(النسوية هي تلك الفلسفة الرافضة لربط الخبرة الإنسانية بخبرة الرجل، دون خبرة المرأة) قاموس كامبردج للفلسفة.
ظهر الفكر النسوي كفلسفة ورؤية في فترة الستينات من القرن العشرين، وكان المقصود به كما جاء تعريفه في قاموس كامبردج للفلسفة: “النسوية هي تلك الفلسفة الرافضة لربط الخبرة الإنسانية بخبرة الرجل، دون خبرة المرأة”.
ويهدف الفكر النسوي -حسب زعم المنظرات له- إلى البحث عن الطرائق الصحيحة والخفية التي أدت إلى هذا الوضع المتردي للمرأة في شتى ضروب الفكر والمعرفة، والذي أدى إلى هذا التحيز الصريح للرجل داخل الحضارة الغربية، وهيمنة مُثُل ومفاهيم ونظريات ثابتة من وضع الرجل/الغربي ذاته.
لهذا حاول الفكر النسوي استعادة الدور المتجاهل للمرأة داخل الحضارة الغربية؛ وانتقاد الذم الصريح للمرأة في أعمال العديد من الفلاسفة والمفكرين الذين شككوا في قدرة المرأة على التفكير؛ واختلافها اختلافا جذريا -في قدرتها على التعقل والمعرفة- عن الرجل.
ويطمح الفكر النسوي إلى إعادة النظر فيما يصفه بالاستخفاف الفكري والثقافي للعديد من الموضوعات والقضايا التي تهم بشكل خاص المرأة، ومناقشة هذا الوضع المهمش لها داخل العديد من الاتجاهات والمدارس الفلسفية على مدى التاريخ..
وقد شكل هذا الفكر فكرا عالميا كونيا لا يخص المرأة الغربية والأوربية فحسب؛ بل يخص نساء العالم أجمع، وهنا تكمن خطورته؛ لأن انتشاره يستلزم تجاوز الدين..
والفكر النسوي يمكن أن نميز داخله بين تيارين رئيسين، هما: التيار النسوي الليبرالي: الذي يشدد على ضرورة المساوة في فرص العمل وحقوق الأفراد.
والتيار النسوي الراديكالي: يدعو إلى ضرورة أن تسود النسوية الوثنية كدين جديد للمرأة بخلاف الدين الذكوري السماوي، على حد زعم هذا التيار.
فالتيار الليبرالي يركز على الجانب العملي؛ بينما التيار الراديكالي يركز على الجانب الفكري أولاً.
ويفرق المختصون بين النسوية والنسائية؛ فالنسائية هي الفعاليات التي تقوم بها النساء دون اعتبار للبُعد الفكري والفلسفي؛ وإنما مجرد أنها فعاليات تقوم بها المرأة، بينما النسوية تعبر عن مضمون فلسفي وفكري مقصود. (انظر: الفكر النسوي وثنية جديدة: د.خالد قطب؛ الحركة النسوية في اليمن: أنور قاسم الخضري؛ والحركة النسوية وخلخلة المجتمعات الإسلامية).