(كذبت جريدة الصباح)!!
نعم بالحجة والبرهان كذبت -وبكل وقاحة- يومية الصباح على الرأي العام؛ حين ادعت أن (سلفيين اعتدوا على فتاة ونزعوا ثيابها)؛ وما زاد من فضيحتهم أنهم كذبوا وصدقوا كذبتهم وحاولوا الركوب على هذا الافتراء المحض لتحذير المغاربة -زعموا- من عودة ظاهرة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت سائدة قبل 16 ماي الإرهابية)!!
وقد كشف الأستاذ مصطفى الحسناوي -مشكورا- بالصوت والصورة أن هذا الحادث وبهذه الرواية لا أساس له من الصحة؛ ولا يعدو أن يكون تحاملا على الإسلاميين كما دأبت على ذلك الجريدة في خطها التحريري، وأن السلفيين لا علاقة لهم بهذه الحادثة من قريب أو بعيد.
فمن خلال التقرير الميداني الذي أجراه الأستاذ الحسناوي تبين أن طاقم تحرير يومية الصباح لم يتمكن حتى من تحديد مكان وقوع الحادثة التي وقعت بـ(باب البيبة) وليس بـ(السويقة)؛ وتبين أيضا من خلال التصريحات التي أدلى بها شهود عيان وأرباب المحلات التجارية في هذه المنطقة المعروفة بالاكتظاظ أن من هاجم الفتاة الشبه عارية وجردها مما يستر عورتها المغلظة هم بعض الشباب الطائش الذين هيجهم العري الفاضح؛ ولولا تدخل بعض العقلاء لتم اغتصابها في قارعة الطريق؛ كما عبر أحد الشهود.
إضافة إلى ذلك لم تستضف أيضا أي عائلة الفتاة كما ادعت الصباح ذلك؛ بل ساقها أفراد الشرطة إلى المخفر القريب بعد ستر بعض عورتها بلباس تبرع به أحد الباعة في المنطقة. أما السلفيون الذين جعلت منهم الصباح محور موضوعها فلم يكن لهم دخل إطلاقا بهذه الحادثة ولم يكن لهم تواجد أصلا بعين المكان!!
ولا أخفي على القارئ الكريم أني ضحكت كثيرا حين قرأت افتتاحية أسبوعية الصباح لـ(خالد الحري) بعد مرور أسبوع على نشر هذا الخبر؛ وكذا عمود حديث الصباح الذي خصص حيزه في هذا العدد للوافد الجديد من المنبر الصديق البائد (مجلة نشان): سناء العاجي أو (البتول الفضولية)!!
ضحكت من سذاجة هؤلاء الإعلاميين وغرورهم؛ وتجبرهم وتسلطهم، وضعف تصورهم للواقع الذي يعيشونه..
ضحكت لأن هؤلاء الناس لا زالوا في (دار غفلون) ولا زالوا يحنون إلى أجواء 16 ماي وتسلط قوى الفساد والاستبداد؛ والحكم على الناس بالنوايا والظنون؛ التي ثبت اليوم أنها كانت محض تخرصات وكذب وافتراء.
لا زال هؤلاء الناس يناقشون قضايا هامشية ويقيمون معارك وهمية لإثبات وجودهم؛ بعد أن سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد لفظهم الشعب ومج خطابهم وكره نفاقهم.
فقد اعتبر خالد الحري في افتتاحية الصباح أن (الاعتداء على الفتاة من طرف سلفيين ينذر بأن أسوأ الأيام قادمة؛ لأن ما وقع بالرباط؛ وكانت فتاة عرضة له بسبب لباسها المتحرر؛ يفيد أن هناك من يترصد بقيمنا وحريتنا؛ ويبادر بين الفينة والأخرى إلى اختبار رد فعلنا حيال حوادث عابرة في انتظار غزوة كبرى والتي لن تكون عابرة بالتأكيد) اهـ.
أما العاجي فقد استغلت الخبر لتلعب على أحاسيس الناس وتحرك عواطفهم؛ حين عبرت -المسكينة-!! عن خوفها من أن نستيقظ يوما في مغرب (تكثر فيه الأحداث المتفرقة التي سينفذها أشخاص يعتبرون مهمتهم على الأرض هي تنفيذ الشريعة. سيُقتَل شخص لأنه سكير، وستتعرض شابة في الشارع للاعتداء لأنها سافرة، وستهدد أستاذة لأن تنورتها أقصر من المسموح به، وسيُعنّف صحافي أو كاتب بسبب أفكاره العلمانية الكافرة، ستغتصب طفلة صغيرة لأنها خرجت إلى الشارع بدون حجاب، وسنعتبرها مسؤولة عن اغتصابها بسبب مظهرها المخل بالحياء..) اهـ.
أما الأحداث المغربية فخصصت جزء كبيرا من صفحتها الأخيرة من عددها رقم:4612 لتنذر الشارع المغربي بخطر المساس بالحريات الفردية!! وأن هذه الواقعة (غريبة عن مجتمعنا المغربي الذي لم يعرف قط جماعات النهي عن المنكر والأمر بالمعروف؛ مثلما هي موجودة في المجتمعات الشرقية، والتي من المؤكد أن المغاربة يرفضون ظهورها بينهم وعلى أرض تؤمن بالحريات الفردية..) اهـ.
ثم انتشر بعد ذلك الخبر انتشار النار في الهشيم على المواقع الإلكترونية ذات الخط التحريري العلماني؛ لتختتم حلقات هذه الجوقة الإعلامية العلمانية ببيان بيت الحكمة الذي أدان بلهجة تحريضية شديدة (اعتداء بعض الإسلاميين من التيار السلفي على إحدى الفتيات بحي السويقة بالرباط).
و(أن الذين يقدمون على هذه الأعمال الوحشية هم “إسلاميون” منخرطون في تنظيمات دينية، ويخضعون لتوجيهات قيادتهم وينفذون مخططاتها، وليسوا مواطنين من عامة الناس من أبناء الشعب المغربي).
وأن (هذا يحدث في ظل حكومة يرأسها حزب إسلامي لم يُحرك ساكنا حتى الآن لرذع مثل هذه السلوكات المشينة، مما يؤكد تواطؤه مع مقترفي تلك الجرائم، في إطار توزيع للأدوار لا يمكن أن يُسفر إلا عن نتائج غاية في السلبية، ومنها عرقلة المضي نحو الديمقراطية ودولة الحريات والقانون) اهـ.
هكذا سوق (إعلام الكذاب)!! هذه الإشاعة؛ وصورها للناس على أنها حقيقة لا تقبل النقاش؛ وهي مناسبة جيدة للتذكير بالمسلسل الإجرامي لبلطجية الإعلام الوطني؛ الذين يفترون على الأبرياء الكذب ويلصقون بهم التهم جزافا؛ ويحرضون ويؤلبون عليهم السلطة دون بينة ولا دليل، كما وقع تماما بعد أحداث 11 شتنبر و16 ماي.
وقد فضحهم الله تعالى في هذه الواقعة شرَّ فضيحة؛ وكشف لعموم المغاربة خططهم وتربصهم بالمصلحين، وأنهم أقلية متشبعة بفكر استئصالي إقصائي بامتياز، يتربصون بالمصلحين الدوائر؛ ويكيدون لهم المكائد؛ ويختلقون الأكاذيب؛ ويلفقون التهم؛ ويعملون بعد ذلك كله على استغلالها سياسيا وحقوقيا!!
ومنه؛ فنحن نؤكد على ضرورة الوعي بالدور الذي تقوم به هذه الطائفة؛ وندعو كل الغيورين على وحدة وهوية هذا البلد إلى محاربة حاملي هذا الفكر؛ والتثبت أكثر من مرة مما تنشره منابرهم التي هي في منأى عن ميثاق الشرف الإعلامي؛ ولم لا قيام بعض الناشطين -قدر المستطاع- بتغطية إعلامية تكشف ألاعيبهم؛ وتفضح مؤامراتهم، فبهذا تكبل أفواههم؛ ويشتهر كذبهم؛ ونأمن شرهم..
وفي الختام لا تنسوا معاشر القراء الكرام أن (تستغفروا لمنبركم الكذاب)..!!