القرض الإضافي للنفقات العسكرية على المغرب 1913 ذ. إدريس كرم

في 17 مارس 1913 قدم للجمعية العامة الفرنسية مشروع القرض المغربي المسموح لحكومة الحماية المتعلق بالأشغال العامة وتعويض الغرامات المترتبة على المخزن من جراء الخسائر المترتبة عن مقاومة الغزو الفرنسي، سواء تعلق الأمر بالجنود أو المعدات، وما يتبع ذلك من تجنيد جديد وعتاد، ومنها مثلا تخصيص 500 ألف فرنك لمصالح الهندسة العسكرية لإنجاز الخرائط على المساحة المبرمج احتلالها والبالغة 125 ألف كلم مربع بكلفة أربع فرنكات للمتر المربع، وقد صادق المجلس قبل تفرقه على قرض إضافي بقيمة 133.477.362ف تحت عنوان نفقات “1912 للتدريب العسكري”.

قدم تقرير القرض للمجلس من قبل هنري شيرون تحت رقم 2640 والذي حصر في 273 مليون ونصف من الفرنكات، تشمل مجموع نفقات البعثات الفرنسية للمغرب من 1907 لغاية 31 دجنبر 1912، وهذه هي تفاصيل المخصصات العسكرية، وعدد القوات وانتماؤها:

تداريب وزارة الشؤون الخارجية وزارة الحرب وزارة البحرية مجموع كل سنة
1907 150.000 5.944.402 4.448.406 10.542.808
1908 .. 30.864.914 7.333.962 38.193.876
1909 68.000 14.219.517 2.423.508 16.711.025
1910 375.000 9.709.752 1.690.732 11.775.484
1911 86.500 60.124.711 2.851.684 63.062.895
1912 .. 131.957.362 1.520.000 133.477.662
المجموع 679500 252.820.658 20.268.292 273.768.450

أعداد الجنود ارتفع سنة 1913 إلى 62.153 رجل من القوات البرية و1330 من البحرية.

القوات البرية الـ62.153 رجل تنقسم بين الجيوش كالتالي:

القوات الرئيسة

أ- القوات المأخوذة من القوات الفرنسية 3462.

ب- القوات المأخوذة من القوات الأوربية بالجزائر وتونس 20285.

ج- القوات الأهلية المأخوذة من الجزائر 14956.

د- القوات الأهلية المأخوذة من تونس 4968.

هـ- القوات الأهلية المأخوذة من المغرب 3316.

قوات الاستعمار

أ- القوات البيضاء 7708.

ب- القوات السنغالية 7456.

مناقشة هذا القرض تم في جلسة 25 مارس 1913، الهجوم اليومي على المغرب هو الذي أدى حسب النائب بارث لرفع القوات الرئيسة المرسلة إليه وأضاف:

“ونطالب بالتصويت على 133 مليون التي ستضيف أعدادا أخرى بعد تصويت المجلس، ولن أكون مجازفا إذا قلت بأننا سنتجاوز المليار، ترى ما فائدتنا من ذلك؟ لا شيء محقق”.

رازيمبورد: “فلاحونا احتجوا سابقا وهم محقون (حسنا حسنا الجناح اليساري)”.

ديجانتي: “هذا خراب الصناعة الفرنسية”.

ريبو: “ذاك البلد مزاحم لمزارع الكروم في الجنوب”.

بارث: “كما صرح بقوة صديقي ريبو، فلاحونا لا يريدون أن يخدعوا بأية سياسة استعمارية، وقد احتجوا على المنافسة المستقبلية الناتجة عن حماية بلدنا، في الأيام الأخيرة طالب عدد من الزملاء برفع حاجز الحدود بين المغرب والجزائر بعد إلغاء رسوم عبور الخمور.

الفلاحون في الشمال هم أيضا يحتجون على مؤسسة القرض الفلاحي مما يجعلني أصرح بأن الفلاحين الفرنسيين يرفضون عرضكم، إنهم لا يريدون معرفة المغرب، في النهاية أنتم تحركون القوات وتبذرون أموالا هامة لإتمام إنجاز مهمة، كل البلاد ضدها (تصفيق الجناح اليساري)”.

وزير الحرب: “السيد بارث يريد تقديم توضيحات عن القوات المحتلة للمغرب التي ارتفعت لـ60 ألف رجل”.

مجير: “63 ألف؛ بالضبط 62.153”.

وزير الحرب: “63 ألف رجل عدد العاملين بالدوريات؛ القوات المرسلة تباعا للمغرب سعت لحماية سياسة التدخل في إطار التهدئة، لأنه ليس لنا نية في القيام بغزو عن طريق البنادق والمدافع”.

الجناح اليساري: “نحن نستعمل كل ذلك”.

وزير الحرب: “عندما توجد الفوضى والاغتصاب لا بد من استعمال القوة لتوقيف النهاب وتطهير البقع التي يتواجدون بها أو ينطلقون منها، وهو ما يقوم به ضباطنا الذين يترأسون جنودنا هناك.

وهي مهمة متواصلة رغم ما يحفها من صعوبات لا أنكرها، يجب ألا يعتقد أن بلدا كبيرا كالمغرب يمكن أن يخضع للسلطة الفرنسية بصفة كاملة في بضع سنين، تذكروا ما وقع في الجزائر الذي تطلب منا 27 سنة لإنجاز التهدئة به.

لا أعتقد أننا أعطينا الانطباع بتغيرنا عن تلك الخبرة؛ نحن بحاجة لوقت طويل أيضا، خاصة عندما يكون القائد هناك يتوفر على معرفة جيدة بالمنطقة التي يتصرف فيها، وعندما يتم تأليف القوات لضمان الاحتلال والتهدئة، يجب أن يستجاب لكل المتطلبات.

بارث يحس بأن مجهودا ضخما يبذل في رفعنا أيضا للقوات بفرنسا، فهل يمكن القول بأن هذه القوات بدورها ستستعمل بالخارج، على الزملاء معرفة أن القوات الأساسية التي بعث بها للمغرب لا تزيد عن 15 ألف رجل من 63.153 رجل كانت متمركزة بالجزائر مكلفة بحراسة البلد الذي هو أكثر أهمية من تهدئة المغرب.

بارث: “بمعنى إضعاف القوات الفرنسية المرابطة بالجزائر، وللملاءمة سيقع إرسال قوات رئيسة لتعويض المغادرة”.

الوزير: “لا أبدا بارث”.

بارث: “أحسن حجة ما أكده لي جنودنا المنتسبون المبتعثون للجزائر والذين وجهوا منذ بضعة أشهر للمغرب، فهناك إذن 15 ألف جندي رئيس، إنه لو رفعنا أعداد الجزائريين والتونسيين فمن أجل القدرة على رد فعل القوات بالمغرب”.

رازيمبو: “بالطبع هذا مؤكد”.

الوزير: “لا سأبقي العدد في 15 ألف رجل، سنبعث للجزائر أكبر جزء من جيشنا التاسع عشر 19، وخروج قواتنا الرئيسة، ليس في الحقيقة من أجل توجيهنا قوات للمغرب”.

بارث: “بلى”.

الوزير: “التهدئة تتطلب جهدا آخر؟ نعتقد أنه كما أننا نتصرف بحذر شديد، فأنا مقتنع بكفاءة المقيم العام التي لا تناقش، وأنه لن يتجاوز ما نطلب منه في حينه، دون أن يبحث عن ذرائع لخوض المعارك، وذلك بالسير على مهل لإحداث الاختراق عن طريق العمل السياسي، لتمرسه على العمل مع القبائل، كي نصل لتهدئة المغرب بالتدريج مستقبلا، والذي يحق لنا القول بأنها ليست ببعيدة.

إني أصرح بيقين تام أن بلادنا لن تندم على سياستها المغربية، ومن أجل معرفة هذا الحكم، يجب ألا ننسى الظروف التي ولدت فيها، والأسباب المتوسطية التي قادتنا لتبوء الموقع الذي وصلناه، والذي فرض علينا ألا نتركه طويلا شاغرا من غير أن نحتله.

أتريدون أيها السادة نسيان بأن فرنسا إذا ما غابت عن مكان مهامها بسبب تراجع جهودها المتممة واللازمة لوضعه حدودها المطلة على المتوسط والأطلسي ستسلم من التهديدات؟ لا تتأسفوا على التضحيات التي ننصحكم بها؛ إنها ثقيلة حقا لكنها بعيدة عن الأرقام التي يصرح بها بارث”.

بارث: “أقول بأنكم ستصلون مليارا قريبا”.

الوزير: “نحن بعيدون”.

بارث: “تريدون جميع الفلاحين ضدكم”.

الوزير: “أنا لست متحققا بعد.

أقول في الختام بأن فرنسا لن تتأسف على شيء مما قامت به من مهام أو ستقوم به في المغرب، ففي بضعة أعوام سيصفق للمجهودات المبذولة والنتائج الكبرى المضمونة والتضحيات المثابرة لهذه التصورات المستقبلية”.

وفي 28 مارس 1913 وزير الحرب قدم القروض للتصويت بعد الخطاب التالي:

(الوزير: أريد ألا أترك المجلس تحت انطباع تشاؤمي من جراء الكلام الذي فاه به كودين؛ لن أجادل في أن وضعيتنا بالمغرب تطرح علينا تكاليف ثقيلة وصعوبات حقيقية، لكن منذ أيام أثرت انتباه المجلس لمهام التهدئة المغربية بأنها ستبدو طويلة لذي النفس القصير، وانجذاب بالنسبة للقاصرين، وتضحياتنا لن نخفيها.

بالمغرب المهمة تتقدم ببطء لكن بشكل حذر ومتزامن مع أشكال من التوفير والاقتصاد خاصة في حياة جنودنا.

إذا أردنا إرسال 150 ألف أو 200 ألف جندي الذي حدثنا عنها كودين، سيكون عندها محق في أننا نريد إنجاز عملياتنا بسرعة لإحراز النصر، وعدنها سنخرب البلاد بالنار والدم، وهذا لا يحقق الحاضر ولا يضمن المستقبل، وهي ليست النظرية التي نريد أيها السادة تبنيها.

ينتظر من المقيم العام إنجاز التهدئة بخطوات بطيئة لكنها مضمونة أيضا، ولن نترك شيئا للصدفة، لماذا لا يعين الجنرال ليوطي مقيما عاما وهو الذي يعرف المسألة الإفريقية جيدا لأنه عاش في إفريقيا مدة طويلة؟

عندما كلف بالذهاب للمغرب بعد آلام حوادث فاس سنة 1912 عرض على الحكومة البرنامج الذي يريد إنجازه”.

كودين: “نحن أيضا عرضنا برنامجنا عليه”.

الوزير: “عندما غادر ليوطي إلى هناك توصل بتعليمات حكومية، لكن تعليمات من اقتراحه هو أيضا، ويجب الثناء على الحكومة لأنها أعطته حرية الحركة”.

كودين: “هذا حقا”.

الوزير: “لقد تركنا له كل الحرية، وأعطي تباعا ما طلب، لكن ليوطي ليس نبيا، إنه يؤسس نظاما بواسطة الجنود المتواجدين بالمغرب والبالغ عددهم 40 ألف كافية لتطهير البقع، لكن لا يمكن التكهن بالحوادث الكبيرة التي تظهر خارجها بجوار فاس وسوس والتي يجب ألا تترك لتتحول لعاصفة تمتد لنواحي أخرى، والحاثين على الهيجان وإحداث القلاقل في مراكش”.

كودين: “هذه العملية أقل أهمية، مراكش”.

دومير: “هذا تدليل غير معقول تقريبا”.

الوزير: “لو لم يكن للجنرال تصور قاده للتصرف بسرعة في مسألة مراكش دون انتظار أوامر الحكومة بإرسال تعزيزات من فرنسا لتم الإطباق عليه في مراكش، وأبيد ومن معه، ولتحولت الحوادث لمأساة لو لم تكن تحت قائد مثل منجان.

مثل هذه الحوادث تفرض اختيار عناصر جديدة لتكون على خط المحطات من موكادور لمراكش، تُدير مراكز تكون حاجزا أمام الهبة، وعندما سيسوء الأمر في مرتفعات مكناس وأسفل فاس سيتم طلب دعم جديد.

لماذا؟ من أجل التوسع؟ لا، لكن من أجل رفض التوسع وتدبير استقرار الساكنة الخاضعة في أماكن قابلة للدفاع عنها، وتجنيبها حرق مكان إقامتها الذي تتعرض له كل ستة أشهر من طرف الأولياء القادمين من الجنوب والشرق، الكارهين تواجدنا بالمغرب، وليسوا وحدهم وإنما هناك أطراف خارجية هي أيضا تناصبنا العداء”.

كودين: “نتفق معك”) (يتبع ص170/إفريقيا الفرنسية 1913).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *