الديوبندية: جماعة متأثرة بالصوفية

من أعلام الديوبندية الحديثة:
الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، رئيس جامعة ندوة العلماء في لكنهو ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو داعية مشهور.
والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي.
الأفكار والمعتقدات:
ترجح الديوبندية مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والفروع ومذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والأصول، وتنتسب من طرق الصوفية إلى طرق النقشبندية الجشيتية والقادرية السهروردية طريقاً وسلوكاً.
ويمكن تلخيص أفكار ومبادئ المدرسة الديوبندية بما يلي:
ـ المحافظة على التعاليم الإسلامية، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره.
ـ نشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدَّامة والتنصيريّة.
ـ نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الغازية.
ـ الاهتمام بنشر اللغة العربية، لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية.
ـ الجمع بين القلب والعقل وبين العلم والروحانية.
الجذور الفكرية والعقائدية:
القرآن والسُّنة هما أساسها العقائدي والفكري وذلك على أساس:
ـ مذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد.
ـ مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان في الفقه والفروع.
ـ سلاسل الطرق الصوفية من النقشبندية والجشتية والقادرية والسهروردية في السلوك والإتباع.
الانتشار ومواقع النفوذ:
لم تمض سوى فترة قصيرة على تأسيس دار العلوم بديوبند حتى اشتهرت وتقاطرت إليها قوافل طلاب العلوم الإسلامية من أطراف القارة الهندية.
وقد لعبت دارُ العلوم دوراً هاماً في نشر الثقافة الإسلامية خارج الهند، وقد انتشرت المدارس الشرعية التابعة لدار العلوم في أقطار عديدة منها الهند وباكستان.
وقد أسس أحد خريجي دار العلوم المدرسة الصولتيَّة في مكة المكرمة في بداية هذا القرن، وهي المدرسة التي قدمت خدمة جليلة من نشر العلوم الشرعية، وكذلك المدرسة الشرعية في المدينة المنورة بجوار الحرم المدني وقد أسستها أسرة الشيخ حسين أحمد المدني رئيس هيئة التدريس في دار العلوم سابقاً الذي ظل سبع عشرة سنة يدرس في الحرم النبوي بعد هجرته إلى المدينة أثناء الاضطرابات في الهند.
بالنسبة لندوة العلماء في لكنهو بالهند فإنَّ أغلب علمائها من خريجي دار العلوم أيضاً، ومنهم رئيسها العلاّمة الداعية أبو الحسن الندوي رحمه الله.
مما يؤخذ على الديوبندية:
اتباعها في العقيدة للمذهب الماتريدي المخالف للكتاب والسنة وعقيدة السلف، وتعلقها بالتصوف البدعي، وتعصبها للمذهب الحنفي في الفقه.
ويتضح مما سبق:
أن الديوبندية مدرسة فكريَّة أسسها مجموعة من علماء الهند ونمت حتى أصبحت أكبر المعاهد الدينية العربية للأحناف في الهند، ومن أعلامها المعاصرين الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي.
ومن أهداف هذه المدرسة المحافظة على التعاليم الإسلامية ونشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدَّامة ومحاربة الثقافة الأجنبية والاهتمام بنشر اللغة العربية باعتبارها أداة فهم الشريعة الغراء، وترجِّح الديوبندية المذهب الحنفي في مجال الفقه -مع تعصب شديد له- والعقيدة الماتريدية في مجال الاعتقاد والطرق الجشتية والسهوردية والنقشبندية والقادرية والصوفية في مجال السلوك والاتباع، وهذا كله مما يؤخذ عليها، فالواجب على عقلائها التخلص من هذه الانحرافات، والعودة إلى دعوة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *