شروط الحجاب الشرعي

فرض الله تعالى الحجاب على المرأة المسلمة تكريما لها، وحفاظا على مكانتها السامية من أن تمس بسوء، فعلى المرأة المسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال باستثناء المحارم، وهم: الآباء والأجداد وآباء الأزواج وأبناء الأزواج وأبنائهن والأخوة وأبناء الأخوة وأبناء الأخوات والأعمام والأخوال والمحارم من الرضاع.
وتحرم مخالفة شرط من شروط الحجاب الشرعي الثمانية أينما وجد الرجال الأجانب.
وشروط الحجاب الشرعي هي:
1- أن يكون ساترا لجميع العورة: أجمع أئمة المسلمين كلهم -لم يشذ عنهم أحد- على أن ما عدا الوجه والكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب.
2- ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار، لقوله تعالى: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” النور، ومعنى “مَا ظَهَرَ مِنْهَا” أي بدون قصد ولا تعمد، فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه، ولا يسمى حجابا، لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.
3- أن يكون سميكا لا يشف ما تحته من الجسم، لأن الغرض من الحجاب الستر، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأنه لا يمنع الرؤية، ولا يحجب النظر، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد وذكر منهما: “نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها..”. ومعنى: (كاسيات عاريات) أي: كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا، ولا تخفي عورة.
4- أن يكون فضفاضا غير ضيق ولا يجسم العورة ولا يظهر أماكن الفتنة في الجسم، وذلك للحديث السابق (كاسيات عاريات)، وما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر والصدر ولو كانت طويلة، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح.
5- ألا يكون الثوب معطرا، لأن فيه إثارة للرجال، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية” حديث حسن، صحيح النسائي.
6- ألا يكون الثوب فيه تشبه بالرجال أو مما يلبسه الرجال، للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل).
7- ألا يشبه زيَّ الكافرات والفاسقات ذلك لأن الشريعة الإسلامية نهت عن التشبه بالكفار، وأمرت بمخالفتهم في الزي والهيئة، قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص حينما رأى عليه ثوبين معصفرين -مصبوغين بالعصفر-: “إن هذا من ثياب الكفار فلا تلبسهما” رواه مسلم.
8- ألا يكون ثوب شهرة، لقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجه: “من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة” وثوب الشهرة هو الثوب الذي يقصد بلبسه الاشتهار بين الناس.
فالواجب على المرأة المسلمة أن تحقق كل هذه الشروط في حجابها، وأن تأمر بناتها إذا بلغن المحيض بارتداء الحجاب الشرعي، ولتتذكر قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)، ولنتذكر جميعا قول الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} النور.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *