“فريدمان” يكشف السر وراء هجمات داعش على تركيا وبلجيكا

رأى الخبير الأمريكي جورج فريدمان، أن الهجمات الإرهابية المتتالية لتنظيم داعش على تركيا وبلجيكا، وهما من الأعداء المحتملين للتنظيم، إنما كانت بهدف زعزعة الاستقرار فيهما، وتجنيد عملاء محتملين في كل منهما.
وقال فريدمان في تحليل له بعنوان “بلجيكا وتركيا واستراتيجية الدولة الإسلامية”، مترجم ومنشور بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، أن الهجمات وقعت في الدولتين لأن بهما عملاء لتنظيم “داعش”.
فتركيا دولة مسلمة، والتنظيم قادر على تجنيد الأتراك ونقل عناصر آخرين إلى تركيا إذا لزم الأمر. كما تضم بلجيكا عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، ويمكن أن يستهدفهم التنظيم لحشد عملاء جدد وتوظيفهم. لكن بطبيعة الحال، ينطبق هذا أيضًا على كثير من البلدان.
وربط الخبير الأمريكي بين مكانة الدولتين الرمزيتين في محيطهما. فالتنظيم شن هجمات ضد تركيا باعتبارها مهمة من الناحية الاستراتيجية. فهي قوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط، وقد هدف التنظيم من شن هجماته عليها أن يبين لأتباعه أنه قادر على ضرب أي عدو.
كما يأمل التنظيم إعطاء دفعة للمقاتلين المحتملين داخل تركيا ليقوموا بهجمات، مما يشل قدرات تركيا على ضرب داعش في سوريا والعراق سياسيًا وعسكريًا. ويحاول التنظيم تشكيل سلوك تركيا التي تحتل مكانة مركزية ومحورية في المنطقة وتشكّل رمزًا لوجهات النظر غير العربية المعارضة لتنظيم “داعش”.
أما بالنسبة لبجليكا، فيرى فريدمان أن بروكسل عاصمة أوروبا بالمعني الدقيق للكلمة، حيث تضم بروكسل مقر أمانة الاتحاد الأوروبي، كما تقع بالقرب من مقر منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”. وضرب بروكسل يعني ضرب “داعش” لمركز أوروبا. وهو ما يعنى أن التنظيم بات ينظر إلى أوروبا كعدو، ليس لأنها تدين بالمسيحية فحسب، لكن لأنها تسهم في تقليص وجوده أيضا.
وأضاف أن نجاح العمليات المسلحة للتنظيم في الدولتين سيمكن “داعش” من تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما؛ أنها ستخلق فصيلا في كل دولة يقاوم محاربة “داعش” خشية العواقب.
ثانيهما؛ سيستغل عدد السكان الكبير في الدولتين لتجنيد عملاء يمكنهم الانضمام إلى صفوف التنظيم. وحتى لو تعذر ذلك على الفور، فإن تمحيص هؤلاء السكان وإخضاعهم بطريقة لا مفر منها للرقابة الأمنية قد يؤدي إلى بشكل غير مباشر إلى تجنيد عملاء جدد وموالين للتنظيم كرد فعل على هذه الإجراءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *