لا نريد في هذا المقال الحديث عن المبحث الفقهي من استحضار النية في رمضان، وهل يكفي المسلم استحضار النية للشهر كله أو يلزم استحضار النية لكل يوم على حدة؟ وإنما نقصد بالذات المبحث السلوكي من استحضار نيات متعدد لعبادة واحدة، بغية تكثير الأجر والثواب، مصداقا لقول الصادق المصدوق في الحديث القدسي: “إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة” صحيح مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” متفق عليه.
نيات الصيام
1- يقول صلى الله عليه وسلم: “يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي” رواه مسلم.
2- قال صلى الله عليه وسلم: “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب في النهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيُشفعان” رواه أحمد.
3- قال صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” متفق عليه.
4- قال صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة…” متفق عليه.
5- قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه” رواه مسلم.
6- قال صلى الله عليه وسلم: “ولخَلُوفُ فيه أطيب عند الله من ربح المسك” رواه مسلم.
7- قال صلى الله عليه وسلم في صيام النافلة: “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه” رواه البخاري.
8- التضييق على الشيطان في التمكن من الإنسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم”. رواه البخاري والصيام يضيق مجرى الدم في الإنسان فتضيق بالتالي على الشيطان في شهر رمضان.
9- قال صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
10- حصول التقوى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة.
11- قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: “وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه” رواه البخاري.
12- قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} الزمر.
والصوم فيه أنواع الصبر الثلاثة: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله، ما يصيب المؤمن من العطش والكسل والملل ما يتألم ويتأذى به ولكنه صابر لأن ذلك في مرضاة الله تعالى.
13- قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت، فمن أحسن فيما أمر الله أعانه الله ويسَّر له أسباب الهداية والطرق الموصلة لله عز وجل {إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة.
كل هذه نيات يلزم المسلم استحضارها حال صيامه، رجاء تحصيل أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر المبارك الذي يضاعف فيه الأجر والثواب، ويعظم فيه الوزر والعقاب.