علماء الأمة يصدرون بيانا حول الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري

تحت عنوان “موقف علماء الأمة من أحداث سوريا”، عقد بالعاصمة المصرية مؤتمر حاشد حضره نخبة من علماء المسلمين ودعاتهم، لمناقشة ما آل إليه الوضع في سوريا، وبيان واجب المسلمين تجاه نصرة إخوانهم في سوريا.
وشارك في فعاليات المؤتمر لفيف من العلماء وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف المصري، والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، بالإضافة إلى الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني، والدكتور محمد العريفي الداعية السعودي ورئيس الاتحاد العالمي للدعاة، والشيخ عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مؤسس المدرسة السلفية في مصر، وعدد من العلماء والمشايخ من كافة أرجاء العالم الإسلامي.
وقد أكد المشاركون في المؤتمر على وجوب الجهاد بكل أنواعه لنصرة إخواننا في سوريا سواء بالنفس والمال والسلاح، وتقديم كل أنواع النصرة، وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد، مع وجوب العمل على وحدة المسلمين في مواجهة مثل هذه الجرائم.
كما أوصى المؤتمر بأهمية اعتبار ما يرتكبه النظام الإيراني وجماعة “حزب الله” الإرهابية في سوريا، وأنها حرب مفتوحة تستهدف المسلمين والإسلام.
ومما جاء في البيان الختامي للمؤتمر:
..لا يخفى على الأمة خاصتها وعامتها بل على عموم الناس ما يقوم به النظام الطائفي بالشعب السوري من الفواقر العظام، والجرائم الجسام، والذي لا يزال يعيش حتى هذه اللحظة فظائع القتل والتعذيب والاعتقال والحصار والتهجير والتي لم تستثن شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة ولا وليداً فضلاً عن الشباب والرجال.
ولقد تداعى على هذه الجرائم والفظائع إلى جانب النظام الطائفي شبيحته ومن على شاكلتهم من حلفائهم في إيران والعراق وحزب الله وغيرهم من الروافض والباطنية، وكذلك من بعض الدول كروسيا والصين. إذ وقفوا مساندين وداعمين لجرائم النظام الطائفي بكل وقاحة وقاموا بدعمه ومناصرته بأرتال المرتزقة وترسانة الأسلحة وشحنات التمويل، وكل أنواع الدعم المادي والإعلامي والسياسي والمعنوي، في مشهد قبيح من الطائفية العدوانية المقيتة، كل ذلك يحدث في ظل تواطئ بعض الدول الغربية وحلفائهم من دول المنطقة.
ومن أجل الحفاظ على كيان الأمة وأمنها واستقرارها وإنقاذ بلاد الشام من هذه الجرائم وما يُخطط لأهلها من القتل والتهجير والتشريد، ولأرضهم من التدمير والتمزيق والتقسيم، تداعى علماء الأمة من جميع الأقطار وتدارسوا هذه النازلة وبينوا ما يلى:
أولاً: وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي ووجوب العمل على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة وتبرأ به أمام الله الذمة كل حسب استطاعته قال الله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا، الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
ثانياً: اعتبار ما يجرى في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة.
ثالثاً: ترك الفرقة والاختلاف والتنازع بين المسلمين عموماً وبين الثوار والمجاهدين في سوريا خصوصاً وضرورة رجوعهم جميعاً عند التنازع إلى الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما، وتغليب جانب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والحرص على الألفة والاتفاق، وتوحيد الجهود نحو العدو وحفظ القوة والغلبة والبعد عن الفشل بترك التفرق والاختلاف قال تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
رابعاً: يشيد المؤتمرون بموقف كل من تركيا وقطر ويطالبون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالوقوف الموقف الحازم ضد النظام الطائفي المجرم وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له كروسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب السوري.
خامساً: دعوة الشعوب الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية انتصارا لدماء الشعب السوري المظلوم.
سادساً: دعوة قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الإعلامية والأدبية إلى تبنى القضية السورية على الأصعدة كافة، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد.
سابعاً: تذكير أفراد الجيش السوري بحرمة دماء الأبرياء، وعدم الركون إلى الظلمة والمجرمين، وأن عليهم وجوباً الانسحاب من جبهات القتال ضد الشعب، والانضمام للقتال في صفوف شعبهم ضد النظام الطائفي المجرم.
ثامناً: تذكير مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة بمسئولياتهم الدولية والإنسانية بإدانة وتجريم وإيقاف ما يحدث في سوريا وبيان أن عدم مؤاخذة النظام الطائفي بجرائمه والسعي في محاكمته ومحاكمة حلفائه من حزب الله والنظام الإيراني وغيرهم يجعل قيم وقوانين تلك الهيئات في نظر عموم المسلمين ذات مكاييل متعددة بحسب ما تقتضيه مصالح الدول الكبرى لا بما تقتضيه العدالة الإنسانية ومصالح وحقوق الإنسان.
تاسعاً: استنكار تصنيف واتهام بعض فصائل الثورة السورية بالإرهاب في الوقت الذي يُغض الطرف فيه عن الجرائم الإنسانية للنظام السوري وحلفائه.
عاشراً: السعي الحثيث من كل منظمات ومؤسسات العمل الخيري والإنساني لنجدة وإغاثة المنكوبين واللاجئين والمشردين السوريين عن ديارهم وأوطانهم، وتقديم المال والعلاج والغذاء وما يكفل لهم العيش والحياة بكرامة.
أحد عشر: تشكيل لجنة خاصة منبثقة من هذا المؤتمر لزيارة قيادات الدول والعمل على متابعة مقررات وتوصيات المؤتمر والسعي في تحقيقها.
(وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
القاهرة يوم الخميس 4 شعبان 1434هـ الموافق 13/6/2013م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *