من غباء وجهل الرافضة قولهم: (التقريب بين المذاهب) ويجعلون ديانتهم (مذهباً خامساً!!).
وهو خطأ فادح.. وشنيع فاضح لأن كلمة: (مذهب) معناها: طريق الذهاب في فهم النصوص وهو قابل للخطأ والصواب، كمذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي والليث بن سعد وابن جرير الطبري وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وغيرهم -رحمهم الله-.
أما دين الرافضة: فمأخوذ على حدّ زعمهم من أفواه المعصومين الذين لا يجوز عليهم الخطأ أصلاً فتدبّر ذلك جيداً.
ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قال: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
وقوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
وقوله سبحانه: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).
فالميزان الذي تعرف به الفرق والجماعات هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة آحادها ومتواترها فتوزن به أقوال وأعمال الأفراد والجماعات فمن وافق الكتاب والسنة فقد هُدي إلى الصراط المستقيم فهو صراط واحد لا عشرات وجماعة واحدة لا جماعات، ومن خالف هذا الصراط الواحد فقد زاغ عن طريقه واتبع السبل الكثيرة المتشعبة.
وإن من الحقائق الإيمانية المسلمة قولَه صلى الله عليه وسلم: (إن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة؛ وهي الجماعة) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
هذا الحديث مستفيض، فقد ورد من حديث أبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأنس بن مالك، وعوف بن مالك الأشجعي، وأبي أمامة الباهلي، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن عوف المزني، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، وواثلة بن الأسقع رضي الله عنهم؛ ورواية هذا الجمع الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب، ترقى بالحديث إلى حد التواتر، أو ما هو قريب منه.
وغير خاف على طالب الحديث أن كثيراً من هذه الأحاديث أسانيدها نظيفة، كحديث أبي هريرة، ومعاوية، وعوف بن مالك، وأبي أمامة وغيرهم.
فلم يترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم مجالاً لنجتهد، فالافتراق والاختلاف حاصل لا محالة، وكل الفرق ضالة متوعدة بالنار، إلا واحدة وهي: (الجماعة) وفي رواية: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، فميزان الفرقة الناجية ليس التشهي ولا التمني، ولكنه التمسك والإتباع لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم.
وذاك التفرق والاختلاف من قدر الله على هذه الأمة قال تعالى: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) فنسأل الله أن يجعلنا ممن رحم.
وإن تلك الفرق على قسمين؛ فرقٌ لم تخرج من دائرة الإسلام وإن كانت مخالفة للحق والصواب على تفاوتٍ بينها، وفرقٌ خارجة عن الإسلام مارقة منه، ليس لها فيه فتيل ولا قطمير، وإن اتسمت بالإسلام وحملت شعاره، فالدين دين الله من قام به فهو من أهله، ومن نبذه واستبدله كان خارجاً عنه وليست الأمور بالدعاوى ولا بالأنساب.
ولخطر الفرق المارقة حرص اليهود والنصارى على استنبات فرق خبيثة في الأمة الإسلامية، فقد علموا يقيناً أن أمة الإسلام لا تواجه فعملوا على الدس لها وضربها تحت الحزام.
ومن نظر في التاريخ رأى كثرة الفرق الخبيثة التي حكم عليها علماء الإسلام على مر العصور بالخروج من الدين، والانسلاخ منه جملة وتفصيلاً، وما أخبار السبئية وإخوان الصفا والحشاشين والقرامطة والفاطميين العبيديين منا ببعيد!
والجهل بحقيقة تلك الفرق إنما يقع إذا غابَ العلم بسبيل الحقّ وسبيل الباطل أو بأحدهما كما قال الفاروق رضي الله عنه: (إنما تُنقَض عُرى الإسلام عروةً عروة إذا نَشأ في الإسلام من لم يعرِف الجاهلية).
ومِن هنا ذاعت قولتُه المشهورة: (لستُ بالخبّ ولا الخبّ يخدعني).
فصارت تلك الكلمة العظيمة ميزاناً وقسطاساً في التعامل مع أهل التلون والتقلب.
ولو قرأنا تاريخ تلك الفرق الضالة، وقرأنا الكتب المعتمدة عندها، ثم عرضنا معتقداتهم على كتاب الله وسنة رسوله؛ لعرفنا أعداء الأمة حقيقة، ولما رأينا التفرق والانقسام في معرفة المبطل من المحق، والمفسد من المصلح.
وما فصَّل الله سبحانه لنا الآياتِ في كتابه إلاّ لنستبين سبيل المجرمين.
فلا يمكن للمسلم أن يثق يوماً من الدهر باليهود مهما رفعوا من شعارات براقة وكلمات خداعة لأنه يعرف أصلهم وتاريخهم.
وكذا لا يثق المسلم بكل فرقة مارقة عرف أصل منشئها وقرأ تاريخها وأنها بذرة يهودية (الرافضة نموذجا).
ولا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وقد قتلوا الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكذا لا يثق المسلم بمن قتل عمر وعثمان رضي الله عنهما ولعن سادات الصحابة رضوان الله عليهم.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وقد رموا مريم عليها السلام بالزنا (وقولهم على مريم بهتاناً عظيما)، وكذا لا يثق بمن رمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا مكذباً للقرآن وطاعناً في عرض سيد الأنام صلى الله عليه وسلم.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم من يقرؤون في التوراة والتلمود (أن الأممي من عدا اليهود) إذا وقع في حفرة فعلى اليهودي أن يسدها عليه بحجر، وكذا لا يثق المسلم بالرافضي الذي يقرأ في كتبه المعظمة أنك إن وجدت السني قاعداً تحت حائط فعليك أن تقلب عليه ذلك الحائط.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم من حاولوا الغدر بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكذا لا يثق بالطوائف المارقة التي ما فتئت تغدر بأهل السنة وتطعنهم عبر التاريخ طوله وعرضه..
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم يشركون بالله ويستغيثون بعزير وغيره، وكذا لا يثق المسلم بالروافض الذين يستغيثون بعلي والحسين وفاطمة وغيرهم من أئمة آل البيت.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود الذين يكتمون الحق وهم يعلمون، وكذا لا يثق بالروافض الذين جعلوا التقية تسعة أعشار الدين وهي النفاق بعينه والتي ما عرف التاريخ عقيدة أخبث منها.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم يُصفون قيادات المسلمين في فلسطين أصحاب الحق، وكذا لا يمكن أن يثق بالروافض الذين يُصفون علماء أهل السنة في بلادهم وفي الأحواز السنية، والبلاد التي يحتلونها، ويجبرون أهل السنة على تحديد النسل! ويحرمونهم بأن يسموا أبناءهم بأسماء إسلامية فضلا عن أسماء الصحابة رضوان الله عليهم.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم يعظمون حائط البراق وغيرها من طقوس الشرك والكفر بالله، وكذا لا يثق بالروافض الذين يقعون في الشرك من خلال تمجيد المزارات (كقم وكربلاء والنجف) والتي يسمونها حرماً على غرار الحرمين المكي والمدني.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم صباح مساء يبنون الأنفاق ليهدموا المسجد الأقصى ويقيموا مكانه هيكلاً مكذوباً مزعوماً، وكذا لا يثق بالرافضة التي تهدم المساجد وتبني الحسينيات مزارات الشرك والبدع والضلالات وتسعى لتحرير الحرمين من النواصب زعموا فاللهم لا تمكن لهم وقد توعدت مريد ذلك بالعذاب.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم أهل الكبر والحقد والظلم، وكذا لا يثق بالرافضة والتي حرمت فئة عريضة من طلبة أهل السنة من دخول الجامعات في دولتهم ومناطق نفوذهم بحجة أنهم وهابية.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم يدكون القرى على أهلها بحجة وجود ناشطين أو إرهابيين، وكذا لا يثق بالرافضة التي تقيم المذابح لشباب السنة بحجة تهريب المخدرات ولعلماء السنة بحجة الوهابية؛ كما يجري في إقليم الأحواز وسوريا والعراق.
لا يمكن للمسلم أن يثق باليهود وهم يدنسون المساجد ويهدمونها، وكذا لا يثق بالرافضة التي تتاجر باسم الإسلام بدليل أن عاصمتهم (طهران)عدد سكانها سبعة ملايين ولا يوجد بها مسجد واحد للسنة وهي تدعي الإسلام؟! بالرغم من وجود كنائس للنصارى، وبيع لليهود، ومعابد للمجوس.
إنا لا يمكن أن نحسن الظن يوماً بمن لم يحسن الظن بأبي بكر وعمر، سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواريو عيسى، وسئلت الفرقة الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم!! (كبرت كلمة تخرج من أفواههم).
وغير خاف على أهل الإنصاف أن من عقائد الرافضة، ما يسمونه بالتقية، وهي الكذب والنفاق، بمعنى أنهم يكذبون، ينافقون ويمكرون ويخادعون، ويسمون فعلهم هذا بالتقية، ويجعلونه من أصول دينهم، لذا فإن مما يجدر الاهتمام به، والالتفات إليه، والتفطن له، أن الرافضة يتميزون عن غيرهم من الفرق الضالة بميزة الكذب والنفاق وشهادة الزور، فالرافضة يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، ويظهرون خلاف ما يبطنون.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب”، وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الرافضة فقال: “لا تكلمهم ولا ترو عنهم، فإنهم يكذبون”، وقال الشافعي رحمه الله: “لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة”، وقال الأعمش رحمه الله: “أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين”، قال الله تعالى: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}.
إن المسلم الفطن عند نظرته لأي حدث لا يلتفت إلى ما يسمى بنبض الرأي العام؛ فالذي يهمه هو نبض الكتاب والسنة. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وصدق الله: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين).
ونحن عندما نلقي نظرة عاجلة على التاريخ، نسأل ولا نمل من السؤال.. من الذي زين لهولاكو دخول بغداد وإسقاط خلافة المسلمين؟ أليس ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي واللذين خدما مذهبهما الرافضي الخبيث بتقديم مليوني مسلم سني في العراق إلى هولاكو ليقتلهم عن بكرة أبيهم.
ماذا فعل أبو طاهر القرمطي في مكة يوم التروية؟ ألم يقتل الحجاج في المسجد الحرام، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بحوزتهم قرابة عشرين سنة!
إنه لولا مساعدة تلك الفرق المارقة للصليبيين، وقيامهم بفتح أسوار عكا لما نجح الصليبي ريتشارد قلب الأسد في دخول عكا في عهد صلاح الدين.
من ردّ الجيوش الإسلامية العثمانية عن فتح غرب أوروبا أليست الدولة الصفوية الخبيثة!!
ألا تقرؤون التاريخ؟ ألا تتأملون الوقائع؟!
من قتل الفاروق رضي الله عنه؟ من بنى لأبي لؤلؤة المجوسيّ ضريحاً قبتُه من ذهب؟
من يحجُّ الضريحَ كلَّ عام؟ من يحتفل كلَّ عام بعيد (بابا شجاع الدِّين) وهو أبو لؤلؤة، ويعتقد أنَّ الله يزين سماواته في عيد أبي لؤلؤة، ويرفع القلم عنهم ثلاثة أيَّام إذا احتفلوا بعيده؟
ويمضي التاريخ إلى زماننا هذا زمن الذل والمهانة ويسجل من جديد خيانات الروافض.
ألا نعتبر؟ ألا نتعظ؟ ألا نفيق فنعرف أعداءنا؟!
وأختم بوصية سفيان الثوري -رحمه الله- التي قال فيها: (استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء) ﺍﻟﻼﻟﻜﺎﺋﻲ (1/64/49).
والحمد لله ربّ العالمين.