مرتزقة الإعلام إلى متى؟!

إن المتأمل في حال العالم فيما مضى يجد أنه كان يغلب عليه القوة، فالقوي هو الذي يسود، وكانت وسيلتهم لبسط نفوذهم وفرض سيطرتهم الحروب، فمن خلالها تستطيع الدول الكبرى تنفيذ أوامرها، وكان المرتزقة الذي يسعون لكسب المال هم وسيلتهم لتحقيق ما يصبون إليه وتنفيذ ما يريدون.

ولكن مع تغير الزمان برز دور الإعلام في تغيير الأنام فأصبحت الحروب لوحدها وسيلة بالية غير مجدية، لذا وجهت الدول القوية أموالها وعتادها لبسط سيطرتها على وسائل إعلام غيرها لتنشر ما تريد وتبث ما يفيدها ويعزز مكانتها.
فكان من وسائلهم في ذلك استئجار أصحاب الأقلام الزائفة والعبارات الماجنة من مرتزقة الإعلام الذين من تتبع أحوالهم فيما مضى وجد أنهم أصحاب تجارب فاشلة في الحياة والتعليم، وخبرات سيئة، بل والأدهى والأمر أن بعضهم أصحاب سوابق أمنية!! ثم في سنوات يسيرة يتحولون إلى مثقفين ومفكرين وخبراء سابقين، وللجماعات محللين وعلى الوطن غيورين!! ليساعدوهم على مهمتهم ويسهلوا لهم الوصول إلى مبتغاهم.
وهم حثالات أقوام تقاذَفَهم ريَبُ الزمان فكم ضلّوا وكم فجروا
فسخروا أقلامهم وكلامهم للذود عن أسيادهم بمخالفة الأصول والتجرؤ عليها ليسهل عليهم فيما بعد نشر ثقافة الآخر وفكره في مجتمعهم.
فتارة يهاجمون المناهج ويتهمونها بالعدائية للآخر ضاربين بالتخصص عرض الحائط، وتارة يتهمون المعلمين بالتطرف ويشككون في صدق نواياهم وينبزون العلماء والفقهاء والخطباء والوعاظ.
يتهمون غيرهم بالكذب والخيانة، والحق عندهم ما يريدون ويقولون والباطل عند من يردون.
سخروا أنفسهم للحديث في كل شيء والكتابة في كل فن، بل إنهم قد حاولوا النيل من المختصين وتجريم الغافلين بحجة أنهم ناصحون وعلى المجتمع خائفون.
وفتّ في عضد الأوطان مرتزق رثّ الضمير وسمسارٌ ومؤتجر
“إن الإعلام اليوم أمضى الأسلحة في الصراع الحضاري الذي تدور رحاه في دنيا اليوم، وأن الأمة التي لا تمتلك إعلاماً قوياً فعالاً ينبع من شخصيتها الحضارية ويلبي احتياجاتها ويسهم في معركتها، هي أمة خاسرة في عالم لا مكان فيه إلا للأقوياء”. (د.عبدالقادر طاش).
لذا فإنه يجب علينا أن نقف وقفة واحدة أمام هؤلاء المرتزقة لنمنعهم مما يبثون والتحذير من عواقب ما يفعلون حتى لا يأتي اليوم الذي نندم فيه على التخاذل والتفريط في يوم لاينفع فيه الندم.
ويا بلادي سنجلوا كل غاشيَةٍ وسوف يبعثُ حيا عهدُك النَضِر
وأيضا يجب علينا تنقية الساحة الإعلامية من الدخلاء الجبناء والتمكين للثقات الأكفاء الأمناء لقيادة المؤسسات الإعلامية قال تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}القصص26، ليصبحوا فيما بعد للأمة سدًا قويًا وحصنًا منيعًا من كيد الخائنين الساخرين.
قوم إذا استصرخوا لبّوا وما جبنوا *** شروا نفوسهم للّه وابتدروا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *