الدرهم البغلي وتصحيح النسبة الشيخ محمد برعيش الصفريوي

جاء في عمدة القاري 13/240: وفي (شرح الهداية) البغلية منسوبة إلى ملك يقال له رأس البغل.

وكذا في تحرير ألفاظ التنبيه وفي الإقناع وفي المطلع على أبواب المقنع وفي شرح منتهى الإرادات وفي كشاف القناع وفي مطالب أولي النهى.
وفي إعلام الناس بما وقع للبرامكة للإتليدي ص126: وكانت الدراهم في ذلك الوقت إنما هي الكسروية التي يقال لها اليوم البغلية؛ لأن راس البغل ضربها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بسكة كسروية في الإسلام، مكتوب عليها صورة الملك، وتحت الكرسي مكتوب بالفارسية نوش خور، أي كل هنيئاً، وكان وزن الدرهم منها قبل الإسلام مثقالاً والدراهم التي كان وزن العشرة منها وزن ستة مثاقيل؛ والعشرة وزن خمسة مثاقيل هي السامرية الخفاف، والثقال ونقشها نقش فارس، ففعل ذلك عبد الملك وأمره محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه أن يكتب السكة في جميع بلدان الإسلام وأن يتقدم إلى الناس في التعامل بها وأن يتهدد بقتل من يتعامل بغير هذه السكة من الدراهم والدنانير وغيرهما، وأن تبطل وتزد إلى مواضع العمل حتى تعاد إلى السكة الإسلامية.
وفي الرسائل للجاحظ ص:141: وفي بني تغْلب “رأس البغل” وهو رئيس من رؤسائهم، وهو الذي كان إبراهيم بن هانئ الخليع نُسب إليه.
وأما النسبة إلى بغلان فذكرها النووي، قال في المجموع شرح المهذب: “..وقال بعض المشايخ لعله أن يكون نسب إلى بغلان بلد ببلخ كالنسب إلى البحرين، يقال فيه بحري على الصحيح.
قال النووي في المجموع6/14: وقال أبو عبيد حدثني رجل من أهل العلم والعناية بأمر الناس ممن يعنى بهذا الشأن أن الدراهم كانت في الجاهلية ضربين البغلية السوداء ثمانية دوانيق؛ والطبرية أربعة، وكانوا يستعملونها مناصفة مائة بغلية ومائة طبرية. فكان في المائتين منها خمسة دراهم زكاة، فلما كان زمن بني أمية قالوا إن ضربنا البغلية ظن الناس أنها التي تعتبر فيها الزكاة فيضر الفقراء؛ وإن ضربنا الطبرية ضر أرباب الأموال فجمعوا الدرهم البغلي والطبري وجعلوهما درهمين كل درهم ستة دوانيق.
وفي الأحكام السلطانية للماوردي ص320: وأما الدرهم فيحتاج فيه إلى معرفة وزنه ونقده، فأما وزنه فقد استقر الأمر في الإسلام على أن وزن الدرهم ستة دوانيق ووزن كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل.
واختلف في سبب استقراره على هذا الوزن، فذكر قوم أن الدراهم كانت في أيام الفرس مضروبة على ثلاثة أوزان منها درهم على وزن المثقال عشرون قيراطا؛ ودرهم وزنه اثنا عشر قيراطا؛ ودرهم وزنه عشرة قراريط؛ فلما احتيج في الإسلام إلى تقديره في الزكاة أخذ الوسط من جميع الأوزان الثلاثة وهو اثنان وأربعون قيراطا؛ فكان أربعة عشر قيراطا من قراريط المثقال؛ فلما ضربت الدراهم الإسلامية على الوسط من هذه الأوزان الثلاثة قيل في عشرتها وزن سبعة مثاقيل، وإنها كذلك.
وذكر آخرون أن السبب في ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى اختلاف الدراهم وأن منها البغلي وهو ثمانية دوانق ومنها الطبري وهو أربعة دوانق ومنها المغربي وهو ثلاثة دوانق ومنها اليمني وهو دانق؛ قال انظروا الأغلب مما يتعامل به الناس من أعلاها وأدناها فكان الدرهم البغلي والدرهم الطبري؛ فجمع بينهما فكانا اثني عشر دانقا؛ فأخذ نصفها فكان ستة دوانق فجعل الدرهم الإسلامي في ستة دوانيق.
وقال السيوطي في الحاوي للفتاوي 1/99 وقيل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى الدراهم مختلفة منها البغلي ثمانية دوانيق والطبري أربعة دوانيق واليمني دانق واحد فقال: انظروا أغلب ما يتعامل الناس به من أعلاها وأدناها فكان البغلي والطبري فجمعا فكانا اثني عشر دانقاً فأخذ نصفها فكان ستة دوانيق فجعله درهم الإسلام.
وقال الفيومي في المصباح المنير ص93: كانت الدراهم في الجاهلية مختلفة فكان بعضها خفافا وهي الطبرية كلّ درهم منها أربعة دوانيق وهي طبرية الشام، وبعضها ثقالا كلّ درهم ثمانية دوانيق وكانت تسمى العبدية وقيل البغلية نسبة إلى ملك يقال له رأس البغل فجمع الخفيف والثقيل وجعلا درهمين متساويين؛ فجاء كلّ درهم ستة دوانيق.
ويقال إنّ عمر رضي الله عنه هو الذي فعل ذلك لأنه لما أراد جباية الخراج طلب بالوزن الثقيل فصعب على الرعية وأراد الجمع بين المصالح فطلب الحساب فخلطوا الوزنين واستخرجوا هذا الوزن.
وأما النسبة إلى الرجل اليهودي المسمى رأس البغل فذكرها الشيخ عطية سالم في شرح بلوغ المرام قائلا: الدرهم البغلي كان درهما نقديا صكه رجل يهودي اسمه رأس البغل وكان يفي االدولة العباسية وكان يصك الدراهم للخلفاء العباسيين خاصة في المناسبات. وقال في موضع آخر كان يسك الدراهم لجعفر البرمكي ولدولة العباسيين..اهـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *