دعت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد ماري لوبان إلى الاستعداد للرد على الحرب التي بدأها الإسلاميون، بينما كرر الهولندي خيرت فيلدرز الذي يخضع للمحاكمة بسبب تحريضه على الكراهية تصريحه القائل بأن «أوروبا تخوض حربا»، ناهيك عن قول «وولتر وبومان» زعيم «حزب الشعب السويسري»: «إنه حان الوقت لمنع دخول بعض المهاجرين المسلمين»، ودعوة السياسي الإيطالي المعادي للهجرة والمسلمين «ماتيو سالفيني» لمنع بناء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية.
حملت العديد من الصحف والمجلات الغربية مجلة «شارلي إيبدو» مسؤولية ما وقع في فرنسا؛ على اعتبار أنها استفزت المسلمين وأهانتهم في مقدساتهم.
ووصف كاتب الصحيفة البريطانية «فايننشال تايمز» «توني باربر» الخط التحريري لمجلة «شارلي إيبدو» بالسخيف وغير المسؤول لأنها تعتبر نفسها قد انتصرت عبر استفزاز مشاعر المسلمين، بالرسوم الكاريكاتورية التي تتهكم على الدين الإسلامي.
وقال «باربر»: إن «شارلي إيبدو» لها سجل حافل بالسخرية وإغضاب المسلمين واستثارتهم، فقبل عامين نشرت كتابا من 65 صفحة يحتوي على رسوم كاريكاتيرية ساخرة عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن حرية التعبير لا ينبغي أن تمتد إلى رسم صورة ساخرة للدين.
كما دعت صحيفة الجارديان البريطانية إلى عدم إلقاء اللوم على مسلمي فرنسا، بسبب الهجوم الذي تعرضت له صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية مشددة على أن المجرمين قد روعوا المسلمين في فرنسا، ولاسيما بعد أن وجدوا أنفسهم يواجهون رد فعل عنيف.
وعزت الصحيفة سبب الهجوم إلى رواسب تاريخية قبل نحو نصف قرن، وأنه لا يزال هناك شعور قوي بالاستياء بين المجتمعات المغتربة الإسلامية، الذين يشكون من أن التمييز ضدهم يمتد إلى كل ميادين الحياة، من السكن والعمل إلى حق التعبير الديني.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب الكراهية ضد الدين الإسلامي ساد في فرنسا الحديثة ويتم التلاعب به لأغراض سياسية من قبل اليمينيين واليساريين.
كما نشرت الصحيفة تقريرا بعنوان «اليمين المتطرف يستخدم الهجمات لإشعال فتيل الروح المناهضة للإسلام»، أعدته «كيت كونولي» في برلين و«أنجيليك كريسافيس» في باريس و«ستيفانس كيركغاسنر» في روما.
حيث أشار التقرير إلى استغلال منظمات يمينية متطرفة مثل منظمة «البديل من أجل ألمانيا» (أيه إف دي) وكذلك تجمعات حليقي الرؤوس ما حدث من أجل لفت انتباه الشعب الألماني إلى أنهم كانوا محقين في تحذيرهم من الخطر المستفحل للإسلام والمهاجرين المسلمين.
وكذلك الأمر في باريس حيث دعت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد ماري لوبان إلى الاستعداد للرد على الحرب التي بدأها الإسلاميون، بينما كرر الهولندي خيرت فيلدرز -الذي يخضع للمحاكمة بسبب تحريضه على الكراهية- تصريحه القائل بأن «أوروبا تخوض حربا»، ناهيك عن قول «وولتر وبومان» زعيم «حزب الشعب السويسري»: «إنه حان الوقت لمنع دخول بعض المهاجرين المسلمين»، ودعوة السياسي الإيطالي المعادي للهجرة والمسلمين «ماتيو سالفيني» لمنع بناء المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مساجد ألمانيا شهدت الجمعة التي تلت حادث الاغتيال صلوات وخطبا للتنديد بالهجوم على المجلة الساخرة «شارلي إيبدو»، وأن جهود المسلمين تجري وسط أجواء يحاول فيها اليمين المتطرف في أوروبا استخدام هجوم يوم الأربعاء على «شارلي إيبدو» لإشعال الكراهية ضد المسلمين.
ولم يقتصر الأمر على الصحف البريطانية فحسب، بل تعداه إلى الصحف الأمريكية، فقد انضمت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى الرأي القائل بأن المستفيد الأكبر من هجوم باريس هو اليمين المتطرف في الغرب عموما.