ثقافيات

جديد الكتب

اهتمت كتب فقهية كثيرة بفقه التأصيل، وبالرغم من أهمية هذا الأخير، فإن فقه التنزيل لا يقل عنه أهمية.

الكتاب الذي بين أيدينا، في هذا العدد من جريدة السبيل، كتاب في فقه التنزيل لمؤلفه الدكتور رشيد بنكيران، منشورات السبيل.

وجاء في تعريف المؤلف بكتابه: “وإذا كان المجتهد مطالبا بمعرفة الأحكام الشرعية بأدلتها، فهو أيضا معني بالنظر في كيفية تنزيلها، ولهذا كان فقه تنزيل الأحكام الشرعية، أو لنقل: فقه التنزيل لا يقل أهمية عن فقه الأحكام إن لم نقل هو أهم منها. والأحكام الشرعية أدوية، ومعرفة الدواء مهم، ولكن كيفية الاستفادة من الدواء قدرا ووقتا ومحلا لا يقل أهمية من الدواء نفسه”.

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

نقدم للقارئ في هذا العدد، من جريدة السبيل، كتاب “دراسات في تاريخ المغرب” لصاحبه محمد رزوق، منشورات إفريقيا الشرق، الطبعة الأولى، 1991.

الكتاب في تاريخ المغرب الممتد، والوسيط والحديث منه أساسا. يسلط الضوء على بعض الزوايا من هذا التاريخ، ويمسح الغبار عن أحداث مهمة منه.

من القضايا التاريخية التي جاءت في الكتاب، نذكر:

– “قضية الرق في تاريخ المغرب”.

– “الجالية الأندلسية بالمغرب العربي”.

– “العلاقات المغربية الإسبانية خلال القرن السادس عشر: العهد السعدي الأول نموذجا”.

– “صفحة من صفحات التاريخ المشترك بين اليمن والمغرب خلال القرن السادس عشر”.

– “صفحة من صفحات التاريخ المشترك بين المغرب والخليج العربي خلال القرن السادس عشر”.

– “الجهاد البحري في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله”.

… الخ.

لم تأتِ هذه الدراسات مرتبة في الزمن، ولكنها مكتنزة بالمعطيات المهمة والمفيدة للباحث في تاريخ المغرب.

 

فنون: تفكيك الفيلم التلفزي “مول البركة”

لا نريد هنا ذكر عيوب التشخيص، ومشاكل السيناريو الملاحَظة في الفيلم التلفزي “مول البركة”. والأكثر أهمية، في نظرنا، هو الرسائل المضمرة للفيلم، وكذا بنيته الإيديولوجية.

يسلط الفيلم الضوء على نموذجين في التدين:

– التاجر المترَف الذي يرى في التدين وبركة الأولياء حفاظا على ثروته وتنميته.

– رجل الدين المحتال الذي يعيش على استغلال نفسية وذهنية التاجر من الصنف أعلاه.

ولا وجود لنموذج آخر من التدين إلا على سبيل عرضي لا يركّز إلا مضمونا عرضيا لدى المشاهد. وفي مشاهد متكررة، تستعرَض مبادئٌ دينية كنقيض للحياة العادية البديهية. بالهيمنة الرمزية والخطابية، يتم خلق التشويش في كثير من العبارات البريئة والمعتادة لدى عامة المتدينين (عامة الناس المسلمين=). وحيث كان صاحب فكرة الفيلم وحواره يصبو إلى توجيه النقد لفئة من المتدينين دون غيرهم، فقد أربك من تحت حجاب بنية مجتمع، ومس بشكل ملحوظ جزءا من الثقافة الوطنية المغربية.

 

نافذة على مشروع فكري

مشروع العلامة محمد عبد الله دراز (2)

لقد كان الإسلام –في نظر العلامة دراز-علامة فارقة في تاريخ الأديان والشعوب، وذلك لأنه:

– استفاد من تراث أوروبا الفلسفي أكثر مما استفادت هي منه، فأفادها مما لها بعدما عجزت عن استثمار الفلسفة اليونانية (وخاصة الأرسطية منها) والتراث الروماني المسيحي لصالحها.

– دشّن عهدا جديدا من تدوين تاريخ الأديان ووصفها، انطلاقا من استقراء مصادرها الأصلية، وليس انطلاقا من الأهواء والأوهام الرائجة حولها. (محمد عبد الله دراز، الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، دار القلم، ص 19-22)

لم يستفد الرومان من فلسفة الإغريق، من أهم ما فيها بالضبط (فلسفة أرسطو/ أبيقور/ السفسطائيين)، فاكتفوا بالجانب العملي من الفلسفة الرواقية. ولم تكن هذه الفلسفة لتجد لها صدى في أوروبا لولا مجهودات ابن رشد في ترجمة وتأويل أرسطو، ولولا الفتوحات الإسلامية التي حملت معها إلى الغرب: “علوم الإسلام وآدابه وتشريعاته، علوم اليونان وفلسفتهم، ما اكتشفه المسلمون في رحلاتهم من علوم الشرق وآدابه، ما أفادوه من تجارب جديدة… إلخ”. (نفسه، ص 19)

يقول العلامة دراز: “ولكن الأمانة التي عجزت عن أدائها الحضارتان اليونانية والرومانية في جميع عصورهما نهضت بها حضارة الإسلام في لغته العربية، واستقلت بحملها قرونا متوالية، من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر أو يزيد”. (نفسه، ص 20)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *