تحدث مراقبون للشأن المصري عن إقبال غير مسبوق من قبل النصارى على التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى بالبرلمان المصري)، التي بدأت صباح الإثنين 28-11-2011م.
وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن النصارى -الذين عُرف عنهم العزوف عن التصويت في الانتخابات السابقة- تلقوا تعليمات من الكنيسة بالتصويت لصالح ثلاثة قوائم هي: الكتلة المصرية، التي تضم عددا من الأحزاب العلمانية ويتصدرها حزب “المصريون الأحرار” برئاسة رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، وقائمة حزب “الحرية” الذي تأسس عقب ثورة 25 يناير، ويقوده معتز محمد محمود، أمين الحزب الوطني “المنحل” بمحافظة قنا سابقاً، وقائمة التحالف الشعبي (الثورة مستمرة) التي تضم خليط من التيار الليبرالي، إضافة إلى التصويت لصالح مرشحين على النظام الفردي بينهم أقباط وعلمانيين وفلول من الحزب الوطني المنحل.
ويأتي ذلك في إطار عملية التوظيف السياسي لأصوات النصارى -كما دأبت الكنيسة في مصر إبان النظام السابق- من خلال الحشد والتعبئة للناخبين وتوجيههم إلى التصويت لصالح مرشحين بعينهم.
وكانت صحيفة “اليوم السابع” المصرية قد كشفت عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة أن جهات كنسية قامت مؤخرا بإعداد قوائم للمرشحين المطلوب دعمهم في المحافظات التسع التي تجرى فيها المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وإرسال هذه القوائم لكافة الكنائس حتى يلتزم بها الأقباط عند التصويت.
وذكرت الصحيفة أن بولا أسقف طنطا، والمسؤول عن لجان المواطنة بالكنيسة هو الداعم الرئيس لفكرة تحديد قوائم من المرشحين وتوزيعها في مختلف الكنائس المصرية، فضلاً عن كونه صاحب القرار في اختيار المرشحين على تلك القوائم بالمحافظات المختلفة.
وقد أثارت هذه القوائم الكنسية استهجانا من قبل كثير من القوى السياسية ومنها شخصيات نصرانية؛ حيث اعتبرتها “خطوة نحو الصراع الديني الطائفي، وتقييدا للديمقراطية وحرية الاختيار.
وفي سياق متصل.. تحدثت صحيفة “الشعب” المصرية عن تقارير صحفية تفيد بأن البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية -الموجود حاليا بالولايات المتحدة للعلاج- أصدر تعليمات للنصارى بأن يصوتوا لصالح المرشحين النصارى في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وفي حال لم يكن هناك مرشحون نصارى، طلب البابا من الأقباط التصويت لـ “الكتلة المصرية” التي تضم أحزاب “المصريين الأحرار” و”التجمع” و”المصري الديمقراطي”، وكتلة رجل الأعمال النصراني رامي لكح ومحمد أنور عصمت السادات التي تحمل اسم “الإصلاح والتنمية”.
في المقابل، حذر البابا من التصويت لـ”التيارات الإسلامية” وحزب “الوفد”؛ لأنه تحالف في البداية مع “الإخوان”، وحث الأقباط على أن يكونوا كتلة تصويتية مؤثرة في الانتخابات.
وبموازاة ذلك، دشنت منظمات أقباط المهجر حملة بعنوان “نصرة الصليب” لحشد الأقباط المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا الذين لهم حق التصويت في انتخاب المرشحين الأقباط والقوائم الانتخابية التي تضم أقباطًا.
ولم تختلف اختيارات المنظمات القبطية كثيرًا عن اختيارات البابا شنودة في اختيار قائمة الكتلة المصرية والإصلاح والتنمية. وتوحدت المنظمات القبطية على اختيار المرشح القبطي بعيدًا عن طائفته ومذهبه.
ويهدف أقباط المهجر لأن يكون للأقباط تكتل سياسي بالبرلمان المقبل؛ حيث يخشون في حال ترك الساحة للتيارات الإسلامية أن تقوم بوضع التشريعات التي تأتي بالسلب على الأقباط، بحسب قولهم.