حَسَرَات.. شعر: عبد الـمجيد أيت عبو

 

وَيْلاَتُنَا مَا فَوْقَهَا وَيْلاَتُ
وَبِأَلْفِ أَلْفٍ تُرْفَعُ السَّهَرَاتُ
وَعَلَى الغُثَاءِ تُضَيَّعُ الأَوْقَاتُ
وَتُشَنُّ فَوْقَ رُؤُوسِهَا الغَارَاتُ
بَلْ لِلأَرَاذِلِ تُرْفَعُ الرَّايَاتُ
وَالْمُومِسَاتُ سَمَوْنَ وَالقَيْنَاتُ
هُمْ قَادَةُ الإِبْدَاعِ وَالسَّادَاتُ
تَحْلُو بِهِ الرَّنَّاتُ وَالنَّغَمَاتُ
خَرَسَتْ لِحُسْنِ أَدَائِهَا الأَصْوَاتُ
فُتِنَتْ بِهِ الأَحْدَاقُ وَالوَجَنَاتُ
تُحْنَى الرُّؤُوسُ وَتَخْضَعُ الْهَامَاتُ
أَخْلاَقُنَا الشَّمَّاءُ وَالطَّاعَاتُ
وَتُثَارُ بَيْنَ شَبَابِنَا الشَّهَوَاتُ
طَالَ الرُّقَادُ وَضَجَّتِ الغَفَلاَتُ
قَدْ أَرَّقَتْنَا هَذِهِ الظُّلُمَاتُ
وَحَكَتْهُ فَوْقَ خُدُودِنَا العَبَرَاتُ

  عَظُمَ الْمُصَابُ وَعَمَّتِ الْحَسَرَاتُ
فُقَرَاؤُنَا لاَ يَنْعَمُونَ بِدِرْهَمٍ
عَبَثٌ وَلَهْوٌ بَاطِلٌ لاَ يَنْتَهِي
تَعْلُو السَّفَاهَةُ، وَالشَّهَامَةُ ذِلَّةٌ
وَتَرَى الدَّنِيَّ مُكَرَّماً وَمُعَظَّماً
رُفِعَ الْمُغَنِّي وَالْمُمَثِّلُ مَنْزِلاً
وَالْمَسْرَحِيُّ وَذُو الفُنُونِ وَمُطْرِبٌ
هَذَا فُلاَنٌ مَا أَلَذَّ غِنَاءَهُ
وَفُلاَنَةٌ إِنْ أَطْرَبَتْ مَنْ حَوْلَهَا
هَذَا مُمَثِّلُهُمْ عَلَى التِّلْفَازِ قَدْ
فَهُمُ النُّجُومُ مُعَظَّمُونَ بِفَنِّهِمْ
يَا قَوْمَنَا هَذَا الَّذِي فَسَدَتْ بِهِ
قَلَّ الْحَيا وَفَشَا العُرِيُّ مَعَ الْخَنَا
يَا قَوْمَنَا أُوبُوا، أَفِيقُوا وَارْجِعُوا
الْحَقُّ أَبْلَجُ فَهْوَ نُورٌ سَاطِعٌ
فِي قَلْبِنَا الْمَكْلُومِ هَيَّجَتِ الأَسَى

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *