آلاء بني فضل*: كاميرات الاحتلال الحساسة تعري كل من يدخل للمسجد وهذا الأمر رفضه الفلسطينيون حاورها: مصطفى الحسناوي

الزميلة آلاء لو تضعين القارئ المغربي في صورة ما حدث في الأزمة الأخيرة التي عرفها المسجد الأقصى؟
ما حدث هو أنه هذه هي المرة الثانية التي يمنع فيها الأذان والصلاة في المسجد الأقصى، الأمر الذي لم ولن يقبله الفلسطينيون ما دعا الأمور للاحتداد وانطلاق شرارة الانتفاض لحماية المقدسات، الآن هناك محاولات للتحديد المكاني والزماني في الأقصى وكانت البداية من وضع البوابات الإلكترونية التي تعرقل الدخول بحرية للمسجد الأقصى وبالرغم من كل ما يحدث في فلسطين إلا أن الاحتلال يصعد من سياسته وإن ظهرت أمام العالم أن الاحتلال يستجيب للضغوطات ويرفع حصاره للأقصى فهو في الحقيقة اليوم ينصب كاميرات حساسة تعري كل من يدخل للمسجد وهذا الأمر الذي ترفضه فلسطين..

ما الشيء المختلف هذه المرة في هذه المحنة عن المحن التي يعيشها أو التي عاشها الفلسطينيون؟
تختلف هذه المحنة عن سابقتها أنها مصادرة حقيقية للكرامة الإسلامية والعربية.. وأن الكلمة للشعوب هذه المرة وليس للحكومات أو الأحزاب السياسية، ما يعني أنها مستمرة وبات فيها الشعب الفلسطيني يسير قيادته..

ما الذي تقومون به كإعلاميين، وما هي إمكانياتكم وحاجياتكم وتطلعاتكم؟
نحاول كإعلاميين رصد الانتهاكات كافة في الأراضي الفلسطينية، واستخدام كافة الوسائل سواء مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الإعلامية لنخبر العالم بما يحدث في فلسطين والمقدسات، وهذا الأمر يكلف الصحفي الكثير فهو العدو اللدود للاحتلال ما جعله يدفع الدم والاعتقال ومصادرة أدواته الاعلامية وسط إصراره في الاستمرار بمتابعة الأحداث وتوثيقها.

ما هي انتظاراتكم من العرب والمسلمين، ماذا تطلبون منهم وكيف يمكنهم مساعدتكم؟
هذه القصة إن لم تجد استمرارا من الساحة الفلسطينية في انتفاضته ومرابطته برفقة التحرك العربي ومقاطعة الاحتلال بدلا من تعزيز العلاقات معه ستكون القدس على طبق من ذهب مهداة إلى الاحتلال.
لذلك المطلوب التحرك الفوري والوعي الحقيقي لما يحدث هناك، سرقة واضحة للأقصى وإهانة للإسلام والعرب، نملك كعرب الكثير من الأوراق الضاغطة على الاحتلال، نملك كلمة الحق التي غابت عن عدد من قيادة الدول العربية في الآونة الأخيرة.

ماهي الصعوبات التي تعترضكم كإعلاميين؟ وكيف هي العلاقة بين الإعلامي الفلسطيني والاحتلال، من ناحية الحصول على المعلومة، وحرية الصحافة، والتنقل وغيرها؟
الصعوبات التي تعترض عملنا الصحفي كثيرة، لكم أن تتخيلوا أن عددا من الصحفيين اعتقلوا لأنهم نشروا خبرا على صفحة الفيس بوك، لكم أن تتخيلوا أنني الآن أحتاج فقط لساعة ونصف لوصول القدس، ولكن لا يمكن أن أدخلها لأن عشرات الحواجز تمنعني وربما يتم اعتقالي أو قتلي.
الحقوق الصحفية والحماية للصحفيين غير موجودة بفلسطين ولا يوجد لدينا حق في الحصول على المعلومة، وهناك تشويش حتى على وسائل الإعلام الفلسطينية، العشرات منا بالأسر، والعشرات استشهدوا أثناء تغطية الأخبار، والبعض أقيمت بحقة الإقامة الجبرية، والمئات صودرت أدواتهم الإعلامية والعشرات من المؤسسات الصحفية أغلقها الاحتلال، فقط لأنها تفضح انتهاكاته.
الصحفي عدو للاحتلال أكثر من المقاوم بالسلاح لأن الإعلام يعري ويفضح جرائمه، ويتحداه في الاستمرار والصمود والبقاء بكافة الوسائل.

ماهي البرامج والمواد الإعلامية التي تلقى تفاعلا أكثر؟
الإعلام الإلكتروني يشهد متابعة وثقة من الشعب ويساهم في وصول المادة الإعلامية وانتشارها أكثر من الوسائل الأخرى، لدرجة أن الاحتلال أغلق صفحات أعلامية لمنع الوصول للعالم لما لها من تأثير في فضح انتهاكاته.
ـــــــــــــــــــــــــ
* آلاء بني فضل مذيعة ومقدمة برامج بإذاعة “هوا نابلس” بفلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *