لا تضيع صلاة الفجر

كان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر هو الميزان الذي يزنون به الرجال، فمن حضرها وثقوه، ومن غاب عنها أساؤوا به الظن فهذا عمر رضي الله عنه يقول: «كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به»( 1).
فهل تهز هذه الكلمات رجال اليوم وتجعلهم يتنافسون ويكونون من رجال الفجر، ثم كيف يهنأ هذا المتخلف بالنوم والناس في المساجد مع قرآن الفجر يعيشون وإلى لذيذ خطاب الله يستمعون.
إن من آثر لذة الفراش على لذة المناجاة إنه في الحقيقة هو الخسران فهو والله المحك على صدق إيمان العبد.

فضل صلاة الفجر مع جماعة المسلمين
1- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» رواه مسلم.
2- وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليله، ومن شهد العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليله». قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا» متفق عليه.
4- وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» متفق عليه.
5- وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تفضل صلاة الجمع صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءًا وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» ثم يقول (أبو هريرة رضي الله عنه): فاقرؤا إن شئتم. إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا رواه البخاري.
6- وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى البردين دخل الجنة» متفق عليه( 2).
7- عن أبي زهيرة عمارة بن روبية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعين الفجر والعصر» رواه مسلم.
8- عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله؛ فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في جهنم» رواه مسلم.
9- وقال صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»(3 ).

الترهيب من التخلف عن صلاة الفجر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا»(4 ).
وفي الحديث عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: «أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة»(5 ).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه في نار جهنم»(6 ).
فلتحافظ أخي المسلم على صلاتك وخاصة صلاة الفجر.
فلا تكن كالذي ينام عنها، فإذا حان وقت عمله استيقظ مسرعًا فإن كان ذاكرًا للصلاة صلاها وهو على عجل وبهذا يحرم نفسه الأجر العظيم من الله ويرتكب هذا الذنب العظيم؛ ثم هل تقبل منه أو ترد عليه.. الله أعلم). انظر: رسالة إلى أئمة المساجد؛ للشيخ عبد الله الجار الله.

قرآن الفجر
يقول تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ(8 )، وكذلك وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(7 ) فلعظمة الفجر أقسم الله فيه ولله أن يقسم بما شاء، وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة، وقد فصل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يتعاقب فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون»(9 ).
ألا يحب أحدنا أن يحضر صلاة الفجر جماعة مع المسلمين فيصدق عليه قول الملائكة كما في الحديث السابق ويتباهى ربنا جل وعلا ولا نكون نائمين بل نكون ممن جاهد نفسه وزهد بلذة الفراش ليحصل له صك البراءة من النفاق، يكون بذلك أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة، وينال كذلك شرف شهادة الملائكة له حيث أنه صلى الفجر جماعة مع المسلمين، وينال كذلك سؤال الرب عنه كيف تركتم عبادي؟ فهل أنتم من الذين أقاموا صلاة الفجر وأدوها جماعة في المسجد أم لا؟(10 ).
——————-
(1 ) صحيح ابن خزيمة.
(2) والبردان: هما صلاة الفجر والعصر، يقول الإمام المناوي: «وخصهما لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهوداتان تشهدهما الملائكة، أو لكونهما ثقيلتان مشقتان على النفوس لكونهما وقت التشاغل الشامل، ومن رعاهما راعى غيرهما بالأولى ومن حافظ عليهما فهو على غيرهما أشد محافظة، وما عسى يقع منه تفريط فبالأحرى أن يقع مكفرًا له فيغفر له ويدخل الجنة.
( 3) رواه أبو داود والترمذي وصححه السيوطي والألباني.
( 4) رواه البخاري ومسلم.
( 5) رواه البخاري في باب الجنائز، ومعنى قوله: «فيرفضه» أن يترك العمل به وحفظه وينام عن الصلاة المكتوبة وخاصة الفجر.
( 6) رواه مسلم.
( 7) سورة الفجر آية (1-2).
( 8) سورة الإسراء آية (78).
( 9) رواه البخاري ومسلم.
( 10) أين الخاشعين في الصلاة (أبو طلحة محمد يوسف) بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *