عبد الكريم الشادلي ينشئ كيانا حقوقيا جديدا للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وإدماجهم في المجتمع تقرير: عبد الله مخلص

في اليوم السبت 12 من مارس وبمقر حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية بالرباط؛ نظمت الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح التي تعنى بالدفاع عن المعتقلين الإسلاميين؛ ندوة للتعريف بالجمعية الحقوقية الجديدة وأهدافها.
وقد افتتح الأمين العام السابق لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية محمد عرشان الجلسة؛ وبعد الترحيب بالحضور؛ أشار إلى أن هذا اللقاء عقد في ظروف خاصة؛ في إشارة واضحة إلى تصريحات بان كي مون الخطيرة والمستفزة.
وهاجم عرشان “مون” ووصف أقواله وتصرفاته بالطائشة؛ وقال كيف يمكن لشخص أن يقول أن المغرب يحتل أرضا تاريخيا هي تحت سيادته.
وحول موضوع تأسيس الجمعية أكد عرشان أن حزبه قام بمجهودات وقدم ملتمسات استجاب لها الملك محمد السادس؛ وفق قوله.
وقبل أن يختم مداخلته بشَّر عرشان أن الجمعية ستقوم بمساع حميدة ليتم الإفراج عن باقي المعتقلين.
ليختتم حديثه بعد ذلك بحتمية الوحدة ونسيان الماضي والأحقاد والأضغان؛ وأن المغرب بحاجة اليوم لكل أبنائه.
بعد طلب محمود عرشان من عبد الكريم الشادلي رئيس الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم؛ أخذ الأستاذ عبد الكريم الشادلي الكلمة.
وبعد شكر الحضور الذي وفد من عدد من مدن المملكة بمقر حزب عرشان بالرباط؛ أوضح الشادلي أن فكرة الجمعية جاءت بعد أن طال الحيف والظلم كثيرا من المعتقلين الإسلاميين؛ الذين غادروا السجن ووجدوا أنفسهم أمام إكراهات متعددة تتجلى في صعوبة الاندماج وتوفير لقمة العيش.
وقال الشادلي إن موضوع السلفية الجهادية وصمة عار في وجه المغرب الحديث؛ هؤلاء السلفيين؛ وفق الشادلي دوما؛ الذي تعرضوا لحملات اعتقال واسعة؛ وعمليات تعذيب؛ ومحاكمات جائرة لا تناسب بتاتا ما نسب إليهم.
وقال الشادلي إن السلفيين ليسوا كيانا غريبا على المغرب؛ بحكم التاريخ الطويل لأصحاب هذه المرجعية في المغرب؛ والتي تبناها ملوك ومصلحون.
ومن بين المطالب التي رفعها الرئيس الجديد للجمعية الحقوقية:
– تفعيل مسطرة العفو.
– إدماج السلفيين في المجتمع.
– جبر الضرر وتعويض الضحايا.
يشار إلى أن اللقاء عرف تدخل بعض المعتقلين الإسلاميين السابقين وأفراد من عائلات معتقلين حاليين؛ وجاءت تصريحاتهم صادمة لجل من حضر اللقاء.
ولم يسلم اللقاء من تدخل بعض المعترضين على طريقة عمل الجمعية واختيار مكتبها الجديد.

هذا ومن بين الأمور التي أثارت الانتباه في اللقاء مهاجمة الشادلي لليسار وتشديده على: “أن السلفيين لم يقترفوا ما اقترفه اليسار”.
ولتوضيح ذلك قال الشادلي:
– اليسار استهدفوا المؤسسة الملكية بخلاف السلفيين.
– والسلفيون يقولون بمغربية الصحراء بخلاف اليساريين.
كما أن اليسار يطالب بعلمانية الدولة والسلفيين بسنيتها.
وعقب حديث الشادلي عن قانون الإرهاب قال إن السلفيين عذبوا في عهد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ما لم يعذبوا في عهد اليسار.
وعاتب الشادلي بنكيران لكونه لم يثر يوما موضوع المعتقلين السلفيين؛ وتجاهلهم تماما؛ وأن الآلاف منهم سيحاجونه يوم القيامة.
هذا ومن المتوقع أن تثير تصريحاته نقاشا حادا؛ خاصة وأنها تزامنت مع مرحلة الاستعداد للعملية الانتخابية القادمة، وأنها استهدفت اليسار الجريح الذي يحاول أن يجد نفسه في معارك الحرية الفردية ومطلب المساواة في الإرث؛ واستهدفت أيضا الحزب الذي يقود الحكومة الحالية؛ والذي من المتوقع أيضا أن يقود الحكومة المقبلة وفق دراسات غربية حديثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *