حيروت (الحرية)

التعريف
حيروت حزب سياسي صهيوني أسسه “مناحم بيجين” في فلسطين المحتلة بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948م، ويعد حزب حيروت وريث منظمة الأراجون الإرهابية قبل عام 1948م.
التأسيس وأبرز الشخصيات
بعد عام 1948م: انصهرت منظمة الأراجون في جيش الدفاع الصهيوني، وأما من رفضوا الارتباط بالجيش الصهيوني فقد شكلوا حزبا سياسياً سموه حزب حيروت أو الحرية الذي يحمل لواء الإرهاب، وكان على رأس الحزب “مناحم بيجين”.
وفي سنة 1965م تحالف حزب حيروت مع حزب الأحرار وكونوا معاً تشكيلاً حزبيًّا تحت اسم “جحل” وهو الاختصار العبري لأسماء أحزاب (جوش حيروت ليبراليم) أو (كتلة حيروت والأحرار)، واتبعت خطاً فكريًّا وعقديًّا لا يخرج عن خط حيروت العقدي.
وفي نهاية سنة 1973م كونت “جحل” وعدة أحزاب يمينية هي: المركز الحر (ورئيسه “شامير” رئيس الوزراء السابق)، والقائمة الرسمية، و”حركة أرض إسرائيل الكاملة”، تكتلاً عرف باسم الليكود لمواجهة حزب العمل الحاكم، وظهرت في هذه التكتلات شخصيات إرهابية منها “أرييل شارون” و”عزرا وايزمان” و”بنيامين هيلفي”.
الأفكار والمعتقدات
أهم المبادئ الرئيسية -في التعريف بالحزب- منذ تأسيسه كحزب مستقل، وحتى انضمامه إلى تكتل (الليكود) الذي ضم عدة أحزاب، كلها ذات مبادئ واحدة، أبرزها:
المطالبة بحدود “إسرائيل الكبرى”، وعدم التخلي عن أي أرض احتلت عام 1967م.
مباركة الأعمال العدوانية ضد الدول العربية.. والحرب هي الوسيلة الوحيدة التي يفهمها العرب.
العمل على تشجيع الاستيطان الديني والريفي في فلسطين.
إدراك وحدة المصير والنضال المشترك من أجل وجود الشعب اليهودي في أرض فلسطين والدياسبورا (أرض الشتات).
التعاون مع المعسكر الغربي والدخول في أحلاف عسكرية معه وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
التضييق على الأقلية العربية في الدولة والعمل على تصفية معسكرات اللاجئين.
الجذور الفكرية والعقائدية
إن ادعاء الصهيونية بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، وأنها أرض الميعاد وأن اليهودي فوق الجميع، وأن اليهود شعب الله المختار، وكذلك أسلوب الإرهاب والعنف والقتل الجماعي الذي اتبعه اليهود في فلسطين المحتلة قبل عام 1948م وبعده.. إن ذلك كله يرجع أولاً وقبل كل شيء إلى التعاليم التلمودية اليهودية التي يعدونها مقدمة على التوراة نفسها.
فالعنصرية اليهودية نجدها في قول التلمود: “إن اليهود أحب إلى الله من الملائكة” و”إن اليهود وحدهم هم البشر أما الشعوب الأخرى فليست سوى أنواع مختلفة من الحيوانات”.
وسياسة العنف والقتل.. نجد سندها في قول التلمود: “ليس من العدل استعمال الرحمة مع الأعداء” و”ممنوع العطف على الإنسان الأبله” و”من الواجب على اليهودي أن يبذل كنانة جهده في استئصال شأفة النصارى والمسلمين عن وجه الأرض..”.
ـ وقد وعى مفكرو اليهود دروس التلمود، ونظَّروه في مبادئ وأفكار، حتى أصبحت هذه المبادئ فلسفة خاصة بهم، ومن هذا المنطلق نجد أن جذور الفكر الإرهابي لحزب حيروت ولأحزاب الكيان الصهيوني الأخرى تمتد إلى المفكر اليهودي “زئيف جابوتنسكي 1880ـ1940م” الذي ولد في روسيا وزار فلسطين سنة 1908م وأسس منظمة الهاجاناه الإرهابية ووضع للمنظمات اليهودية المبادئ التي يجب السير عليها لتحقيق حلمهم في أرض فلسطين ومن هذه المبادئ:
ـ العنف هو الطريق الوحيد لإقامة دولة “إسرائيل” واستمرارها.
ـ إن عصر الحريات والإنسانيات الذي يعترف بحقوق الآخرين قد ولَّى وحل مكانه عالم جديد يرفض النزعة الإنسانية ولا يلتفت إطلاقاً لحقوق الآخرين، ويستند على الأنانية القومية لتأكيد وجوده الذي لا ينتعش في ظل العقل والأخلاق بل في ظل الحيوية الجسدية.
ـ عدم التقرُّب إلى العرب أو الثقافة العربية.
ـ الشعب اليهودي هو شعب الله المختار، وثقافته فوق كل الثقافات، هذه هي المبادئ التي وضعها الإرهابي الأول “جابوتنسكي”.
وأخذت هذه المبادئ سبيلها إلى التطبيق العملي على مستوى منظمات الدفاع اليهودية الرسمية قبل وبعد إنشاء الكيان الصهيوني، ويعدُّ مناحم بيجين التلميذ الأول الذي استوعب أفكار وآراء أستاذه “جابوتنسكي” وترسخت في مفهومه ومفهوم كل المنظمات الإرهابية، الأراجون والهاجاناه وغيرها.
يتضح مما سبق
أن حيروت حزب سياسي صهيوني أسسه “مناحم بيجين” في فلسطين المحتلة بعد قيام الكيان الصهيوني عام 1948م، وهو يطالب بحدود “إسرائيل الكبرى”، مع عدم التخلي عن أي أرض احتلت عام 1967م، ويبارك الأعمال العدوانية ضد الدولة العربية ويعتبر الحرب هي الوسيلة الوحيدة التي يفهمها العرب، ويشجع الاستيطان الديني والريفي في فلسطين، والتضييق على الأقلية العربية، وجعل دولة الكيان الصهيوني تدور دائمًا في فلك المعسكر الغربي، حتى تتحقق الأهداف الصهيونية بتكريس العنف، ووأد الحقوق العربية والحيلولة دون شيوع ثقافتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *