صبيحة يوم السبت الماضي 21 دجنبر 2013م، من مدينة سلا انطلقت قافلة شباب مؤسسة عطاء الخيرية متجهة نحو دواوير مرتفعات جبال الريف (إقليم تازة)؛ فقد اجتهد شباب المؤسسة طيلة أسابيع لجمع مساعدات مهمة اشتملت على ملابس ومؤن وأغطية؛ وأخذوا أفراد المؤسسة على أنفسهم العهد لتقديم يد المساعدة لإخوتهم من أبناء هذا الوطن ومن نالت منهم الهشاشة والفقر.
ففي شاحنة وسيارة من الحجم الكبير، نقلا أكثر من 20 طنا من المساعدات، استفاد منها ما يقارب 500 أسرة؛ وخصَّ مئات الأطفال بأنشطة ترفيهية وتعليمية وبعض الحلويات واللعب التي أهديت إليهم.
استغرقت الرحلة يوما كاملا؛ ومباشرة بعد الصلاة الصبح من يوم الأحد الموالي توجه المنظمون لاستكمال إعداد المساعدات؛ وحينها بدأت وفود المستفيدين تصل إلى مقر الجمعية المستضيفة على الدواب أو في سيارة النقل المزدوج، ومنهم من اصطحب أولاده الصغار، ليتجمهر في المكان جمع غفير بالمئات (رجالا ونساء).
هنا بدأت عملية التوزيع بالاعتماد على بطاقة الاستفادة التي كانت الجمعية المستضيفة قد قدمتها للأسر والعوائل المحتاجة.. وبيسر ولين ودقة تنظيم.. بدأت عملية توزيع المساعدات.. من خلال تقديم كيس لكل أسرة يحتوي على ملابس حسب عدد الأفراد وجنسهم وأعمارهم.. وكيس آخر يحتوي على المواد الغذائية الأساسية (يزن قرابة 20 كيلو)، بالإضافة إلى أغطية..
واستمرت عملية التوزيع التي استفاد منها أزيد من 500 أسرة إلى حوالي الثالثة زوالا.. وبعدها تفرقت تلك الجموع التي جعلت المكان أثناء القدوم والتوزيع كأنه موسم احتفالي بامتياز.. عمت فيه البسمة على الشفاه، والفرح والسرور على محيا المستفيدين، فما أسعد الكرماء بعطاياهم التي تدفئ القلوب قبل الأبدان..
كما شملت الحملة أنشطة موازية استفاد منها الأطفال، وتلقوا خلالها توجيهات مهمة بخصوص سلامة الأسنان والحفاظ عليها، والطريقة السليمة لاستخدام الفرشاة والمعجون، من طرف الطبيب سليمان، الذي أهدى كل واحد منهم فرشاة ومعجونا وكأسا..
كما عمل المشاركون بقيادة أحد المنشطين على تقديم عروض ترفيهية نالت إعجاب أبناء المنطقة وتفاعلوا معها..
وفي الختام تمنى المستفيدون أن تعاود “عطاء” زيارتهم، وهي الفكرة التي تم الترحيب بها، خصوصا وأن الساكنة هناك في أمس الحاجة لقافلة طبية..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.