من هو صاحب الفضيحة من العيار الثقيل عصيد أم النجار؟ عصيد يترصد الدكتور النجار في الأردن هوية بريس – عبد الله مخلص

يوم بعد آخر؛ ومع توالي الأحداث والوقائع؛ يتأكد أن الفصيل العلماني وبعض الناطقين باسمه، من الذين يصدعون رؤوس الناس صباح مساء، من خلال خرجاتهم المتكررة، بحتمية التشبع بقيم التعايش، والبعد عن الاحتقان، واحترام الرأي الآخر مهما كان مصادما لقناعاتك..، إلى غير ذلك من الشعارات، (يتأكد) للرأي العام أن جلَّ كلامهم لا يعدو أن يكون أصنام عجوة، سرعان ما يتحلقون حولها لالتهامها بنهم وشره، إذا ما مست مقدساتهم وثوابتهم التي يوالون ويعادون عليها.
وفي هذا الصدد نشر المتطرف أحمد عصيد على حسابه بالفيسبوك مقطعا من محاضرة الدكتور زغلول النجار بالأردن، عنونه بـ(فضيحة من العيار الثقيل زغلول النجار يمنع الأسئلة في الأردن بعدما أحرجوه في المغرب).
والمقطع سجلته بالهاتف إحدى المعترضات على زغلول النجار، وظاهر من خلال كلامها أنها من الحانقات والرافضات لتداخل العملي بالشرعي، وأنها من جنس فصيل المتطرف الذي نشر مقطعها.
وما يبعث على الضحك في هذا الحدث أن عصيد حين “ينظِّر” ويضع قدما على أخرى ويشبك أصابعه ويغمض جفونه، يؤكد على التثبت حين يتعلق الأمر باتهام الآخرين، والحذر من بتر الكلام ونزعه من سياقه…، لكن حين يريد هو أن يستهدف عدوه الأيديولوجي فحينئذ تصير كل أدوات الحرب مسموح بها.
فنحن حين نتحدث أولا عن زغلول النجار نتحدث عن قامة فكرية وعلمية، لا عن متطفل لا تكوين ولا فقه له في المجال، يقحم نفسه لتقيم خبرات وتجارب وأبحاث الآخرين انطلاقا من مرجعيته الفكرية المتطرفة الإقصائية.
زغلول النجار حاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الأرض من بريطانيا، ودكتوراه أخرى في الدراسات الإسلامية من ماليزيا، وعمل مديرا لمعهد “مارك فيلد” للدراسات العليا ببريطانيا، وأستاذا في جامعة كاليفورنيا، وهو مؤسس العديد من كليات الجيولوجيا والنفط في الخليج.. وله أكثر من 100 كتاب و5 موسوعات، وقد ترجمت بعض كتبه لـ8 لغات، وموقعه دخله أكثر من 11 مليون شخص، كما أسلم على يريده عشرات العلماء من الشرق والغرب، وهذا الرجل الذي قارب التسعين من عمره حاضر في معظم دول العالم، وناقش وناظر ما لا يمكن أن يخطر على بال رفيقنا النزق، الذي اعتدنا منه الظهور عند كل حدث تعلق بالحرب على الإسلام وأحكامه وتشريعاته.
فما حدث في العاصمة عمان الأربعاء المنصرم، هو أن د.النجار ألقى محاضرة في (مجمع النقابات المهنية) بعنوان: (البرق والرعد في القرآن الكريم)، وقد ارتأت اللجنة المنظمة أن تكون الأسئلة كتابية، وعلى اعتبار أن مجموعة من العلمانيين كانوا يرفضون حضور النجار أصلا، وقاموا في سبيل ذلك بحملة جمع توقيعات باءت بالفشل، فقد استغلوا قرار اللجنة المنظمة بخصوص طريقة عرض الأسئلة لنشر الفوضى والتشويش على الحاضرين.
وفي هذا الصدد صرح الدكتور زغلول النجار بأن النقابة على مشارف انتخابات قادمة وعندما تتدخل المصالح في مثل هذه الأمور فإنها تفسدها، وأكد أن محاضراته في الأردن مستمرة.
وأود أن أتساءل هاهنا: ماذا لو ترصَّد عدد من الشباب المخالفين لعصيد محاضراته في الجامعات والجمعيات والمعاهد.. وشوشوا عليه بنفس الطريق التي أشهرَها وفرح بها على صفحته، هل سيرضى بهذا الأمر؟ وكيف سيصير حال مجتمعنا، ومن سيستفيد من هذا التصعيد والاحتقان الخطير؟
أرجو من عصيد حينما يتحدث عن (الفضيحة من العيار الثقيل) أن يخجل من نفسه قليلا، ويتذكر دوما ما كشفته مليكة مزان، من عقد (نكاح) كان يجمعها به باسم الإله “ياكوش”، وعنف مادي سادي كان يمارسه عليها لا أدري باسم أي إله هذه المرة.
قليل من الاحترام لعقول الناس رجاء، وليلتفت المرء إلى نقائصه فيقومها، وعيوبه فيصلحها، وليدع عنه من هم فوقه سنا وعلما وتجربة…
كناطح صخرة يوما ليوهنها **** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *