تطرق الكاتب في الحلقة الماضية للرد على ما ادعاه إدريس أبو زيد صاحب عمود “لا مجال” فيما يشبه وقفة للدفاع عن إيران وأذيالها من الشيعة في العراق وغيرها من البلدان الإسلامية..
وهو ما جعل الكاتب يتساءل: هل كتب الكاتب مقاله عن دراية بالقوم وعقيدتهم وتاريخهم وأهدافهم؟
أو أنه يكتب دون اطلاع عما يجلي الغشاوة عن المذهب الشيعي وزيغه عن مذهب أهل السنة والجماعة الذي يتقرب المغاربة قاطبة إلى الله بالتعبد على نهجه؟
وتكمن خطورة نشر مثل هذه الأفكار بكونها تعمل على تصوير الروافض كأطراف فاعلين في الصف الإسلامي، ومن تم اقتناع الناس بفكرة تقبل إيران والشيعة، في حين أن التاريخ والواقع يكذبان ذلك ويثبتان أن الفكر الشيعي منذ تأسيسه ما هو إلا جرثومة أصابت الجسد الإسلامي السليم وخلفت سلسلة من الشروخ والانتكاسات والخيانات والتحالفات مع أعداء الأمة.
وجاء في المقال:” التقيت بكثير من الشيعة وأعترف أن لهم مقدرات هائلة على الإبحار في الكلام ولهم قوة هائلة على المناظرة والمحاججة، ولعل حسن تفوق إيران في مفاوضاتها العسيرة مع الغرب نابع لا محالة من هذا التمدرس الشيعي”!!..
وإضافة لما سبق في الحديث عن هذه النقطة من تبيان افتراء الشيعة واختلاقهم الحكايات ليعتقد كثير ممن لا يعرفهم أو يتعاطف معهم أنهم يملكون وسائل الإقناع فالأمر لا يعدو أن يكون أحد أمرين إما أن محاورهم جاهل بهم وبتاريخهم وعقيدتهم، بل وجاهل حتى بدينه حتى يسهل عليهم التلبيس عليه أو أنهم استعملوا معه مبدأ التقية الذي يعتبرونه عماد الدين، هروبا من أي حوار يفضحهم ويفضح حقيقتهم، وسنأتي على بيان ذلك في فقرات هذا المقال بحول الله.
أما تفوق إيران في مفاوضاتها مع الغرب فالأمر لا يعدو أن يكون تواطؤا غربيا إيرانيا لسنا في مقام الحديث عنه الآن، لكن ربما يكون هذا حافزا للتطرق إليه في مقال قادم بحول الله.
وجاء في المقال:” ولعلي أجازف بالقول إنه لو كانت الأندلس شيعية لما ضاعت لأن التقية الشيعية كانت ستحميها!!.. وأهل السنة معهود لهم بتضييع الأرض، واسأل فلسطين وجمهوريات القوقاز وكشمير وجزر الطنب الكبرى والصغرى وأبي موسى والبحرين على شفا ابتلاع”!!..
إن الخطورة في هذا الكلام أن صاحبه لم يعتمد فيه على دراسة تاريخية أو منهجية تبرر ما قال لأن التاريخ يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تضييع الأرض لم يكن من أهل السنة والجماعة بل من المسلمين الذين ضيعوا هذا المنهج، وخالفوا نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وتبقى مقدمته التي اعترف فيها بإطلاقه هذا الكلام جزافا عذرا أقبح من ذنب لأنه لا يليق بأمثاله إطلاق الكلام على عواهنه دون بينة لما يمكن أن يترتب عنه من تضليل للقراء.
أما إذا قمنا بإطلالة سريعة على التاريخ الإسلامي وما كابده المسلمون من خيانات الشيعة التي لا تنتهي فلن يسعنا المقام لذكر ما يحمله التاريخ من حكايات الدم والدموع التي كان الروافض سببا فيها، لكن لابد من ذكر بعضها، ولنا أن نتساءل: من الذي تآمر مع التتار؟ حتى استولوا على بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم، وقتلوا معه -غدرا وفي ساعة واحدة- مائتي وألف شخصية من العلماء والوجهاء والقضاة، واستمرت المذابح فيها بضعا وثلاثين يوما، قتل فيها حوالي ثمانمائة ألف مسلم ومسلمة؟
ومن الذي سلمها لحفدة التتار في القرن الواحد والعشرين؟
ومن الذي تسبب في انحسار المد الإسلامي العثماني في أرجاء أوروبا؟ وطعن الخليفة العثماني في ظهره بزحفه على عاصمة الخلافة بينما كان يتغلغل بجيوشه في أحشاء النمسا إلى أن دخل قلب فيينا وكادت أوربا تدخل في حظيرة الإسلام لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الرافضة لدحرهم ودفعهم؟
ومن تجرأ على أشرف البقاع؛ الحرم المكي، وسرق الحجر الأسود من الكعبة، وأخذه إلى بلاده؟
ومن الذي سلم أرض المسلمين في باكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس حتى يقيموا عليها الدولة المسخ “بنجلاديش”؟
يقول الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله: “وها هي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء “قزلباش” الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس”. (الأنباء الكويتية في 1/5/1979).
ومنذ متى كان للشيعة فضل على الإسلام والمسلمين، فلا التاريخ ولا الجغرافيا يحفظان لهم أي فتح إسلامي بل العكس هو الصحيح كما ذكرنا آنفا، فهل سيحافظ على الأرض من لم يفتحها؟ أم هي مجرد خطابات عنترية من قبيل ما تتحفنا به الفضائيات من تمجيد لهم ولدفاعهم عن الأرض والعرض والله إن من قال “حاميها حراميها” لا يتحدث إلا عن هؤلاء وأمثالهم..
وجاء في المقال:” ولعلهم من ذكائهم يتركون لأهل السنة الامتداد في الأرض والتوسع ليبدأوا بعدهم التشييع، وهذا ما وقع لإيران نفسها، فبلاد فارس فتحها الإسلام السني ولولا الدولة “الصفوية” لما تشيعوا”!!..
والحقيقة أن كل من أعمل عقله لن يجد صعوبة في الحكم على هذا الفعل بالخبث لا بالذكاء كما وصفه صاحب المقال، فالتشييع وقلب الأنظمة ينبنيان على المؤامرة والخيانة التي سبق وتحدثنا عنها والتي جبل عليها الشيعة منذ تأسيس فكرهم الشاذ، وما تاريخ الدولة “العبيدية” التي يقال عنها زورا “الفاطمية”، ودولة “القرامطة” عنا ببعيد..