يعتبر اليوم العالمي للمرأة، مناسبة لتكرار نفس الخطابات والشعارات، وبث ونشر نفس الصور النمطية، عن المرأة الناجحة، وتقسيم المجتمع إلى ذكور وإناث، ذكور سطوا على حقوق المرأة، وحرموها وظلموها وقمعوها لقرون، ما أنتج واقعا مأساويا تعاني معه المرأة، لكن أي امرأة تلك، إنها المرأة الحداثية العلمانية القيادية في الحزب أو الجمعية، هذه هي المرأة التي تناضل وتقود هذه المعركة، وفي نفس الوقت تحتكر الحديث باسم المرأة، وتنصب نفسها ناطقة باسم جميع النساء.
اليوم العالمي للمرأة مناسبة لتكرار كل ذلك، ودق طبول الحرب، لكن الغائب الكبير في هذا اليوم، هو المعاناة الحقيقية للمرأة الحقيقية.
تغيب المرأة المغربية في المغرب العميق وفي المغرب المهمش، وتغيب معها حقوقها ومعاناتها، وتظهر المرأة صاحبة المشاريع الإيديولوجية، والأطماع السياسية، لتقتنص وتصطاد، كما الرجل الاستغلالي سواء بسواء، خدمة أجندات وأفكار وثقافة دخيلة، ليس لمعاناة المرأة فيها نصيب.
يستغل الكل معاناة المرأة، وتغيب المرأة التي تعاني، في هذا الملف نحاول تسليط الضوء عن هذه القضية، ووضعها في إطارها الصحيح.