ينبغي للمسلم أن يراعي ما يعتبره الناس أدبا، ما دام لا يخالف الشريعة، فلا يفعل أمامهم ما يتقذرونه، أو يعتبرونه منافيا للأدب
لا حرج على المسلم أن يبصق على الأرض، وخاصة إذا احتاج إلى ذلك، ولا نعلم في الشرع دليلا ينهى عنه .
البهوتي رحمه الله في “شرح منتهى الإرادات” (1/ 213): “ويباح أن يبصق، ونحوه، بغير مسجد، عن يساره، وتحت قدمه ” انتهى .
لكن الناس يتقذرون ويتأذون ممن يبصق أمامهم أو في طريقهم، فينبغي اجتناب ذلك بقدر الإمكان .
فمن احتاج إلى البصاق وهو في طريق عام، أو كان بين الناس، فليبتعد جانبا ويبصق في منديل –إن كان معه-، فإن لم يكن معه بصق على الأرض ودفنها أو حكها بنعله، حتى لا يبقى لها أثر يؤذي الناس .
وقد ورد في السنة التنبيه على مثل هذا الأدب، في شأن دفن البصاق، وعدم مواجهة الناس، وإيذائهم به:
روى البخاري (405)، ومسلم (550) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: (مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ ؟! فَإِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَقُلْ هَكَذَا، فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ)”.
وعند النسائي (726) -وصححه الألباني في صحيح النسائي- من حديث طارق بن عبد الله المحاربي (وَبَزَقَ تَحْتَ رِجْلِهِ وَدَلَكَه) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” (1/606):” قَوْله: (أَوْ تَحْت قَدَمه) أَيْ الْيُسْرَى، كَمَا فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي الْبَاب الَّذِي بَعْده , وَزَادَ أَيْضًا مِنْ طَرِيق هَمَّام عَنْ أَبِي هُرَيْرَة: ( فَيَدْفِنهَا) .
وَظَاهِر قَوْله: (أَوْ يَفْعَل هَكَذَا) أَنَّهُ مُخَيَّرٌ بَيْن مَا ذُكِرَ” انتهى .
وينبغي للمسلم أن يراعي ما يعتبره الناس أدبا، ما دام لا يخالف الشريعة، فلا يفعل أمامهم ما يتقذرونه، أو يعتبرونه منافيا للأدب .