الأجوبة الشافية عن الأسئلة المصيرية ذ. عبد اللطيف الخيالي

هـ- تكون العضلات
قال الله تعالى: «فكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً» المؤمنون 14.
ومع نهاية الأسبوع السابع، وخلال الأسبوع الثامن يمكن ملاحظة تميز واضح لعضلات الجذع والأطراف والرأس وقد بدت بصورة جلية في هذه الفترة، وبهذا يصبح الجنين قادرا على الحركات. أي إعجاز يا رب؟ فقبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان نزل كتابك الحق وفيه ذكر واضح لكيفية تكون العظام في جنين الإنسان وما يعقبه من كساء العظام باللحم والعضلات، كذلك تشير الآية الكريمة إلى أن مرحلة الكساء باللحم تمثل نهاية لمرحلة من مراحل نمو الجنين لتبدأ بعدها بفترة من الزمن، مرحلة أخرى هي النشأة، وهو ما يدل عليه حرف العطف (ثم) الذي يفيد الترتيب والتراخي في الزمن بين الأفعال التي يربط بينها1.
3- معلومات هامة عن جسم الإنسان
جاء في «موسوعة الإعجاز العلمي» القيمة:
– في المعدة يوجد 35 مليون غدة معقدة التركيب لأجل الإفراز. أما الخلايا الجدارية التي تفرز حمض كلور الماء فتقدر بمليار خلية.
– في العفج والصائم يوجد 3200 زغابة معوية في كل 1سم مربع لامتصاص الأغذية المهضومة، وفي الدقائق 2500 زغابة مع العلم أن طول الأمعاء ثمانية أمتار.
– في مخاطية الفم يوجد 500000 خلية تعوض فورا وذلك كل خمسة دقائق.
– يوجد في اللسان 9000 حليمة ذوقية لتمييز الطعم الحلو والحامض والمر والمالح.
– لو وضعت الكريات الحمراء لجسم واحد بجانب بعضها في صف واحد، لأحاطت بالكرة الأرضية التي نعيش عليها 5- 6 مرات، أما مساحتها فتقدر ب 3400 وعددها 5 ملايين كرية حمراء في كل مليمتر مكعب من الدم. وتجري كل كرية حمراء 1500 دورة دموية بشكل وسطي كل يوم تقطع خلالها 1150 كم في عروق البدن.
– القلب هو مضخة الحياة التي لا تكل عن العمل. عدد ضرباته 60 – 80 ضخة في الدقيقة الواحدة وينبض يوميا ما يزيد على مئة ألف مرة يضخ خلالها 8000 لترا من الدم.
– تحت سطح الجلد يوجد 05 – 15 مليون مكيف لحرارة البدن، والمكيف هنا هو الغدة العرقية التي تخلص (الجسم) من حرارته الزائدة بواسطة عملية التبخر والتعرق.
– يستهلك الجسم من خلاياه 125 مليون خلية في الثانية الواحدة بمعدل سبعة آلاف وخمس مئة مليون خلية في الدقيقة الواحدة. وبنفس الوقت يتشكل ويتركب نفس العدد من الخلايا تقريبا.
– الرغامى عند الإنسان تتفرع إلى قصبات ثم قصيبات، وهكذا حتى تصل إلى فروع دقيقة على مستوى الأسناخ الرئوية، ويبلغ الأسناخ الرئوية حوالي 750 مليون سنخ، وكل سنخ يتمتع بغلاف رقيق ويتصل بجدار عرق دموية صغيرة، وهكذا يتم تصفية غاز الفحم* ومنح الأوكسجين اللازم للبدن.
– إن شبكة الأسناخ تفرش مساحة تصل إلى ما يزيد على 200 متر مربع لتصفية الدم وفي الحالة العادية لا يستخدم أكثر من عشر هذه الأسناخ، وفي الأزمات ينفتح المزيد من الأسناخ.
– في الدماغ 13 مليار خلية عصبية و100 مليار خلية دبقية استنادية تشكل سدا ماردا لحراسة الخلايا العصبية من التأثيرات بأية مادة. والأورام تنموا خاصة على حساب الخلايا الدبقية كأن الخلايا العصبية مستعصية على السرطان… أما كمية الدم التي يحتاجها يوميا فلا تقل على 1000 لتر.
– في العين الواحدة حوالي 140 مليون مستقبل حساس للضوء…
– أما الأذن: ففي عضو كوتري الذي يمثل شبكية الأذن يوجد 30000 خلية سمعية لنقل كافة أنواع الأصوات بمختلف اهتزازاتها وشدتها بحساسية عظيمة.
– في الدم الكامل 25 مليون المليون كرية حمراء لنقل الأكسجين، و25 مليار كرية بيضاء لمقاومة الجراثيم ومناعة البدن، ومليون المليون صفيحة دم لمنع النزف بعملية التخثر في أي عرق نازف، وتتكون هذه الخلايا بصورة أساسية في مخ العظام الذي يصب في الدم مليونين ونصف كرية حمراء في الثانية الواحدة وخمسة ملايين صفيحة، ومئة وعشرين ألف كرية بيضاء، وهذه أهمية العظم بتوليد عناصر الدم، وتتراجع وتضعف هذه الوظيفة عند المسنين، ولنتذكر هنا الآية القرآنية التي تعبر عن الكهولة:
«قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً» مريم 3.
– مليون وحدة وظيفية لتصفية الدم تسمى النفرونات ويرد إلى الكلية في مدى 24 ساعة 1800 لتر من الدم، ويتم رشح 180 لترا منه، ثم يعاد امتصاص معظمه في الأنابيب الكلوية ولا يطرح منه سوى 1.5 لتر وهو المعروف بالبول2.
خلاصة الفصل الأول:
يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: «وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون» الذاريات 20 – 21.
ويقول أيضا: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» فصلت 25.
إن الأدلة العلمية التي أوردتها ليست إلا غيظا من فيض [هناك: الإعجاز التشريعي، الإعجاز الغيبي، الإعجاز العددي، الإعجاز التصويري، الإعجاز التاريخي، الإعجاز في البحار، في الحيوان، الطب…] تثبت بما لا يدع مجالا لأدنى ذرة شك، أن القرآن كلام رب العالمين، ويستحيل كل الاستحالة أن يكون كلام بشر، وهو ما يمكن أن يتوصل إليه كل ذي عقل سليم، لذلك نجد أن العديد من العلماء والمفكرين المعاصرين الذي اطلعوا على بعضها اعتنقوا الإسلام وتمسكوا به ودافعوا عنه. نذكر من بينهم:
– البروفسور «كيث مور» من أكبر المتخصصين في علم الأجنة المعاصرين إن لم يكن أكبرهم.
– الدكتور «موريس بوكاي» طبيب فرنسي.
– البروفسور «جيفري لنج» أستاذ جامعي في جامعة كنساس، (تخصص رياضيات).
– الفيلسوف الفرنسي «رينه جينو».
– الفيلسوف والأديب الإنجليزي «مارتن لينجز».
– الفيلسوف والأديب الفرنسي «رجاء جارودي».
– إضافة إلى رجال دين القس «يوسف إستس»… وسياسيين ورياضيين وفنانين…
إن الإنسان السوي السليم العقل يبحث عن الطريق الصحيح الذي يتوجب عليه أن يسلكه للنجاة في الدارين، وعندما يعرف الحق يتمسك به، ولا يثنيه عنه منصب ولا شهرة.
إن العديد من الغربيين، خاصة المشاهير، عندما يعلنون إسلامهم توجه لهم انتقادات وربما اتهامات، فيتحدون كل ذلك، عكس من ينغمسون
في الماديات التي تنسيهم الهدف الرئيس من وجودهم في هذا الكون.
لقد أعطى الله كل نبي معجزة، وكانت معجزة النبي محمد صلى الله عليم وسلم القرآن، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: « ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أني أكثرهم تبعا يوم القيامة «3.
ولما كانت رسالته خاتمة الرسالات ولا نبي بعده، كان القرآن صالحا لكل زمان ومكان؛ لذلك حوى في طياته أدلة تواكب كل عصر كي تجيب عن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الإنسان.
لقد كان العرب الذين نزل فيهم القرآن بارعين في اللغة العربية فخاطبهم بها وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فما استطاعوا. أما نحن فنعيش عصر العلوم المادية، ولا شيء يعلو فوق الحقائق العلمية، لذلك نجد القرآن يشتمل على أدلة علمية كثيرة ترسخ في عقولنا وقلوبنا الإيمان بأنه كلام رب العالمين، وتمكننا من تبليغ رسالته للعالم كافة، وخاصة علماء المادة الذين يتوصلون لهذه الحقائق وبمجرد اطلاع عدد منهم على أبسطها لا يتردد في الاعتراف بأن القرآن يستحيل أن يكون كلام بشر.
سبحان الله القائل: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» فاطر 28.
إن هداية الله الإنسان لاعتناق الإسلام نعمة عظيمة لا يشعر بها إلا من حرمها فعاش بعيدا عن الغاية من الوجود، تائها حائرا وسط العديد من المتناقضات والأسئلة التي طالما بحث لها عن أجوبة، لكن دون جدوى، مما يِؤدي إلى فقدان التوازن في البنية الفكرية نظرا للخلخلة الحاصلة في جهازه المفاهيمي، وهو ما يولد القلق والاضطراب، وبمجرد أن يجد ضالته فإنه يشعر بالسعادة والاطمئنان ويستعيد التوازن الذي فقده سنوات طويلة، فما يكون منه إلا التمسك بالدين الجديد والذود عنه وتبليغه للناس لعلهم يتذوقون ما ذاقه ويتحقق لهم ما تحقق له.
يجب على كل مسلم أن يتحمل المسؤولية في تبليغ تعاليم وحقائق هذا الدين إلى عامة الناس، وهذه المهمة العظيمة لا يقوم بها إلا الذين عرفوا قيمته، لذلك تجد العديد ممن اعتنقوا الإسلام من المشاهير أصبحوا من أكبر الدعاة إليه بحمد لله وفضله: القس السابق «يوسف إستس» الذي أسلم على يديه عدد كبير من النصارى، البروفسور «كيث مور»، الطبيب «موريس بوكاي»، الكاتب «مصطفى محمود»، الفنان «يوسف إسلام» الذي قرأت عنه في استجواب له نشرت إحدى المجلات العربية ترجمة له (بداية القرن الجاري) أنه أسس مؤسسات تربوية تدرس اللغة العربية وتعاليم الإسلام ببريطانيا، كما يقوم بترجمة السيرة النبوية إلى اللغة الإنجليزية ليتمكن الأشخاص الذي حرموا من معرفة شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم من التعرف عليها. وقال إن السعادة التي كان الناس يحسدونني عليها عندما أكون على الخشبة، لم أجدها حتى قرأت القرآن!
إذا تيقنت أن القرآن كلام الله، وأن الله هو الذي خلقك وسخر لك ما في السماوات والأرض، فيجب عليك أن تعرف الغاية من خلقك (لماذا أنا موجود؟) وهو موضوع الفصل الموالي.
نعوذ بالله أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم في كتابه العزيز:
«إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم» يونس 96-97.
وقال سبحانه: «فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ» النمل 13 – 14.
أجارنا الله وإياك من هؤلاء!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
– المرجع السابق، ص: 105.
- المقصود غاز ثنائي أوكسيد الكربون.
2- يوسف الحاج أحمد، موسوعة الإعجاز العلمي، ص 90-93، مكتبة ابن حجر دمشق، الطبعة الثانية، 1424هـ/2003م.
3- صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليمه وسلم، بعثت بجوامع الكلم، (7674).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *