التوقيع والتحفظ
تخالف اتفاقية “سيداو” بعض مقتضيات القانون الداخلي في المغرب. ولذلك، فرغم انضمامه إلى لائحة الدول المصادقة على الاتفاقية عام 1993، إلا أنه تحفظ على بعض موادها أو فقرات منها.
فبخصوص “المادة 2″، قالت الحكومة المغربية إنها “تعرب عن استعدادها لتطبيق أحكام هذه المادة بشرط: ألا تمس متطلبات الدستور التي تنظم قواعد وراثة عرش مملكة المغرب، ألا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وينبغي الإشارة إلى أن بعض الأحكام التي تتضمنها المدونة المغربية للأحوال الشخصية والتي تعطي المرأة حقوقا تختلف عن الحقوق الممنوحة للرجل لا يجوز انتهاكها أو إلغاؤها لأنها مستمدة في المقام الأول من الشريعة الإسلامية التي تسعى، من بين أغراضها الأخرى، إلى تحقيق توازن بين الزوجين بغية الحفاظ على تماسك الحياة العائلي”.
كما تحفظت الحكومة على “الفقرة 4 من المادة 15″، وأعلنت أنها “لا تستطيع الالتزام بأحكام هذه الفقرة، وخاصة تلك المتعلقة بحقوق المرأة في اختيار مكان الإقامة ومحل السكن، إلا بالقدر الذي لا تتعارض فيه مع المادتين 34 و36 من المدونة المغربية للأحوال الشخصية”.
وبخصوص “الفقرة 2 من المادة 9″، فقد أبدت “حكومة المملكة المغربية تحفظا بشأن هذه المادة بالنظر إلى أن قانون الجنسية المغربي لا يسمح للطفل بحمل جنسية أمه إلا إذا ولد لوالد مجهول، بصرف النظر عن مكان الولادة، أو لوالد عديم الجنسية، حين يولد في المغرب، والهدف من ذلك ضمان حق الطفل في حمل جنسية، وفضلا عن ذلك، يمكن للولد المولود في المغرب لأم مغربية وأب أجنبي أن يكتسب جنسية أمه بأن يعلن، خلال سنتين من بلوغه سن الرشد، رغبته في اكتساب تلك الجنسية، شرط أن تكون إقامته المنتظمة والمعتادة، لدى إصداره هذا الإعلان، في المغرب”.
وعن “المادة 16″، فقد تحفظت “بشأن أحكام هذه المادة، وخاصة تلك المتعلقة بتساوي الرجل والمرأة في الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بعقد الزواج وفسخه. فالمساواة من هذا النوع تتنافى مع الشريعة الإسلامية التي تكفل لكل من الزوجين حقوقا ومسؤوليات ضمن إطار التوازن والتكامل بغية الحفاظ على رباط الزوجية المقدس.
إن أحكام الشريعة الإسلامية تلزم الزوج بتقديم مهر عند الزواج وبإعالة أسرته في حين لا يطلب من الزوجة قانونا إعالة أسرتها.
وعلاوة على ذلك، يلزم الزوج بدفع النفقة عند فسخ الزواج. وعلى العكس من ذلك، تتمتع الزوجة بالحرية التامة في التصرف بمالها أثناء الزواج وعند فسخه بدون إشراف الزوج، بحيث لا تكون للزوج ولاية على مال زوجته.
لهذه الأسباب لا تمنح الشريعة الإسلامية حق الطلاق للمرأة إلا بقرار من القاضي الشرعي”.
رفع التحفظ
كانت أفادت الكتابة العامة لهيئة الأمم المتحدة، ضمن قائمة شهر أبريل 2011، أن المغرب رفع جزئيا تحفظه على اتفاقية “سيداو”. إلا أنه استمر في تحفظه بخصوص “المادة 2″، والفقرة الرابعة من “المادة 15″، وكذا الفقرة الأولى من “المادة 29″، دون ذكر لوضعية باقي المواد والفقرات الأخرى.
وفي 1 شتنبر 2011، نشرت الجريدة الرسمية بالمغرب في عددها 5974، أن المغرب رفع تحفظه على “المادة 16″، أي تلك التي تتضمن أحكاما تتعلق ب”تساوي الرجل والمرأة في الحقوق والمسؤوليات فيما يتعلق بعقد الزواج وفسخه”.