اطلعت على مقطع فيديو من خطبة للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي يشيد فيها بجيش بشار الأسد؛ ويعلي من تضحيتهم وجهادهم ومرابطتهم وتنفيذ ما ينبغي أن ينفذ، ويصفهم بالأبطال، ويقول: إنه ليس بينهم وبين رتبة أصحاب رسول الله صلى الله عليم وسلم إلا أن يراعوا حق الله في أنفسهم..!
هذا ما قاله الشيخ البوطي عن هذا الجيش الذي غاصت أقدامه في دماء الأبرياء، وسامهم سوء العذاب لشهور طوال… وهذه القصيدة زفرة مهموم يتألم من الواقع السوري، ويشجب كل صيحة تروم تلميع هذا النظام الغاشم، وتسوغ جرائمه المنكرة..
عَلاَ البُوطِيُّ مِنْبَرَ مَنْ أَنَابَهْ = لِيَخطُبَ سَمْعَ مَن يَخْشَى جَنَابَهْ
يُشِيدُ بِجَيشِ بَشَّارٍ وَيُثْنِي = وَيُقْرِنُهُمْ بِمَنْزِلَةِ الصَّحَابَهْ
وَيُعْلِي قَدْرَ مَن دَانُوا بِجُرْمٍ = يَبُثُّ الـحَزْمَ فِي شَرِّ العِصَابَهْ
مَنِ اغْتَصَبَ البَرَاءَةَ وَاسْتَبَاحَتْ = أَيَادِيهِ الدِّمَاءَ الـمُسْتَطَابَهْ
تَجَرَّعَ شَعْبُهُ مِنْهُ الـمَآسِي = وَكَدَّرَ أَمْنَهُ يَبْغِي خَرَابَهْ
تَمَرَّدَ وَاعْتَدَى وَطَغَى فَسَالَتْ = دِمَاءُ الشَّعْبِ أَطْعَمَهَا حِرَابَهْ
فَلَمْ يَتْرُكْ حَرَائِرَهُ الثَّكَالَى = وَصِبْيَتَهُ وَلَمْ يَرْحَمْ شَبَابَهْ
وَمَا ذَاقَ السَّلاَمَةَ مِنْهُ شَيْخٌ = كَسِيرُ العَظْمِ بِالبَلْوَى أَصَابَهْ
تُسَمِّي جُرْمَهُمْ فِيهِمْ جِهَادًا = تُحَرِّضُهُمْ وَتُبْلِغُ فِي الـخَطَابَهْ
كَأَنَّكَ قَائِمٌ فِيهِمْ تُنَادِي = أَزِلْ مَنْ قَدْ عَصَى مَزِّقْ إِهَابَهْ
أَبِيدُوهُمْ فَلاَ حَرَجٌ عَلَيْكُمْ = وَلاَ تَخْشَوا مِنَ الـمَوْلَى عِقَابَهْ
بَنَادِقُكُمْ سُيُوفُ الله فِينَا = وَفِيكُمْ عَالِمٌ يَتْلُو كِتَابَهْ
تَدَاعَتْ جُنْدُ بَشَّارٍ جَمِيعًا = تُسَبِّحُ بِاسْمِهِ تَرْجُو ثَوَابَهْ
تَظَلَّمَ شَعْبُهُ الأَحْرَارُ مِنْهَا = فَسَعَّرَ حِقْدُهُ البَاغِي كِلاَبَهْ
فَعَاثُوا فِي بِلاَدِ الشَّامِ قَتْلاً = تَصِيحُ لَهُ وَلَمْ تَلْقَ الإِجَابَهْ
فَيَا شَيْخَ الشَّآمِ لَنَا رَجَاءٌ = بِأَنْ تَنْهَى عَنِ الظُّلْمِ العِصَابَهْ
وَتَنْدُبَ فَوْقَ مِنْبَرِكَ الـمَآسِي = وَتَكْشِفَ عَنْ تَآمُرِهِمْ نِقَابَهْ
وَتَزْجُرَ كُلَّ سَفَّاحٍ بَغِيضٍ = وَتَقْرَعَ بِالـهُدَى وَالنُّصْحِ بَابَهْ
يَزِلُّ الـمَرْءُ بِالأَهْوَاءِ يَقْفُو = خُطَى البَاغِينَ يَلْتَمِسُ الـمَهَابَهْ
يُوَارِي الـحَقَّ فِي دَارٍ سَتَفْنَى = وَفِي دَارِ البَقَا يَلْقَى حِسَابَهْ