فرسان القرآن في رمضان   عبد الله بن مسعود (الصحابي الجليل رضي الله عنه، ت. 32 هـ):

قال الحافظ المروزي: “كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ القرآن من الجمعة إلى الجمعة، وفي رمضان في كل ثلاث، وما يستعين عليه من النهار إلا باليسير، وقال: “من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز؛ هذ كهذ الشعر أو نثر كنثر الدقل”[1]

 

عبد الله بن عمرو بن العاص (الصحابي الجليل رضي الله عنه، ت. 65):

عن عبد الله بن عمرو قال: “أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كِنتّه فيسألها عن بعلها فتقول: نِعْم الرجل مِن رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا مذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: “القني به“. فلقيته بعد فقال: “كيف تصوم؟”. قلت كل يوم قال: “وكيف تختم؟“. قلت كل ليلة.

قال: “صم في كل شهر ثلاثة واقرأ القرآن في كل شهر”.

قال قلت أطيق أكثر من ذلك.

قال: “صم ثلاثة أيام في الجمعة“.

قلت أطيق أكثر من ذلك.

قال: “أفطر يومين وصم يوما”.

قال قلت أطيق أكثر من ذلك.

قال: “صم أفضل الصوم صوم داود صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة“.

فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم، وذاك أني كبرت وضعفت. فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرؤه يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام أياما مثلهن كراهية أن يترك شيئا فارق النبي صلى الله عليه و سلم عليه”اهـ.

قلت: فكان رضي الله عنه يختم القرآن في سبع، في رمضان وغيره.

 

 

الأسود بن يزيد (تابعي ت. عام 75 هـ، وهو ابن أخي علقمة بن قيس، أدرك النبي صلى الله عليه و سلم مسلما ولم يلقه):

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/73):

أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي وأبو المنذر إسماعيل بن عمر قالوا حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود أنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين”.

قلت: إسناده صحيح، وفي رواية: “وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال”[2].

 

سعيد بن جبير (التابعي المشهور ت. 95):

قال في الطبقات الكبرى (6/259):

أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا الحسن بن صالح عن وفاء قال: “كان سعيد بن جبير يجيء فيما بين المغرب والعشاء فيقرأ القرآن في رمضان”اهـ

إسناده صحيح إلى وفاء، والصواب: وقاء، وهو بن إياس، متكلم فيه[3].

وفي رواية: “وكانوا يؤخرون العشاء”.

 

الوليد بن عبد الملك (الخليفة الأموي الذي توسعت الفتوحات في عهده، وهو الذي أنشأ جامع بني أمية، ت. 96 هـ):

قال الحافظ الذهبي: “وقيل: كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة”[4].

 

أبو الرجاء العطاردي يزيد بن هارون (تابعي ت. سنة 117 هـ)

روى عن عثمان وعلي وغيرهما وكان ثقة في الحديث وله رواية وعلم بالقرآن وأمّ قومه في مسجدهم أربعين سنة.

قال في الطبقات (7/139):

أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا أبو الأشهب أن أبا رجاء كان يختم في شهر رمضان في كل عشر ليال مرة.

 

قتادة بن دعامة السدوسي: (التابعي المشهور ت. 118)

قال سلام بن أبي مطيع: “كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة”[5].

 

محمد بن إدريس الشافعي (الإمام العَلَم ت. 204):

قال الحافظ الذهبي: “قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه، بل أكثر: “كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة”[6].

وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري، سمعت الربيع يقول: كان الشافعي يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة”.

وقد اقتدى به في هذا عدد من العلماء من أتباع مذهبه وغيرهم:

منهم: الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي الشافعي، صاحب تاريخ دمشق.

قال في السير (ج 20 / ص 562): “وكان مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم”اهـ

ومنهم: الفقيه ابن لبابة؛ محمد بن عمر بن لبابة القرطبي.

من علماء المالكية، كان مقدماً على أهل زمانه في حفظ الرأي والبصر بالفتيا.

قال ابن فرحون: وكان يختم القرآن في رمضان ستين ختمة”[7].

ومنهم: المقرئ المحدث أبو الحسن الحارثي المصري الشافعي.

قال التقي عبيد: “كان فقيرا صبورا له قبول، يختم في الشهر ثلاثين ختمة، وله في رمضان ستون ختمة رحمه الله”[8].

 

ومنهم:

محمد بن إسماعيل البخاري (الإمام جبل الحفظ ت. 256 هـ)

قال الحاكم: حدثنا محمد بن خالد المطوعي، حدثنا مسبح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التروايح كل ثلاث ليال بختمة”[9].

 

تنبيه:

كان كثير من السلف يقرؤون وردهم في صلاة التطوع أيضا، ويقومون به الليل اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام:

وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين[10].

يعني أنه كتب له قنطار من الأجر.

——————————-

[1]  انظر: مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي (ص. 254)

[2]  سير أعلام النبلاء (4/51).

[3]  انظر: سير أعلام النبلاء (4/324)

[4]  سير أعلام النبلاء (4/347)

[5]  سير أعلام النبلاء (5/ 276)

[6]  سير أعلام النبلاء (10/36)

[7]  الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (1/133)

[8]  سير أعلام النبلاء (23/11)

[9]  انظر: تاريخ بغداد ” 2 / 12

[10]  السلسلة الصحيحة 642

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *