من وحـي الـزلزال.. د.يوسف فاوزي

لم تكن واقعة الزلزال الأخيرة بالمغرب مجرد واقعة عادية؛ ففضلا عن كونها هزة قوية خلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فإنها مناسبة للوقوف عند دروسها وعِبَرِها؛ فإن من أسباب رقي الأمم الاستفادة من التجارب؛ وممارسة النقد الذاتي عند كل محنة للتحول إلى منحة.

ومن الدروس المستفادة من وجهة نظري من حادثة الزلزال:

1- من رحمة الله بنا في هذه الدنيا تذكيرنا ومعاتبتنا منه سبحانه على تقصيرنا في حقه تعالى؛ فهذه الظواهر الطبيعية من آياته سبحانه يخوف بها عباده قصد التوبة والإنابة؛ فوجب الاستغفار ومراجعة النفس وإصلاحها.

2- أظهر الزلزال معدن الخير الأصيل في قلوب عامة الناس؛ فتوافدت المساعدات على المناطق المتضررة؛ وسارع البعض إلى التبرع بالدم؛ وظهر الشباب المغربي النموذج المشرق المشرف لأبناء هذا الظن الحبيب؛ وهو جيل يستحق التقدير والعناية.

3- تنظيم العمل الخيري مطلوب في مثل هذه الحوادث؛ حتى لا يضيع المجهود سدى؛ وذلك بحسن اختيار المحتاجين والجمعيات الصادقة في عملها.

4- إنشاء صندوق الزكاة لجمعها من الناس وصرفها على مستحقيها؛ لأن الفاجعة كبيرة تحتاج مبالغ مالية كبيرة وضخمة؛ ومال الزكاة كفيل إن شاء الله في تجاوزها.

5- تأطير العلماء للناس في هذه الحوادث جد ضروري، بتعليمهم عقيدة القضاء والقدر؛ ووجوب الرضا والتسليم له سبحانه.

6- يجب على الدعاة والوعاظ والخطباء غرس مسألة الاخلاص في العمل؛ حتى يبتعد الناس عن الرياء في توزيع المساعدات؛ لا سيما في زمن مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت مرتعا للتفاخر بالأعمال.

7- مرة أخرى تتأكد ضرورة فك العزلة عن المناطق النائية في المجال القروي؛ حتى تسهل أعمال الإغاثة.

8- ضرورة إعادة النظر في الميزانيات المخصصة للمهرجانات والترفيه وصرفها في إعادة الإعمار.

وغير هذا من الوقفات، وبالله التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *