فصل الخطاب في كشف زيغ الشيعة.. عن سبيل رب الأرباب ردا على مقال »طوارئ شفوية « !!.. لصاحبه: “إدريس أبو زيد” -الحلقة الأخيرة- بقلم: عبد اللطيف أبو أمل

وجاء في المقال:” والشيعة إن أردنا الهدوء المعرفي يعتبرون كباقي المذاهب لهم ما لهم وعليهم ما عليهم”.

وقبل البدء في الرد على هذا الكلام والحديث عن مذهب القوم وعقيدتهم التي يبنون عليها دينهم، لابد من الإشارة إلى أننا نناقش ما في تراثهم انطلاقا من كتبهم المعتبرة عندهم بعيدا عن ممارسات الأشخاص قطعا للطريق أمام أي مقارنة بين ممارسات جهال السنة وعقيدة القوم الذين أدخلوا على الإسلام ما ليس فيه حيث أنهم يعتقدون بـ:
البداء
والبداء في اللغة له معنيان هما الظهور والانكشاف والمعنى الثاني هو نشأة رأي جديد، والمعنيان مذكوران في القرآن، فالأول ذكر في قول الله عز وجل: “وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ” (البقرة:284)، والثاني مذكور في قول الله تعالى: “ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ” (يوسف:35)، والمعنيان لا يجوز أن ينسبا لله تعالى ومع ذلك اتخذه الشيعة عقيدة، جاء عن الريان بن الصلت قال: “سمعت الرضا يقول: ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله البداء”، وعن أبي عبد الله أنه قال: “ما عُبد الله بشيء مثل البداء”.
ويمكن للباحث في ثنايا كتاب الكافي للكليني في المجلد الأول من الصفحة 146 إلى 149 كتاب التوحيد باب البداء أن يجد 16 حديثا عن البداء مع أن هذه العقيدة يهودية الأصل ليتخذها من بعدهم الروافض دينا لهم، “ورأى الرب أن شر الناس قد كثر على الأرض وأن كل تصور أفكار قلوبهم إنما هو شر في جميع الأيام، فندم الرب أنه عمل الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه، فقال الرب أمح الإنسان الذي خلقت من وجه الأرض مع البهائم والدبابات وطير السماء لأني ندمت على خلقي لهم” (الفصل السادس ص 12 من سفر التكوين بالتوراة).
تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وليس خافيا كيف أنهم بهذه العقيدة ينسبون الجهل إلى المولى سبحانه وتعالى وهو القائل جل وعلا عن نفسه: “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ” (النمل:65)، وفي المقابل يعتقد الرافضة أن الأئمة يعلمون كل العلوم ولا تخفى عليهم خافية.

الإمامة
والإمامة عند الشيعة أمر إلهي وتكليف سمائي لا يملك الإنسان أمامه إلا الإذعان والامتثال، ويجعلون درجة الإمامة في مقام النبوة والرسالة يقول الإمام الرضا بعد أن سئل عن الفرق بين الإمام والرسول والنبي: “الفرق بين الرسول والنبي والإمام أن الرسول هو الذي ينزل عليه جبريل فيسمع كلامه ويراه، أما النبي فهو الذي ينزل عليه جبريل فيراه ولا يسمع منه، أما الإمام فهو الذي يسمع الكلام ولا يرى جبريل عليه السلام” (من كتاب الحجة من الكافي باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث ص:176).
وتعدى الخميني ذلك ليرفع من درجة الإمام فيجعله أعلى مقاما من الأنبياء والمرسلين قائلا: “إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.. وقد ورد عنهم (ع) أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل” (من كتاب الحكومة الإسلامية ص 52).
والأئمة عند الشيعة ليسوا بشرا عاديين بل يدعون عصمتهم يقول المجلسي: “لا خلاف على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب صغيرها وكبيرها فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولا نسيانا ولا لخطأ في التأويل ولا لسهو من الله” (كتاب بحار الأنوار 25/211).
فماذا يفهم من أناس يخطئون الله تعالى ويدعون عصمة الأئمة الذين لا يخطئون في اعتقادهم لا عمدا ولا سهوا!
والأدهى والأمر أن زيارة قبور هؤلاء أفضل من الحج وزيارة الحرمين، “أتى رجل أبا عبد الله فقال له: لقد حججت تسع عشرة حجة فادع الله أن يرزقني تمام العشرين فقال له: هل زرت قبر الحسين قال: لا فقال له: لزيارته خير من عشرين حجة” (من كتاب الكافي المجلد الثاني ص 219).
ويعتبر الشيعة أماكن قبور أئمتهم المزعومة أو الحقيقة حرماً مقدساً: فالكوفة حرم، وكربلاء حرم، وقم حرم. ويروون عن جعفر الصادق أن لله حرماً وهو مكة ولرسوله حرماً وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ولنا حرماً وهو قم.

التقية
والتقية مهما حاولنا تلطيف تفسيرها فلن يخرج عن معنى النفاق، وحتى تفاسير الشيعة أنفسهم لها لا تخرج عن هذا المعنى فهي إظهار خلاف ما يبطن المرء مع المخالفين له في العقيدة، وهي: “كتمان الحق وستر الاعتقاد به ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يترتب عنه الضرر في الدين والدنيا” (من كتاب بحار الأنوار للمجلسي 25/351).
وعرفها محمد جواد مغنية قائلا:” التقية أن تقول أو تفعل غير ما تعتقد لتدفع الضرر عن نفسك أو مالك أو لتحتفظ بكرامتك” (من كتاب الشيعة في الميزان ص 48).
وهي من ضروريات الدين التي لا يستقيم بدونها عندهم يقول الكليني: “تسعة أعشار الدين في التقية،” ويقول: “لا دين لمن لا تقية له” (الكافي 2/272).

موقفهم من القرآن الكريم
يقول المولى عز وجل: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (الحجر:9)، ولا جدل في ذلك فالمسلم السليم الفطرة لا يعتريه الشك في حفظ الله تعالى لكتابه الكريم من التحريف خلافا للكتب السمائية الأخرى التي امتدت إليها أيادي التحريف والتغيير..
أما الشيعة فلهم موقف مخالف لإجماع المسلمين، فالقرآن الذي بين أيدينا ونتعبد الله به لا يعدو أن يكون في اعتقادهم كتابا محرفا زيد فيه ونقص منه، وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)، وقال الكليني في (أصول الكافي) تحت باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة: “عن جابر قال: سمعت أبا جعفر يقول ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده”.
وليس خافيا ما في هذا الكلام من جمع السيئتين ادعاء تحريف القرآن واتهام الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في دينهم وإخلاصهم لله، ومهما حاول القوم إنكار التهمتين عملا بمبدأ التقية فليس قليلا ما يمكن للباحث المجد أن يستنبطه من أمهات كتبهم المعتبرة مما يؤكد ما نرمي إليه..

موقفهم من الصحابة
وكما خالف الشيعة المسلمين في الاعتقاد بتحريف القرآن شكلوا الاستثناء أيضا في الاعتقاد بكفر الصحابة وتغييرهم للدين يقول الخميني: “إننا لا نعبد إلهاً يقيم بناء شامخا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويجلس يزيداً ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه” (كشف الأسرار ص:123).
وذكر الكليني في فروع الكافي عن جعفر الصادق رحمه الله قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي”.
وفي تفسير القمي عند قوله تعالى : “وينهى عن الفحشاء و المنكر والبغي” قالوا : الفحشاء أبو بكر، والمنكر عمر، والبغي عثمان”.
فماذا يمكن أن نقول عن قوم يسبون خيار خلق الله بعد أنبيائه وقد أثنى الله عليهم ورسوله، وأجمعت الأمة على عدالتهم وفضلهم، وشهد التاريخ والواقع والأمور المعلومة الضرورية بخيرهم وسابقتهم وجهادهم في الإسلام.
الرجعة
والرجعة اعتقاد عند الشيعة برجعة أو عودة الأموات في أجساد أخرى بعد رحيلهم وقد ورد في كتاب المفيد في أول المقالات ص:95: “رجعة الأموات إلى الدنيا وهما فريقان أحدهما من علت درجته في الإيمان والآخر من بلغ الغاية في الفساد”.
بل ويجعلون الإيمان بالرجعة شرطا من شروط التشيع: “ليس منا من لا يؤمن بكرَّتنا” وهو مذكور بهذا اللفظ في كل من كتاب من لا يحضره الفقيه للقمي 2/28 وكتاب الوسائل للحر العاملي 7/438 وتفسير الفارضي 1/347.
هذا بإيجاز شديد تبيان لبعض عقائد الشيعة الذين يدعون أن اختلافهم مع السنة لا يعدو أن يكون اختلافا فقهيا يجعل فقههم الجعفري المزعوم مذهبا فقهيا خامسا يجوز للمسلمين التعبد به والتقرب به إلى الله، والحقيقة أن اختلافنا معهم اختلاف عقدي أثبتناه بفضل من الله ومنة في ثنايا هذه السطور، من أمهات كتبهم حتى لا يقال أننا احتججنا بأقوال مخالفيهم وليس صعبا على من يفهم بالإشارة أن يستشف مدى زيغ هؤلاء عن سبيل رب الأرباب.
وفي الختام نشير إلى أن هذه مجرد كوة نفتحها لكل راغب في معرفة الحقيقة وكشف الستار عن حقيقة الشيعة التي لن تفلح كل مواد التجميل في تزيينها وإخفاء قبحها وبشاعتها، ومهما حاولوا إخفاءها بتقيتهم فلشمس الحق صبح قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *