أحاديث مشتهرة لا تصح في باب الصيام -2- جمعها: إبراهيم الصغير

-4 حديث: «لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله»(1).
قال الإمام النووي رحمه الله في الأذكار (ص. 889): «وهذا حديث ضعيف، ضعفه البيهقي، والضعف عليه ظاهر، ولم يذكر أحد رمضانَ في أسماء الله تعالى مع كثرة من صنَّف فيها».
وقال القرطبي في تفسيره (2/292): «وهذا ليس بصحيح، فإنه من حديث أبي معشر نجيح، وهو ضعيف».
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع لا أصل له، ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى رمضانَ، ولا يجوز أن يسمى به إجماعا».
وقال الجورقاني: «هذا حديث باطل».
-5 حديث: «خمس يفطرن الصائم: الكذب والنميمة والغيبة والنظرة بشهوة واليمين الكاذبة»(2).
رواه الجورقاني في الأباطيل (1/351) وقال: «هذا حديث باطل وفي إسناده ظلمات»، وابن الجوزي في الموضوعات كتاب الصوم، باب ما يبطل الصوم (1131) وقال: «هذا موضوع، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه»، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/258): «سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديث كذب».
-6 حديث: «نوم الصائم عبادة».
أورده العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (4696)، وقال عنه صاحب فيض القدير: «إن في سنده معروف بن حسان وهو ضعيف، وفيه سليمان بن عمر النخعي وهو أضعف منه»، وقال الحافظ العراقي: «فيه سليمان النخعي أحد الكذابين، وقد نص جمع من أهل الحديث على تضعيف رجاله فهو إذن ضعيف، ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم».
-7 حديث: «رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي».
ضعفه العلامة الألباني في ضعيف الجامع (3094)، وذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ضمن الأحاديث التي لا أصل لها في فضل شعبان، وحكم عليه بالوضع، وذكره الصنعاني في موضوعاته.
فهذا الحديث لا أصل له، قال فيه الحافظ بن حجر رحمه الله في تبين العجب فيما ورد في رجب (ص. 22): «رواه أبو بكر النقاش المفسر، وسنده مركب، ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد، والكسائي المذكور في السند لا يُدرى من هو، والعهدة في هذا الإسناد على النقاش، وأبو بكر النقاش ضعيف متروك الحديث قاله الذهبي في الميزان».
-8 حديث: «أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»(3).
فهذا الحديث منكر، قال الحافظ: «وهو حديث ضعيف أخرجه ابن خزيمة»، وعلق القول بصحته تلخيص الحبير (3/1121)، وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (1569): «منكر».
هذه بعض الأحاديث التي يكثر تداولها في رمضان شهر الصيام، يطلقها أصحابها هكذا من غير تنقيح لها ولا بحث عن صحيحها من ضعيفها، ناسين أو متناسين الوعيد الشديد الوارد في الترويج لها.
وهي دعوة بالمناسبة للتمحيص والتدقيق قصد رواية الصحيح وإشهاره، وترك الضعيف والموضوع وما لا أصل له وإضماره، حتى يكون الواعظ والخطيب على بينة من أمره، بعيدا عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(1) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، للشوكاني، تحقيق عبد الرحمان بن يحيى المعلمي، كتاب الصيام (251، ح.2، ص.92).
-(2) نفسه (274، ح.25، ص.97).
-(3) أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (65/37)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/162) وابن عدي في الكامل (3/311)، والشجري في أماليه (1/ 264)، والخطيب في الموضح (2/147).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *