حين يعزف إعلامنا على وتر الشهوات والجسد ويتنكر للقيم والثوابت أحمد السالمي

عدد واحد من مجلتين وثلاث جرائد يومية علمانية، يغرق السوق الإعلامية المغربية
بمليونين ونصف المليون من الصور الخليعة.

ما أن يخرج المرء من داره ويتجاوز عتبة بيته حتى تحاصره المشاهد المخلة بالحياء التي عمت معظم شوارع وأزقة مدننا الوطنية، لباس فاضح، وصور عارية، ولوحات إشهارية منتشرة في جل شوارع البلد تسوق لثقافة الجسد..، مشاهد تعكس مخالفات صريحة للشرع والقانون.

فما هي يا ترى الأسباب التي أدت إلى تفشي هذا الوضع المزري؟
ومن هي الجهات التي تقف وراء ذلك؟
يعتبر الإعلام المنحل عن القيم، الإعلام الذي لا يسعى إلا خلف الربح المادي، الإعلام الذي لا يراعي قيم وأخلاق وأعراف الشعب المغربي المسلم، الإعلام الذي لا يكل ولا يمل من نشر صور العاريات وأخبار اللوطيين والسحاقيات، والبغايا والراقصات، لتحقيق أقصى ربح مادي وخدمة أهداف ومخططات تسعى إلى التطبيع مع الفواحش، والتسويق لثقافة الجسد، هو المسؤول الرئيس عن شيوع كثير من مثل هذه الانحرافات السلوكية.
لقد سبق لوزارة الداخلية أن أصدرت بلاغا تؤكّد فيه حِرص السلطات العمومية على التصدّي بكل حَـزم لكل الممارسات المنافية لقِـيّـم المجتمع المغربي ولكل المنشورات والكُـتب والإصدارات، التي ترمي إلى المسّ بقيمه الدِّينية والأخلاقية، وعندها استبشر المغاربة خيرا، وظنوا أن الوزارة ستسعى إلى محاصرة ومحاربة التطرف العلماني داخل مجتمعنا، التطرف الذي يسعى إلى تغريب الشباب المغربي، وإغراقه في مستنقع الشهوات والملذات، وتحطيم قيمه الدِّينية والأخلاقية، ولتقريب الصورة أكثر نضرب أمثلة على ذلك:
– فمجلة الصباح مثلا نشرت في عددها 7، ما يناهز 11 صورة جنسية فاضحة سحبت من كل عدد 22.000 يعني 11×22.000= 242.000 صورة.
– مجلة نيشان العدد 199 نشرت ما يناهز 15 صورة بمعدل سحب وصل إلى 28.000 أي 15×28.000= 420.000 صورة ماجنة.
– جريدة الأحداث العدد 3690 نشرت ما يعادل 16 صورة بمعدل السحب وصل إلى 40.010 أي: 16× 40.010 =640.160 صورة.
– جريدة الصباح العدد 2812 نشرت ما يعادل 4 صور، بمعدل سحب وصل إلى 135.000 يعني 135.000×4= 540.000 صورة.
– الجريدة الأولى العدد 302 صورتان مضروبة في السحب الذي هو 28.000 يعني 2× 28.000= 560.000 صورة.
فإذا جمعنا عدد ما تنشره هاته المنابر الإعلامية العلمانية الخمسة فقط من صور خليعة نجد النتيجة مهولة تقارب المليونين ونصف المليون، (2.402.160 صورة بالتحديد).
هاته الأرقام تفسر لنا بوضوح تفشي الزنا والدعارة والانحطاط الأخلاقي، وكذا التشوه الطارئ على نوعية لباس المغربيات وجنوحه إلى التهتك والإغراء بشكل تستنكره النساء قبل الرجال.
ونحن في هذا الإحصاء اقتصرنا على الصور التي تضمنت نساء شبه عاريات إن لم نقل عاريات، بين من أبدت فخذيها ومن كشفت سرتها أو ثدييها، في مشاهد جنسية مثيرة من الصور الخليعة والمخلة بالحياء قصد دغدغة الأعضاء التناسلية للقراء، لرفع سقف مبيعاتها.
كما أن الملفات التي تنشرها مجلات كـ “نيشان”.. تمس قيم وأخلاق الشعب المغربي المسلم، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ملف “قوالب البنات” العدد 176، وملف “حجاب الحب” 187، ملف “كيف احترفت القوادة” 178، ملف “بغينا نتصاحبو” العدد 194، “المثليون” العدد 193، وملف “الانفجار الجنسي” العدد 199.. إلى غير ذلك من الملفات التي تسوغ التحلل والتفسخ وتسعى إلى ترسيخه في أعماق الشباب والفتيات تحت ستار المشاعر العاطفية والحرية الفردية.
هذا دون الحديث عن الإعلام الوطني المرئي، وما يبثه من برامج وسهرات ومسلسلات وأفلام ولقاءات تفسد النشء وتفتك بنظامه القيمي، وآخر ذلك ما أقدمت عليه القناة الثانية M2 من ترجمة للأفلام المكسيكية إلى الدارجة، وكذا المجلات المستوردة التي تحفل بالصور الماجنة وتستهدف شريحة المراهقات والمراهقين.
أما القنوات الفضائية العربية والدولية والمواقع الإلكترونية المتخصصة في البورنوغرافيا -التي تمتلك الدولة إمكانية حجبها عن المواطن المغربي كما حجبت موقع جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة- فأمرها أدهى وأمَرّ.
ألا يعد كل هذا انتهاكا سافرا للمذهب المالكي وحرمة الآداب العامة وخرقا صريحا للقانون، وتطبيعا علنيا مع الفاحشة يستوجب التدخل الفوري لوزارة الداخلية ووزارة العدل ووزارة الأوقاف والمجالس العلمية؟
لا شك أن كثيرا من الشباب غارق في مستنقع الشهوات، وهو يتحمل نصيبا من المسؤولية في ذلك، لكن المسؤول الأكبر عن هذا الانحراف هو المنظِّر لمثل هذه الممارسات والمطبع لها في المجتمع وكل متواطئ معهما ممن يملك إمكانية الإنكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *