الحلقات المضيئات في سلسلة تراجم أئمة القراءات الراوي الثاني لعاصم (شعبة) الشيخ محمد برعيش الصفريوي

زهده وورعه وتقواه وعبادته

قال أبو السكين الطائي: سمعت أبا بكر بن عياش يقول لابنه وأراه غُرفة: يا بني إياك أن تعصي الله فيها، فإني قد ختمت فيها اثنتي عشر ختمة.
وقال محمد بن يزيد المرادي لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت ابنته، فقال: يا بنية لا تبكي، أتخافين أن يعذبني الله وقد ختمت في هذه الزاوية أربعة وعشرين ألف ختمة.
وقال إبراهيم بن شماس السمرقندي: سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن عياش قال: لما نزلت بأبي الموت قلت يا أبة ما اسمك؟ قال: يا بني إن أباك لم يكن له اسم، وإن أباك أكبر من سفيان بأربع سنين، وأنه لم يأت فاحشة قط، وأنه يختم القرآن من ثلاثين سنة كل يوم مرة.
وقال عنه ابن سعد: بقي وعمر حتى كتب عنه الأحداث، وكان من العباد.
وقال العجلي: تعبد سبعين سنة.
وذكر المبرد في كتاب الكامل 1/76 له قال: قال أبو بكر بن عياش: نزلت بي مصيبة أوجعتني فذكرت قول ذي الرمة:
لعل انحدار الدمع يعقب راحة  *** من الوجد أو يشفي نجي البلابل
فخلوت بنفسي فبكيت فسلوت.
وله أخبار وحكايات كثيرة.

عقيدته ومواقفه
عن حمزة بن سعيد المروزي قال: سألت أبا بكر بن عياش وقد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن، قال: ويلك من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.
وعن أبي هاشم الرفاعي قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن لأن الله تعالى يقول: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر، فمن سماه الله صادقا فليس يكذب.. .

طرق شعبة
رويت قراءة عاصم برواية شعبة من طرق كثيرة:
منها: طريق النقار والنقاش وحماد عن الخناط عن الشمُونيّ عن الأعشى عنه.
وطريق القلاء عن الشمُونيّ عن الأعمش عنه.
وطريق الغالبي عن الأعمش عنه.
وطريق البرجمي عنه.
وطريق الصَّريفيني عن يحيى بن آدم عنه.
وطريق العجلي عن يحيى عنه.
وطريق محمد بن المنذر عن يحيى عنه.
وطريق الرِّفاعي عن يحيى عنه.
وطريق خلف عن يحيى عنه، وطريق الوكيعي عن يحيى عنه.
وطريق الوكيعي وشعيب بن أيوب الصريفيني عن يحيى بن آدم عنه هو مضمن كتاب التيسير للداني .

وفاته
توفي أبو بكر شعبة رحمه الله تعالى سنة 193 هـ.
وقيل سنة 192هـ (قاله الترمذي).
وقيل سنة 194هـ وبه قال الداني.
بعد أن عمر دهرا طويلا.
رحم الله شعبة وأسكنه فسيح جنانه.
إلى هنا انتهت ترجمة الإمام شعبة وبهذا نطوي صفحة قراءة عاصم وفي الحلقة القادمة إن شاء الله سنتعرض إلى ترجمة القارئ السادس وهو حمزة الزيات براوييه خلف وخلاد، فترقبوا ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *