حتى لا ننسى غزة والمسجد الأقصى وفلسطين!! إبراهيم بيدون

تتوالى سنون الضعف والهوان، وتستمر أعوام الهزيمة والاستسلام، وتمر الشهور على المستضعفين من أبناء فلسطين كأنها قرون العذاب، ويحيون كل يوم على مناظر الاستكبار الصهيوني الذي دنّس كل مقدس للمسلمين في أرض المسجد الأقصى، أما الساعات والدقائق فهم يعيشونها بين الموت والحياة..
لقد مر عام على حرب غزة التي أباد فيها الجيش الصهيوني الهمجي مئات المسلمين، وجرح آلافا منهم، وأدمع عيون الملايين، وأوغر الجرح في صدور المكلومين من أهل الرحمة والقلوب الحية، وهو يمارس ساديته التي قرّرها حاخاماته بنصوص التوراة المحرفة، وآيات التلمود التي تقطر دما وحقدا، وتعتبر قتل الأمميين من خير أعمال الرجل اليهودي، وهو فضل لازم لشعب الله المختار “كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً”، ولذلك استحلوا قتل الرضع من الأطفال، وبقر بطون الحوامل من النساء، واستهداف المساجد وقتل من فيها من المصلين..
لقد انتهى العدوان الصهيوني بمناسبة استلام الرئيس الأمريكي مفاتيح البيت الأبيض -الغارق في العنصرية رغم سيادة رئيس أسود عليه-، كدلالة على أن من بيده وقف نهر الدم الجاري في أرض الإسراء هو كبير الأمريكي، ولقد انتظرنا من هذا الوافد الجديد الذي يعد الأرض بالسلام أن يقوم بداية ولو بالاستنكار لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب، لكن أنى له ذلك، وهو قبل أيام من استلامه الرئاسة زار رهبان اليهود ليستلم البيعة والمباركة منهم حتى يتمكن من دخول بيت ظاهره البياض وباطنه أسود مليء بالحقد على الإنسانية التي لم تعش بعدل إلا تحت ظل الإسلام..، هذا الرئيس الأمريكي الجديد الذي وعد الناس بالسلام، فمنحوه جائزة نوبل للسلام، فاستلمها بيد ليوقع باليد الأخرى الأمر بإرسال المزيد من جيشه المرتزق إلى بلاد أفغانستان، حيث الديمقراطية الأمريكية تغرق القرى الأفغانية بالقنابل الديمقراطية بعدما كانت قنابل جمهورية!!
خلف العدوان الصهيوني على قطاع غزة خرابا كبيرا على جميع المستويات، جعل العالم يعترف بذلك ويُخَصِّص ملايين الدولارات لمساعدة القطاع المكلوم. لكن وقف حجر عثرة لوصول المساعدات للمحتاجين عصابة من أصحاب فكر السلام والاستسلام، الذين تلطخت أياديهم بدم الأبرياء من الفلسطينيين، والذين يحملون في المحافل زورا وبهتانا القضية الفلسطينية!!
إنهم قطاع طريق النصر وأعوان العدو بالخذلان من رؤوس حركة حتف، والذين ختموا مسيرة الخيانة بعد أن شاركوا في مجزرة غزة بدعوة العدو إليها، أو بالسكوت على جرائمه، بخيانة جديدة بعد أن رفضوا تقرير “جولدستن” الذي أدان الصهاينة المجرمين في عدوانهم على غزة..
لقد تسبب الصراع بين السلطة الزائفة لعباس ومن حوله، وحركة حماس الممثل القانوني للفلسطينيين حسب الانتخابات التي شهد الغرب أنها كانت نزيهة وديمقراطية، في وقف وصول تلك المساعادات بالوجه الذي يعيد إعمار القطاع ويرجع الحياة إليه، وإن كان القطاع يعيش عزلة عن العالم بسبب الحصار الصهيوني المضروب عليه..أصلا، فمتى سيكون من حق الطفل الغزاوي أن يتمدرس ويلعب ويأكل ويلبس ويشرب كما يعيش أطفال كل العالم؟؟
مرّ عام على عيني لؤي المغمضين بالفسفور الأبيض.
ومرّ عام على ساقي جميلة المبتورتين بقنابل الحقد الصهيوني.
ومرّ عام على ألماظ الثابتة المحتسبة اليتيمة التي فقدت الأبوين والإخوة وجل العائلة.
ومرّ عام على الثكالى وهن لا زلن يرسلن الدمع حزنا على أحبائهن المفقودين.
ومرّ عام على جروح الآلاف من أهل غزة.
ومرّ عام على امتناع دول الإسلام أن توصل المساعدات بنفسها.
ومرّ عام على صمت دول الغرب الراعية للإرهاب الصهيوني، الذي لم تعرف البشرية شرا منه، وأسطورة هولوكستهم يطبقونها على أهل فلسطين بحكم براءة الاختراع..، كمموا أفواه العالم بها ليعيثوا في الأرض فسادا..
ومرّ عام فوق كل أعوام الاحتلال الغاصب، والحفريات تحت المسجد الأقصى رغبة في التعجيل بهدمه، كما أنهم غيروا المعالم المحيطة به، حتى إذا ازداد جيل لم يرها ظن أن المكان يهودي لا إسلامي..
ومر عام لينضاف إلى عقود من النكبة والنكسة ودحر الانتفاضة بعد الانتفاضة..
ومرّ عام على العدوان الصهيوني وخريطة القضية الفلسطينية تزداد جروحا وانشقاقات، وتزداد بقع الدم الحمراء فيها، ويتصاعد الحقد والاستكبار الصهيوني، ويستمر مخطط تهويد القدس، وطرد اللاجئين، ومحنة الأسرى..، كل هذا في ظل تواطؤ غربي صليبي علماني، وصمت عربي إسلامي، وخيانة من أطراف فلسطينية داخل الصراع.
فمتى يدرك كل الأطراف العربية والإسلامية أن السلام لعبة صهيونية صليبية، اخترعت ليشغل باللعب بها الضعاف والمخذولون والوصوليون، أما التحرير والاستقلال فما كان يوما دون إراقة دماء، ولنسأل دول أوربا وأمريكا نفسها هل نالت استقلالها بالعزف على أوتار السلام التي تعطي الأمل وتضيع الحقوق؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *