حين أخبر الصادق الأمين، أنه لم يترك فتنة أعظم على الرجال من النساء، ما كان ذاك عبثًا، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يقول شيئًا عبثًا. فبعيدًا عن أيّ مزايدات نسائية، الأنثى فعلا تعتبر بابا عظيما من أبواب الفتنة، هي فتنةٌ حالَ تبرجها.. وفتنة حال تحجبها.. بل وفتنة وهي بنقابها. عذراء فتنة.. مطلقة فتنة.. متزوجة فتنة. لم يسْلم الرجل من بعثرة كيّانه حالَ تواصله معها في كل أحوالها وبشتى هيئاتها.
وقد تفنّنت المرأة المعاصرة في تطوير هذه الفتنة فألبستها لبوسا شيطانية بأنماط شتى في لباسها، وغنجها ودلالها.
ألست أختي الأنثى باعثة على الفتنة ومحركة لِلهيبها حين تحرصين أشدّ الحرص على ارتداء ما شَفَّ من الثياب، واقتناء ما أثار من الألوان، ولبس ما يكاد جسمك يختنق من شدة التصاقه به؟
أتراكِ تعتقدين أن التمايل في المشي ورخامة الصوت هي حقا مقومات الأنوثة الحقة؟ بلى هي كذلك، ولكن في بيتك ومع أهلك وبعلك الذي صار معك بغلا لا يفقه الكثير من مصائبك؟
رفعتِ الحرج عن صورك وجعلتها مشاعا على هذا الواجوه (الفايس بوك) وذاك المغراد (تويتر)، أفلا ترين أنها فتنة لذاك الذي أقعده زمننا القبيح عن النكاح؟ وذاك الذي قدر الله أن ينكح من هي أقل منك بهاء وجمالا؟
أم حقا صدّقت أن نشركِ لصورك بالحجاب والنقاب إنما هي من صميم الدعوة إلى الله، وأنكِ بفعلك هذا تحببين الزي الشرعي لغيرك؟
كلا وربي كلا.. ذاك مدخل من مداخل الشيطان، ولك أن تبصري ذاك الذي يقول عنك “رائعة / جميلة / ما شاء الله…” بأي صفة يتغزلون بك أختي المكرمة ..هذا عن ذات اللباس الشرعي، أما تلك السافرة فمصيبتها أشد وفتنتها أعظم.
إنني حين أقرّ أنّكِ فتنة، فهذا من مبدأ الإقرار بما أقرّ به رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال في الحديث الذي أخرجه البخاري: (ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)، ومن مبدأ الحقائق الكثيرة المشاهدة في كل مكان وفي كل فضاء (أماكن العمل / الأسواق / الشارع / الفضاءات العمومية…)، وقد “سئل ابن سيرين عن النساء؟ فقال: مفاتيح أبواب الفتن”1.
وقال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: (وهو ابن تسع وثمانين سنة، وقد ذهبت إحدى عينيه، وهو يعيش بالأخرى) وما من شيء أخوف عندي من النساء.2
وقد صدَقوا !!
وكونك فتنة قد لا يكون قدْحا فيكِ ما دمتِ تتجنبين إثارتها، فكثيرا ما نرى الفتاة بزيها الشرعي السابغ، وكلامها المتّزن العاقل، قد أثارت بحسن سمتها غيرها، فهل معنى هذا أنّ الخلل يكمنُ فيها؟ الجواب بالنفي -في اعتقادي- هو الأصوب، لأن المرأة بطبيعة خِلقتها جُعلت فيها هذه الأمور التي تجعل الرجل يميل لها باعتبارها أنثى بغض النظر عن مميزاتها. لهذا فالرجل يتحمل قسطا مهما في إثارة هذه الفتنة وتوجيهها وحتى استغلالها.
أختي المسلمة في سعيكِ لإثبات أنوثتكِ، حافظي على مقومات هذه الأنوثة وفي مقدمتها حياؤك، فَـ(أساسُ الفضيلةِ في الأُنوثةِ الحياءُ) كما قال الرافعي، ولا تكوني سلعة رخيصة تتلقفها الأعين والأيدي فتزهد فيها بعد أن تقضي وطرها منها.
احرصي على أن تكوني مفتاحا من مفاتيح الخير، لا بابا من أبواب الفتنة، واعلمي أنك بإثارتها تبوئين بخسرانٍ عظيم!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-2) من كتاب “ابتلاء الأخيار بالنساء الأشرار” للشّيخ إسماعيل بن نصر بن عبد المحسن السلاحي المعروف بابن القطعة.