جديد الكتب
صدر للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان كتاب جديد بعنوان “سؤال السيرة الفلسفية”، من إصدارات “مركز نهوض للدراسات والبحوث”.
يرى طه عبد الرحمان في هذا الكتاب أن الفلسفة فقدت أصلها وانحرفت عنه، وهذا الأصل بالنسبة إليه هو “الدين في بعده الائتماني”.. “السيرة الفلسفية” بحث عن هذا البعد كأصل للفلسفة لا تتحقق إلا به.
انحرفت الفلسفة عن أصلها فتبعتها ما يسمى “الفلسفة الإسلامية”، والتي بانحرافها لم تكن فلسفة، فما بالك أن تكون إسلامية.. يجب ربط علاقتها بـ”الحكمة الائتمانية” من جديد، لتكون قابلة لأن تكون إسلامية.
يتم هذا التعليق باستدعاء “أسس الفلسفة”، وهي من الحكمة وذات علاقة متينة بالدين.. وكعادته في توليد المفاهيم يجمل طه عبد الرحمان هذه الأسس في عدد من المفاهيم منها “الرتبة الصديقية” و”الروح الإبراهيمية”… الخ.
بهذا الكتاب الجديد، تتأكد مركزية “الائتمانية” في مشروع طه عبد الرحمان. فهي في كتاباته الأصل التي تتفرع منه كل المعاني في الأخلاق والمعرفة والعلم والعيش ومقاصد الدين.. وبالكتاب الجديد تصبح شمولية “الائتمانية” أكثر وضوحا وأكثر رسوخا في فكر الرجل.. الحقيقة في الائتمانية، كل بحث خارجها يتوسل الأوهام.. هذا ما يريده طه عبد الرحمان.
مكتبتك في القضية الفلسطينية
(جديد حسب ما يقتضيه الحدث)
يعتبر إيلان بابيه من جيل المؤرخين “الإسرائيليين” الجدد الذين فضحوا جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، وفضحوا الكثير من الحقائق والتناقضات التي تلاحقه على أرض الفلسطينيين.. وقد خصص المؤرخ بابيه لمشروعه عددا من الكتب: “أكبر سجن على الأرض”، “فكرة إسرائيل: تاريخ السلطة والمعرفة”، و”فلسطينيون منسيون: فلسطينيو 1948″، و”خارج الإطار: القمع الأكاديمي والمعرفي في إسرائيل”، و”عشر خرافات عن إسرائيل”، و”التطهير العرقي”…
في هذا الكتاب الأخير ينبش بابيه في مراحل الإبادة والتطهير التي تعرض لها الشعب الفلسطيني:
– تهجير وهجرة اليهود إلى فلسطين (كانوا يشكلون على أرضها أقل من 10 في المئة فأصبحوا يشكلون ثلث سكانها في 1947).
– الاستيطان في المدن، وبجوار القرى كان اليهود ينشئون شبه ثكنات عسكرية ليباشروا منها الهجوم على القرى وتطويقها.
– الضغط على الأمم المتحدة لتعترف لهم بأكثر من ثلثي فلسطين مستغلين غياب الصوت العربي الذي كان يعتبر فلسطين عربية لا تقبل التفاوض.
– القبول بقرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين، ورفض حدوده (56 في المئة لليهود).
– تشكيل مجموعات مسلحة وجمع الدعم المالي لها وللاستيطان من مختلف أنحاء العالم (“الهجرة وحدها لا تكفي” حسب بنغوريون آنذاك).
– العمليات الانتقامية التأديبية بداية كرد على هجوم الفلسطينيين، ثم الانتقال إلى العمليات الهجومية العدوانية بعد ذلك.
– ممارسة التطهير العرقي، من خلال السرقة والتهجير والتجميع في غيتو والاعتقال والتعذيب في السجون والقتل واغتصاب النساء وتغيير الملامح العربية والإسلامية وتدنيس المقدسات…
فنون
استغرب عدد من المتابعين إصرار القناة الثانية على عرض برنامجها الغنائي “ستار لايت”، والذي خصصته للكشف عن المواهب الغنائية، في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من معارك دامية، وفي ظل ما تشهده فلسطين من دمار وعدوان صهيوني.
ناهيك عن نقاش فتحناه مع القناة الثانية مرارا بخصوص “مدى حاجة المغاربة لبرامج من نوع البرنامج المذكور”، نسائلها ثانية: ألم يكن باستطاعتها تأجيل العرض إلى أجل لاحق؟ أيستقيم العدوان هناك والغناء هنا؟ لمن سنغني؟ هل للأطفال الذين لا زالوا تحت الأنقاض أم للذين دفنوا جنبا إلى جنب أمهاتهم أم لليتامى يبكون الفقد؟
للمغاربة قضايا وطنية وعربية وإسلامية، وظيفة الإعلام أن يعكسها وينميها في وجدانهم.. الصدمة الوجدانية، حيث المفارقة موت هناك/ فرح عارم هنا؛ هذه الصدمة لا تضعف القضية في الوجدان فحسب، بل تفرض على الإنسان أن يكون غيره ويغترب عن عالمه وعلائقه الدينية والقومية والإنسانية..
نافذة على مشروع فكري
الجماعات الوظيفية اليهودية والاتجار في الخمور
يتعارض الخمر مع المقدس في أغلب المرجعيات الدينية، فلا يشرف على خدماته إلا متحلل من هذه المرجعيات.. إما بمسوغات دينية، وإما بمسوغات حيادية تكون قد تمكنت من النفس وجعلتها في قبضة الربح والعيش فقط.. وقد مارست الجماعات الوظيفية اليهودية هذه الحرفة، أي إنتاج الخمور والاتجار فيها، بالمسوغين معا..
يقول عبد الوهاب المسيري: “فلا بد لمن يقوم بمثل هذه الوظائف (يقصد تجارة الخمر والنبيذ) أن يكون محايدا مجردا من السلطة تحت رحمة المجتمع تماما، حتى لا يسيطر عليه” (الجماعات الوظيفية اليهودية، ص 225).. وقد توفرت هذه الصفة في بهود أوروبا إذ لم تكن لهم سلطة في مجتمعاتهم، بل كانوا خاضعين للتقسيم الذي تفرضه سلطته.
أما بخصوص المسوغ الديني، فيقول المسيري: “ويبدو أن التحريم التلمودي الخاص بتناول خمور الأغيار جعل أعضاء الجماعات اليهودية مضطرين إلى أن يكون لهم كرومهم ومصانع الخمور الخاصة بهم” (نفسه، ص 225-226). لا يتناولون خمور الأغيار، لكن ينتجونها ويتجرون بها.. كحكم الربا في التشريع التلمودي، حيث “لا يقرض اليهودي لأخيه بربا، ولكن يقرض لغيره بربا”.
لقد جعلت هذه الوظيفة الجماعات الوظيفية اليهودية في مرمى الانتقاد لما عرفه تعاطي الخمور من انتشار للإدمان، ومن ثم تراجع مردودية الفلاحين في عدد من القرى الأوروبية.. بل هناك من أرجع حدوث أزمات اقتصادية في بلدان أوروبية بعينها (بولندا مثلا) إلى احتكار الجماعات اليهودية لصناعة وبيع الخمور.
لا يوافق المسيري على ذلك، ويقول إن “اليهود لم يكونوا مسؤولين على إدمان الفلاحين السلاف للخمر، بل كان هذا الإدمان نتيجة ظروف حضارية واجتماعية مركبة استفاد منها اليهود” (ص 227).. لولا القابلية لما كانت الاستجابة، وعادة الجماعات الوظيفية اليهودية الاشتغال على المطلوب المربح ويتورع غيرهم عن فعله.