه حسين, حيث بدأت تظهر مجموعة من التلاميذ بأزياء غريبة سوداء ترمز لعبدة الشياطين, ولهم أنشطة شاذة ينهار المرء عند سماعها فضلا عن مشاهدتها.
فقد نقل عن بعض التلاميذ أن هؤلاء المجموعة بلغ بهم الأمر في التجرؤ -من إفطار في رمضان- على المقدسات إلى تدنيس القرآن الكريم بالتبول عليه, مما أدى إلى انتشار هذا الخبر داخل المؤسسة وأصبح حديث التلاميذ والأساتذة الذين عبر بعضهم عن استنكاره لهذه الممارسة بالبكاء الشديد أو الانهيار.
ولما تسرب الخبر خارج المدرسة, وذاع بين عامة الناس قام مراسلنا بالقنيطرة بزيارة للثانوية وأجرى مقابلة مع بعض التلاميذ الذين يدرسون بها, وأخبروه بأن هذه المجموعة يعيشون طقوسا غريبة, فلباسهم أسود موحد ويعلقون الصلبان والأقراط في أعناقهم, ويتختمون بها في أصابعهم, ويشمون على أجسادهم, وهم مدمنون على الإستماع المتواصل للموسيقى الصاخبة المعروفة بـ”الهارد ميتال”, ولهم تحية خاصة بهم.
وأضاف مراسل الجريدة أن الخبر لما فشا داخل المدينة, زار وفد من المجلس العلمي لمدينة القنيطرة الثانوية المذكورة والتقى بالإدراة التي أنكرت الأمر جملة وتفصيلا, وقالت: بأن كل ما يروج هو مجرد أكاذيب لا أصل لها من الصحة, ونفت وقوع أي عبث بالقرآن الكريم داخل المؤسسة حسب ما صرح به الدكتور حسن العلمي أحد أعضاء المجلس العلمي.
لكن هذا الأخير أكد أن شباب اللباس الأسود ينتشرون في المدينة بصفة عامة, وفي الجامعة وبعض الثانويات بصفة خاصة, وأن أغلبهم مغرر بهم لا يعلمون حقيقة ما يقومون به, وهذا ما صرح بعضهم به خصوصا لما صار للقضية هذا الحجم, وقالوا أنهم لا يعلمون خطورة ما يقومون به بل هي مجرد ممارسات ترويحية..
كما قام عضو المجلس العلمي المذكور بإلقاء خطبة جمعة في مسجد فلسطين, بيّن فيها خطورة طقوس عبدة الشيطان على شباب المسلمين, وأن فكر هذه المجموعات يناقض المعلوم من الدين بالضرورة, كما حذر أولياء الأمور من مسؤولين وآباء من هذا الفكر الذي دخل على حين غفلة إلى بلدنا المغرب, وأخذ ينتشر بالمملكة بشكل ملحوظ, مما يدفع الغيور على دينه وبلده أن يتساءل من المسؤول عن هؤلاء الشباب الذين أثر عليهم هذا التيار الشيطاني الدخيل؟
هل هو تفريط الأسرة الراجع إلى عدم متابعة الآباء لأبنائهم بحجة العمل والانشغال, أو باعتقاد أن المدرسة تكفلت بمهمة التربية وحراسة قيم وأخلاق التلاميذ؟
أم المؤسسات التعليمية التي تُرجع المسؤولية إلى الآباء؟
أم المجالس العلمية؟
أم الجهات الأمنية.. أم كل هؤلاء؟
ولا ننسى أن ننوه و نثمن ما قام به المجلس العلمي بالقنيطرة بغض النظر عن وجود الظاهرة أم لا، الشيء الذي جعل المواطنين يحسون باهتمام المجلس بالقضايا التي تهم عقيدتهم ودينهم.
وهنا نقول لابد للجميع أن يقوم بالدور المنوط به, تطبيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..” الحديث.
ونخص بالذكر الأبوين المعنيين بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”(التحريم:6).
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مفسرا هذه الآية: “أي: علموهم وأدبوهم”, فالتربية على نهج القرآن والسنة, هي الحصن الحصين الذي يحفظ أبناءنا من الانزلاق في مثل هذه الانحرافات الخطيرة, والدفع أولى من الرفع كما قيل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *