حول ما يقال عن الإسلام حفصة العسال

عن الحكم المسبق والنظرة الدونية، عن الالتزام والتعقد، عن الإرهاب والإنسانية.. كل تلك المفردات التي نطلقها على هذا وذاك، لمجرد فعل أو قول وكذا هيئة، هي أغبى من أن نحددها معيارا لكل قول أو فعل مشابه، ينقصنا الكثير من العمق لكي نتمكن من الاستنتاج وإطلاق الأحكام.
نظن فلانا سيئا لمجرد حكم الناس عليه بذلك، وبعد محادثته صدفة تكتشف أنه أفضل ممن تحدثوا عنه بالسوء، فتحول تلك النظرة المسبقة بينك وبينه الحقيقةُ، فلو أنك فضلت أن تستبق معرفته على أن تنضم للسرب وتغرذ “هو هكذا، هو هكذا..” لكنت شخصك ولم تكن لتثقل كتفيك بأفكار غيرك وتطمس ذاتك.
في الحقيقة لا أعلم متى سنتوقف عن اعتقاد أننا نعرفهم؟
ثم متى سنوقن أننا لا نعرفهم؟
ولو ركزنا قليلا لفهمنا أننا لا نعرف أنفسنا تلك المعرفة الحقة لكي نتمكن من معرفة وإطلاق الأحكام على غيرنا، هي قصة يعيشها العالم حاليا، يغوص في نوع من الجهل المزين بفتات المعرفة، وكل ما تكسر وتساقط منها.
يغرق الإنسان في وسط العته والسخافة لكنه لا يزال متشبثا بما استورده من أفكار مغلوطة مدعيا الفطنة بما لا يعود عليه من حكم وفكر.
ما أتحدث عنه هنا تحديدا تلك الكلمة التي أصبحت تلازم الإسلام أينما حل وارتحل، عن تلك الكلمة التي لا تمت له بصلة، عن تلك الكلمة التي يحاربها، لكن الأقوال والأحكام تصر على جمع الإسلام بها، عن الإرهاب وقسوة هذا النعت أتحدث.
إن المسلم الحق يعي تماما أنه ليس كذلك ولا يمكن أن يكون كذلك، يعلم أن أرضه ثابتة وأنها لن تختلّ ببضع اعتقادات فارغة، لكن الأمر أصبح أكبر من ذلك، أصبح عبارة عن عدوى مزمنة تصيب كل من يعاني من تزعزع في الفكر ونقص في الدين، والخلل هنا في ذات الشخص المقابل الذي يقوده جهله وتبعيته لتصنيفك وتأطيرك، وكذا وضع الأساطير حول حقيقتك.
لذلك نجد المصابين بتلك العدوى يتصرفون بنفس الشكل، إلى درجة التشابه فقط من أجل خلق تلك الصورة النمطية التي تجعل الجهلاء يؤمنون بأمرهم، أريد من هؤلاء فقط أن يخبروني ما علاقة الإرهاب الذي يمتهنه المؤمنون بالإسلام به؟
المصيبة أن تلك الصورة النمطية أصبحت توحي برسالة واحدة ترشم في العقل مباشرة، وذلك بنفي الرسالة الحقيقة التي يريد المسلم إيصالها!
لكن في النهاية كل من على هذا الكوكب يريد أن يقول شيئا ما، ومحاربة كل ما قد يقال أمر لا جدوة منه، فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *