2009 الأكثر دموية للصحفيين في العقد الأخير

كشف المعهد الدولي للصحافة في تقريره السنوي أن 2009 كان العام “الأكثر دموية للصحفيين خلال العقد الأخير” في جميع أنحاء العالم، موضحا أن آسيا تليها منطقة “الشرق الأوسط” ثم الأمريكيتان، حازوا لقب المناطق الأكثر خطورة للصحفيين خلال السنوات العشر الماضية.

وقال المعهد الذي يتخذ من فيينا مقرا له، في تقرير أصدره مؤخرا إن “110 صحفيين قتلوا أثناء ممارسة أعمالهم في عام 2009، وذلك في أكبر حصيلة سنوية منذ العام 2000”.
وأشار “أنطوني ميلز” معد التقرير، الذي نشر على الموقع الإلكتروني للمعهد، إلى أن “العقد الاخير شهد ميلا ثابتا نحو استهداف الصحفيين بشكل متعمد في مناطق النزاع، مثل العراق وأفغانستان وباكستان”.
وأضاف: “رغم أن العبور إلى الألفية الجديدة واكبه تقدم تكنولوجي كبير، فإننا نغرق دائما في الهمجية حين نتحدث عن جرائم القتل التي ارتكبت بشكل متعمد بحق الصحفيين”.
مقتل 735 صحفيا
وأوضح التقرير إلى أنه في الوقت الذي قُتل فيه 735 صحفيا في العالم بسبب عملهم خلال العقد الماضي، قُتل في العراق وحده 170 صحفيا؛ لتحوز تلك الدولة المحتلة منذ 2003 بجدارة لقب “أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين خلال السنوات العشر الأخيرة”.
واحتلت الفلبين، بحسب التقرير، المرتبة الثانية كأخطر بلد عمل به الصحفيين في العقد الأخير؛ حيث شهدت مقتل 93 صحفيا، 32 منهم خلال مذبحة وقعت يوم 23-11-2009 ليرتفع عدد قتلى الصحفيين في هذا البلد خلال العام الماضي إلى 38 صحفيا.
واحتلت كولومبيا لقب ثالث أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين خلال العقد الأخير؛ حيث لقي 58 صحفيا حتفهم، ولقي العديد منهم مصرعهم جراء العنف الدامي بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وعصابات المخدرات. وبلغ عدد الصحفيين الذين قتلوا في هذا البلد الواقع بأمريكا اللاتينية خلال عام 2009، ستة صحفيين.
أما المكسيك، حيث تقع مواجهات مستمرة بين قوات الأمن وتجار المخدرات، فتأتي خلف كولومبيا كرابع أخطر بلد بالنسبة للصحفيين، بعدد 38 صحفيا قتلوا خلال السنوات الـ 10 الماضية بينهم 11 صحفيا العام الماضي فقط.
واحتلت روسيا المركز الخامس؛ حيث شهدت مقتل 35 صحفيا بين عامي 2000 و2009، بينهم خمسة صحفيين خلال العام 2009.

آسيا الأكثر دموية
وبذلك العرض الذي قدمه المعهد الدولي للصحافة، يتضح أن آسيا هي المنطقة الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين خلال العقد الأخير، وذلك بمقتل 238 صحفيا يمثلون ما نسبته 33٪ من عدد الصحفيين الذين قتلوا حول العالم في العقد الأخير.
وبجانب الفلبين قتل أيضا بهذه القارة 31 صحفيا في باكستان خلال العقد الماضي، ثمانية منهم في عام 2009، ما يجعل هذا العام الأكثر فتكا بالصحفيين هناك، وذلك جراء المواجهات العنيفة بين الجيش الباكستاني وحركة طالبان باكستان.
واحتل “الشرق الأوسط” وشمال أفريقيا، المنطقة الثانية الأشد فتكا بالصحفيين خلال ذلك العقد؛ حيث لقي 202 صحفيا حتفهم هناك، يمثلون ما نسبته 27٪ من عدد الصحفيين الذين قتلوا حول العالم في العقد الأخير.
وجاءت الأمريكيتان في المرتبة الثالثة بنسبة 22٪ من الضحايا، وذلك بمقتل 162 صحفيا، سبعة منهم لقوا مصرعهم خلال أدائهم وظائفهم في الولايات المتحدة.
أما أوروبا فشغلت المركز الرابع؛ حيث شكلت 9٪ من مجموع الضحايا بين عامي 2000 و2009.
واحتلت إفريقيا المرتبة الخامسة؛ حيث شهدت مقتل 53 صحفيا، يشكلون ما نسبته 7٪ من مجموع الضحايا خلال العقد الأخير، بينهم 22 صحفيا في الصومال، التي شهدت مقتل تسعة صحافيين خلال عام 2009.
اعتقالات وطرد
ولاحظ المعهد أن إيران احتلت في عام 2009 المركز الأول عالميا على صعيد اعتقال الصحفيين؛ حيث جرى اعتقال وسجن أكثر من مائة مراسل ومدون بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية.
ولفت تقرير المعهد أنه “مع نهاية العام 2009، كان لا يزال عشرات الصحفيين معتقلين في السجون الإيرانية في انتظار محاكمتهم”. واتهم المعهد إيران بممارسة الرقابة عبر حظر المنشورات ومواقع الإنترنت وطرد صحفيين أجانب، فضلا عن “المحاكمات غير العادلة والتعذيب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *