كيف ننصر المسجد الأقصى؟ الحسن بن علي الشريف الكتاني

يتساءل كثير من الناس عن كيفية نصرة المسجد الأقصى وهم في بلاد نائية عنه، وكيف يتصرفون تجاه نداءات إخوانهم في الأرض المقدسة الذين يعانون أشد المعاناة من الاحتلال ويقاومونه بصدورهم العارية.
والحق أن نصرة الأقصى تختلف بحسب الأشخاص وقدراتهم، وليسوا في ذلك سواء، فالحاكم صاحب السلطة يختلف عن العالم صاحب الكلمة المسموعة، وكلاهما يختلف عن الإنسان المسلم الغيور الذي لا حول له ولا قوة، وبناء عليه فسأعطي هنا جملة من وسائل نصرة الأقصى لسائر المسلمين الذين يتحرقون لمناظر اليهود وهم يعتدون على المسجد المقدس وينتهكون حرماته ويضربون إخوانهم المرابطين هناك المدافعين عن هذا الصرح العظيم.
1. الدعاء
وهذا سلاح مهم جدا يجب عدم الاستهانة به، فقد قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).(غافر:60).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء في النوازل ويلح على الله تعالى بذلك، وقرر علماؤنا رحمهم الله مشروعية القنوت في الصلوات عند النوازل. وقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء هو العبادة”.
وروى الترمذي بسند حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء”.
2. نشر القضية بين أبنائنا ومعارفنا:
من أهم الأمور التي تبقي القضية حية بين المسلمين أن يتولى الناس نشر قضية المسجد الأقصى واحتلال اليهود لفلسطين ووجوب تحرير الأرض المقدسة منهم بين أبنائنا وسائر معارفنا وذلك بتوعيتهم بذلك وتدريسهم، كما أن من واجبات الجماعات والجمعيات وسائر الفعاليات المجتمعية نشر المقاطع والمطويات والأقراص التي توعي بهذه القضية وتبين أنها جزء لا يتجزأ من ديننا وليست شأنا خاصا بالفلسطينيين لوحدهم، بل جميع المسلمين مسؤولون عن مسرى نبيهم وثالث المساجد المقدسة التي تشد لها الرحال وأولى القبلتين الشريفتين.
3. إقامة الدروس والخطب والمهرجانات:
وهذا الواجب يقع أولا على عاتق العلماء والدعاة وسائر المثقفين، ويدخل في ذلك خطب الجمعة ودروس المساجد والمراكز الإسلامية وغيرها، بل إن الأمر أصبح اليوم سهلا جدا بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من مقاطع صوتية ومنشورات على اليتيوب والفيسبوك والتويتر وغيرها حيث ما عاد لأحد أن يتحجج بتكميم الأفواه والمنع من الكلام، اللهم إلا أن يتخاذل المرء ويطلب السلامة الدنيوية والراحة والكسل عن أداء واجباته.
4. تسيير المظاهرات والمسيرات المنددة:
وبعض الناس يستهين بهذا ويعده ضربا من العبث وضياع الجهود وهذا غير صحيح بتاتا، خاصة إذا تتابعت هذه المسيرات وطالبت الدول بالتدخل فإنها تصبح وسائل ضغط معنوي على أصحاب القرار، وإذا جيشت لها الشعوب واتحدت على الفكرة سائر الهيئات في بلداننا فإنها تصبح مجدية جدا، والمهم هو تحريك القضية وعدم الركون للصمت واليأس القاتل لأي قضية.
5. إصدار البيانات المنددة:
وهذه أيضا مهمة جدا في تقرير القضايا وإبقاء الوعي حيا ومن الخطأ الاستهانة بها، فإن البيانات تصبح وثائق تاريخية ترجع لها الأجيال وتستشهد بها، وكم من قضية ماتت وانتهت بسبب بيانات متخاذلة أو صمت مريب، بل والله إن لهذه البيانات قوة معنوية عجيبة في تقوية معنويات المرابطين على ثرى الأرض المقدسة.
6. إصدار الفتاوى الشرعية:
وقد قال الإمام محمد بن جعفر الكتاني رحمه الله: “نحن العلماء سيوفنا ألسنتنا”. فالعلماء موقعون عن الله وهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتاواهم سلاح فتاك وكشاف مضيء لطريق المجاهدين على ثرى الأرض المقدسة.
اللهم هيئ لبيت المقدس قيادة ربانية تحرره وتوحد المسلمين من جديد وترجع لهم عزتهم المغتصبة.
والحمد لله وصلى الله على رسول الله وآله ومن والاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *