يقول فضيلة الشيخ الدكتور زين العابدين بلافريج البيضاوي المغربي حفظه الله:
«عند دراسة تاريخ الإسلام -وخاصة ما تعلق منه بالصحابة رضوان الله عليهم- يجب دراسة هذا التاريخ باصطحاب مناهج المسلمين في البحث العلمي، واستحضار سيرة الصحابة وما عُهد في ديانتهم وسيرتهم، فنتعامل مع أخبارهم بناء على معهود دينهم وموصوف أخلاقهم، وما يجوز أن يكون منهم وما لا يجوز؟ بما عُلم من حسن تأسيهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما خرج عن أصول دينهم وحميد نعوتهم -مما اشتهر واستفاض، ودلت عليه أخبارهم الصحيحة، ورواه عنهم تابعوهم بإحسان- فلا يصح تصديقه ولا اعتماده ولا ترويجه.
والأصل في هذا اتباع القرآن الذي أشاد بمتين دينهم وعدالتهم، والسنة التي مثل القرآن في ذلك. ويتبع ذلك أصل آخر في المنهج وهو أنه يلزم الباحث في تاريخهم أن ينتقي المصادر الصحيحة التي تعد أساس استخراج معلومات عن أي صحابي، وهي تلك التي اعتمدت الإسناد في نقل أخبارهم واتصلت تلك الأسانيد وسلمت من العلل القادحة.
فمن الجناية على التاريخ التسرُّعُ بالجزم بأخبار وتفاصيل لا يسعفها نقل ثابت، وهي قابلية ساذجة مرفوضة بكل مقاييس البحث العلمي». (منهج البحث في تاريخ الصحابة: معاوية بن أبي سفيان أنموذجا).
قلت: ولعدم الالتزام بهذا المنهج، وللإخلال بهذه الضوابط، استباح بعضهم أعراض الصحابة رضي الله عنهم، بل لا يجد راحته إلا في النيل من مقامهم السامي!!!
وتجد هذا كثيرا عند المدعو عدنان إبراهيم، بل منهم من يشكك في صحة صحبة أبي هريرة رضي الله عنه!! كما فعل المدعو مصطفى بوهندي.
وكل هذا لا يزيدنا إلا حبا للصحابة وقراءة سيرتهم وتتبع أخبارهم رضي الله عنهم أجمعين.