عصر الشيعة.. والصواريخ -الحلقة الأولى- بقلم: عبد اللطيف أبو أمل

قد يكون تعطش المواطن العربي العادي إلى كل ما يمكن أن يشفي غليله وينسيه سلسلة الهزائم والانكسارات التي توالت على العالم العربي والإسلامي سببا في كل تلك الفرحة التي عمت الشارع العربي خلال الحرب التي شنها الكيان الصهيوني الغاشم على لبنان والتي كان لحزب الله الشيعي دور كبير في اندلاعها، وفي أدق تفاصيلها في ما يشبه سيناريو مسرحية متفق على تقديمها لشعب يلعب فيها دور البطل والضحية، فعانت الأمة الإسلامية من خلط للمفاهيم وتشويه لصورتها، ومن تبديل للحقائق وتزويرها، ولكم عانت من قبل من تجارب مريرة خدعتها زخرفة الصورة وبهاء منظرها، وحلو منطق مزخرفها.. ومن هذا الخلط التلميع الدائم والمستمر لحزب الله وكأنهم جند الله المنتظرون حتى يقول أحد الناس عن حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي: “إنه صلاح الدين في القرن العشرين”.

وفي سبيلنا للحديث عن الشيعة ودولتهم في إيران وحقيقتهم الكامنة وراء أسطورة الوقوف بوجه أمريكا والكيان الصهيوني، لابد من المرور على محطات تاريخية وسيكولوجية قد تساعدنا على كشف بعض من الغموض الذي يلف هذه الشرذمة من المبتدعة الضالين الذين جعلت منهم السنون الخداعة التي نعيشها قادة وأبطالا تصاغ لهم الأمجاد الكاذبة وتهتف لهم الجماهير، مما يمكن أن يسهل اقتناع الناس بفكرة تقبل إيران والشيعة كأطراف فاعلين في الصف الإسلامي، في حين أن التاريخ والواقع يضحدان ذلك ويثبتان أن الفكر الشيعي منذ تأسيسه ما هو إلا جرثومة أصابت الجسد الإسلامي السليم وخلفت سلسلة من الشروخ والانتكاسات والخيانات والتحالفات مع أعداء الأمة.
وإذا قمنا بتحليل نفسي وفكري لتركيبة الشيعي الإمامي الإثنا عشري ستتباين التحليلات في تفسير الفظاعات التي ارتكبتها وترتكبها فرق الموت الشيعية، بدءا بالشهداء الفلسطينيين الذين قضوا على يد جنود حركة أمل الشيعية بلبنان ما بين 20/5/1985 حتى 18/6/1985، مرورا بأهل السنة بإيران دون أن ننسى الأحداث الراهنة بالعراق. ودائماً يأتي التباين في التحليل نتيجة التوقف عند النتائج بمعزل عن المقدمات. فهذه العدوانية التي ظهرت في الشيعة هي نتيجة نمط من التكوين النفسي والفكري غير السوي (فالإنسان الشيعي العادي) نتيجة عوامل فكرية، يتم تكريسها عليه صار يتصف بخصائص تركيبية مخيفة:
1- يشعر بالضعف، والانهزام، نتيجة حديث المظلومية لأهل البيت، مع حالة من الكره المحتقن، فهو يجنح للغدر، وإذا تمكن أفرط في التشفي، والتلذذ بإيلام الآخرين واضطهادهم.
2 – يستعين بالتقية التي هي أحد أركان المذهب لإظهار خلاف ما يبطن أمام المخالف عند الحاجة.
3- يتسم بشذوذ فكري وعاطفي، نتيجة الشحن على الكراهية للمخالفين من أتباع مذاهب السنة (النواصب) أي المناصبين العداء لأهل البيت -كما في الفكر المتداول عندهم- فهو منمط على النقمة والتربص.
4- يتشوق لخروج (المهدي المنتظر) من سرداب سامراء، ليملأ الأرض جماجم ودماء من المخالفين، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الذين يدعون أن الله يحييهم له ليشنقهم انتقاما لفاطمة -رضي الله عنها- (كما في تراثهم).
5- تغلب عليه السذاجة، والسطحية، والجهل الفكري، نتيجة احتكار مصدرية الفكر بيد الأئمة، فيسهل حقنه بالخرافات التي ترفع بالإمام إلى مصاف الألوهية، وتنزل بالمخالفين من أهل القبلة إلى الدرك الأسفل من النار.
6- غير واضح التصور في الغالب.. مشوش المحددات.. غير مؤهل لاحترام منظومة القيم الإنسانية الثابتة، وقد تظهر فيه نزعة التوحش بمجرد فتوى عاطفية استباحية.
7- يميل للتعامل مع الكافر أكثر من المسلم المخالف؛ لأن الكافر عدو واضح -كما في التراث الإمامي- لذلك كان السقوط الأول لبغداد على يد التتار بواسطة الباطني (ابن العلقمي) وزير الخليفة المستعصم سنة (656)هـ مثلما كان سقوطها الثاني على يد الأمريكان بواسطة أحفاد ابن العلقمي في العصر الحديث في أبريل/2003.
8- فاشل في تحقيق مبدأ العدالة مع الآخر، فإذا حكم تعامل بطريقة غير مسئولة وناقمة، نتيجة إرث الحقد الموروث، كما يحدث مع أهل السنة في إيران والعراق.
9- عاطفته موضع استهداف الأئمة في التركيب التكويني، وعقله موضع جملة من المغالطات الفكرية، والمعادلات غير المنطقية، والرسائل الموجهة ذات البعد الإقصائي للآخر.
10- قد لا يؤدي الشعائر الدينية، ولا يمنع أن يكون من أقطاب المذهب الشيعي إذا كان طائفيا وعنصريا.
11- يستحوذ الأئمة على إخلاصه، وعواطفه، ودموعه، وخمس ماله، ويرى أن ذلك بوابة الدخول إلى الجنة، وقد لا تجد الشيء ذاته مع الله في صدق التوجه وإخلاص المحبة.
أما إذا قمنا بإطلالة سريعة على التاريخ الإسلامي وما كابده المسلمون من خيانات الشيعة التي لا تنتهي فلن يسعنا المقام لذكر ما يحمله التاريخ من حكايات الدم والدموع التي كان الروافض سببا فيها، لكن لابد من ذكر بعضها حتى نتم ما بدأناه من تحليل نفسي وفكري لتركيبة الشيعي الإمامي علنا نكشف بعضا من حقيقة الشيعة وحزبهم الذي ينسب نفسه لله والله منه براء، ولنا أن نتساءل: من الذي تآمر مع التتار حتى استولوا على بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم وقتلوا معه -غدرا وفي ساعة واحدة- مائتي وألف شخصية من العلماء والوجهاء والقضاة، واستمرت المذابح فيها بضعا وثلاثين يوما، قتل فيها حوالي ثمانمائة ألف مسلم ومسلمة؟
ومن الذي تسبب في انحسار المد الإسلامي العثماني في أرجاء أوروبا؟ وطعن الخليفة العثماني في ظهره بزحفه على عاصمة الخلافة بينما كان يتغلغل بجيوشه في أحشاء النمسا إلى أن دخل قلب فيينا وكادت أوربا تدخل في حظيرة الإسلام لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الرافضة لدحرهم ودفعهم؟
ومن الذي سلم أرض المسلمين في باكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس؟ حتى يقيموا عليها الدولة المسخ بنجلاديش؟
يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير: “وها هي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء “قزلباش” الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس وقد عارض شيوخ الشيعة في باكستان تطبيق الشريعة الإسلامية، وقال زعيم مفتي جعفر حسين في مؤتمر صحفي بأن الشيعة يرفضون تطبيق الحدود الإسلامية، لأنها ستكون على مذهب أهل السنة. (الأنباء الكويتية في 1/5/1979).
ولنا أن نتساءل أيمكن بعد كل هذا التاريخ المليء بالخيانة والدماء البريئة التي كان الشيعة سببا فيها أن يخرج من بين أظهرهم حزب يقاتل في سبيل الله ويعلي كلمة الله ويعيد للشارع العربي اعتزازه بنفسه وبعروبته وإسلامه؟
أم أن حزب الله وشيعة اليوم ما هم إلا امتداد لأجدادهم واستمرار لمسيرة الخيانة التي جبلوا عليها؟
وللبحث بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *