«ستروان ستيفنسن»: يجب أن نطهر العراق من تدخلات النظام الإيراني قبل داعش

تؤجج الميليشيات الشيعية حربا طائفيا ضد المكون السني في العراق؛ لكن العالم يسأل قائلا: لم لا تقاتل العشائر السنية في الأنبار وديالى جنبا إلى جنب الجيش العراقي لمحاربة ودحر تنظيم داعش؟ الجواب: لأن أهل السنة يرون أن الميليشيات الشيعية هي أسوأ من داعش.

في كلمة له أمام البرلمان الأوربي؛ بمناسبة انعقاد مؤتمر اليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من شهر دجنبر المنصرم، كشف «ستروان ستيفنسون» الرئيس السابق للجنة العلاقات مع العراق لدى البرلمان الأوروبي جانبا من حقيقة الأحداث التي تجري في العراق والتي توضح الرؤية وتزيل الغبش حول ما يجري في بلاد الرافدين وسوريا أيضا.
قال «ستيفنسون»: قبل 5 سنوات وعندما انتخبت لمنصب رئيس لجنة العلاقات مع العراق لدى البرلمان الأوروبي، أكد لي عدد من السفراء والسلطات أنه يجب أن يركز عملي على تحسين العلاقات بين البرلمان الأوروبي والعراق حتى يتم إنشاء مثل هذه العلاقات.
لكنه وبعد مضي أسابيع فقط، أعلنت حقيقة أن نوري المالكي هو دكتاتور فاسد. ومن ثم قال لي أفراد في بروكسل: «يجب أن تلتزم الصمت لأن السفينة كادت تغرق، أنت تزعزع استقرار العراق وتجعل المفاوضات النووية مع طهران في نفق مسدود؛ كون إيران وأمريكا وبريطانيا تدعم تعيين نوري المالكي من جديد ومن خلال عملية انتخابية مزورة.
لكني رفضت أن ألتزم الصمت ويوما بعد يوم تحولنا برفقة عدد من زملائي الذين يتواجدون في هذه القاعة إلى أصوات تكلمت عن المسألة.
وكما تعرفون أن المالكي قد أقام مؤتمرا صحافيا في بغداد لكي يصفني بالعدو الكذاب. ومن تم أرسل مندوبا إلى مكتبي في البرلمان الأوروبي وسألني عما أحتاجه للسكوت؟ وأجبت أن ثمن سكوتي هو استقالتك ومحاسبتك بحجة ارتكاب جريمة ضد البشرية.
وكما قال صديقي العزيز «هوارد دين» إن الغرب أصيب بمرض سذاجة الرأي؛ وهذا هو ما حدث بالضبط هنا. قبل 5 سنوات خسر المالكي في الانتخابات النيابية بفارق مقعدين لـ«أياد علاوي»، لكن النظام الإيراني أكد على حدوده الحمراء مع أياد علاوي الذي يشكو دائما من تدخلات النظام الإيراني في شؤون العراق، فلذلك لا يمكنه أن يسمح له أن يصبح رئيسا للوزراء.
وفي هذا المجال دعمت أمريكا وبريطانيا وأوروبا لمطلب النظام الإيراني قائلة: إننا ندعم المالكي لتشكيل تحالف حتى يمسك زمام الأمور.
وهذا الحدث كان يعتبر خطأ كارثيا للعراق والمنطقة والعالم مما أدى إلى أن تجري شلالات الدماء في الشوارع العراقية والتي كنا نحذر منها ومن إثارة الحرب الطائفية مرارا وتكرارا.
وفي الوقت الحالي، رئيس الوزراء العراقي الجديد «حيدر العبادي» هو الذي يتكلم عن وجود ميليشيات ناشطة وصل عددها إلى أكثر من مليون (1.000.000) وهي مؤتمرة في بعض الأحيان ومدعومة وممولة من قبل قوة القدس التابعة للنظام الإيراني.
وتؤجج هذه الميليشيات حربا طائفيا ضد المكون السني في العراق لكن العالم يسأل قائلا: لم لا تقاتل العشائر السنية في الأنبار وديالى جنبا إلى جنب الجيش العراقي لمحاربة ودحر تنظيم داعش؟
لأن أهل السنة يرون أن الميليشيات الشيعية هي أسوأ من داعش.
وإذا أردنا أن نكون جادين في تطهير العالم من داعش وأن نكون جادين في تشجيع أهل السنة والعشائر العراقية على انضمامهم إلى الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكوردية من أجل طرد داعش، فيجب أن نطهر العراق من تدخلات النظام الإيراني فهذا يعتبر الحل الفاعل الوحيد لدحر تنظيم داعش.
ويجب أن نقول لـ«حيدر العبادي» أن يعيد الجنرالات الذين طردهم المالكي بسبب عدم دعمهم لتدخلات النظام الإيراني، ويجب طرد كافة عناصر تابعة للنظام الإيراني عن العراق.
وقد كشفت مجاهدي خلق عن أسماء 30.000 شخص كانوا يعملون في الجيش والمؤسسات المخابراتية للحكومة العراقية وهؤلاء الأفراد كانوا يتدربون في إيران ويستلمون رواتبهم من النظام الإيراني.
نعم، كشفت مجاهدي خلق عن أرقام حساباتهم البنكية ومبالغ هائلة يستلمونها، وهذا مدى تدخل النظام الإيراني في شؤون العراق الداخلية.
إنهم ينشرون هذه الغدة السرطانية في أرجاء المنطقة، ومع الأسف، بعد 12عاما من عملية الكشف التي قامت بها مجاهدي خلق، مازال النظام الإيراني يبحث عن الأسلحة النووية لكننا قد مددنا مهلة لهم مرة أخرى لأن نتوصل إلى الاتفاق وأن يوقف النظام الإيراني إنتاجه السلاح النووي. أما الهدف الرئيسي للنظام الإيراني فهو ما حذرنا منه عدة مرات.
ونحن في الغرب، ماذا علينا أن نفعله لمتابعة سياسة المساومة الفاشلة؟
نحن نقول: لكم فرصة أخرى لمدة 6 أشهر ونعطي الفرصة للبارونة «اشتون» بصفتها كبيرة المتفاوضين للاتحاد الأوروبي لكي تلعب دورها لمدة 6 أشهر أخرى. وإني لا أصدقهم. لأن هذه الإجراءات تتمحور حول سياسة المساومة مما يؤدي إلى أن تثلج صدور الملالي في غضون هذه العملية.
فلذلك هناك حل وحيد لإنهاء هذه المسألة وهو أننا: يجب أن نقول لـ«حيدر العبادي» إن سياسة المساومة قد انتهت! لكي يضع حدا لتدخلات النظام الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *