مباشرة بعد أن أقدمت السلطات المغربية على طرد خمسة منصرين أجانب من أراضيها، وترحيلهم بحرا إلى إسبانيا بعد ضبطهم متلبسين بنشاط تنصيري، أقدمت قناة الحياة التنصيرية على إعداد برنامج خاص بهذه الحادثة، قدمه وأشرف عليه المرتد عن دين الإسلام إلى النصرانية وصاحب الاسم المستعار رشيد المغربي.
والملاحظ من خلال البرنامج التناقض السافر في المعلومات التي أدلت بها الأطراف المتدخلة، فزوج إحدى النساء المغربيات المعتقلات ادعى أن زوجته جمعت أخواتها النصرانيات كي يزرن المغرب ويستمتعن بالعبادة، والمتنصرة المتدخلة باسم وردة قالت أنها هي من دعتهن للقدوم نحو المغرب!؟
كما أن المنصِّر رشيد أخبر أن عدد أفراد الشرطة الذين تدخلوا لاعتقال المنصرات كانوا خمسة عشر شرطيا، وفي مناسبة أخرى أخبر أنهم كانوا سبعة عشر شرطيا، في حين أخبرت المدعوة وردة أنهم كانوا عشرين!؟
وركز المنصر رشيد كثيرا على قصد السلطات ووسائل الإعلام المغربية عدم ذكر أن المعتقلين كنَّ نساء، واعتبر ذلك تعتيما، وكأن الأمر يفرق في شيء، علما أنهم سواء كانوا رجلا أو نساء فإن التهمة وراء الاعتقال تبقى واحدة وهي زعزعة عقيدة مسلم.
ثم إن الأسلوب الاستفزازي اللاأخلاقي، والطريقة “البوليسية” التي خاطب بها المدعو رشيد الموظفة بوزارة الخارجية تنم عن حقد الرجل، وآدابه وأخلاقه.
والأمر المضحك هو ما ادعاه زوج إحدى المعتقلات من كونه ليست له أية مشكلة مع المسلمين المغاربة، وإنما مشكلته هي بالأساس مع السلطة، بمعنى أن المغاربة يتقبلون تحول المسلم إلى دين آخر، وهذه مغالطة كبيرة، إذ المغاربة الأحرار لا يرضون أبدا أن يترد المسلم عن دينه، بل ينظرون إلى فاعل ذلك نظرة ازدراء واحتقار، لأنهم قرؤوا قول الحق جل في علاه: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ” وقوله سبحانه وتعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، وقوله عز وجل: “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ”.
فمن هي قناة الحياة؟
قناة الحياة تهدف صراحة إلى تنصير المسلمين وزعزعة عقيدتهم وتشكيك ضعاف الإيمان بدينهم، وتعلن مهاجمة الإسلام والطعن الصريح في القرآن الكريم والأحاديث النبوية، والهجوم المقيت على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحياته الخاصة بطريقة سمجة بعيدة عن الأخلاق والآداب العامة، كما أوجدت القناة برامج متخصصة تطعن في الإسلام آناء الليل وأطراف النهار، تبث حلقات متصلة متناولة عدد من العقائد الإسلامية قصد الاستهزاء، على شكل أن يذكر أحدهم آية من القرآن الكريم أو حديثا شريفا ويقوم بتفسيره بشكل كوميدي استهزائي مما يدفع الآخرين إلى الضحك.
وقد تبنى القس الحاقد زكرياء بطرس الهجوم على الإسلام من خلال برنامجه “اسأل عن الإيمان” وقد تجاوز برنامجه 140 حلقة كلها طعن ولمز وسب وشتم في الإسلام ونبي الإسلام وأحكام الإسلام، وهو قس مصري مطرود من مصر ولا تعترف به الكنيسة المصرية، ومعروف عنه أنه وثيق الصلة بأمريكا كثير الزيارة للكيان الصهيوني، وقد ظهر عل قناة “آموز” الصهيونية في برنامج خصصه للهجوم على القرآن الكريم والتشكيك في مدى صحته، وردد أكاذيب حول الصحابي الجليل عثمان بن عفان متهما إياه بالتلاعب في القرآن.
وبالإضافة إلى هذا القس الحاقد تتشكل الهيئة الإعلامية للقناة من مجموعة من المنصرين الذين يحملون أسماء عربية، إمعانا في الإضلال والتضليل مثل (أحمد وجعفر وعلي ورشيد المغربي..).
وقد استضاف المرتد رشيد في برنامجه شخصيات كثيرة معادية للإسلام، نذكر منهم العلمانية الملحدة وفاء سلطان، المعروفة بعدائها للإسلام من خلال مواقف عديدة، كتأييدها ومباركتها للرسوم الدنمركية المسيئة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعمها للعدوان الصهيوني على غزة.. وقد طلب الصحفي رشيد في نهاية الحلقة التي استضاف فيها وفاء سلطان من كل المشاهدين في العالم، والمشاهدين النصارى بالأخص أن يصلوا لفائدة الدكتورة وفاء سلطان، “الله يحميها ويبارك فيها ويبارك حياتها”، وقد عبرت وفاء في الحلقة نفسها أن الدين ليس من أولوياتها الآن، لكن لو كان في أولوياتي “ستكون المسيحية في قمة اختياراتي”.
تلك كانت لمحة موجزة عن قناة الحياة التنصيرية، وعن نوعية الشخصيات التي تستضيفها.