يقال: إن حرية أي منا تقف عند حدود المس بحرية الآخرين، فلو فتح ماخور بمعنى بيت للدعارة في عمارة سكنية، وتم الشروع في الرياضة التي قرب إلينا صورتها القديمة صاحب “الروض العاطر في نزهة الخاطر”، فما الذي على الجيران فعله؟ السكوت والرضى بما هو كائن؟ أو الانتفاضة ضده بحجة أنه عار وإهانة لشرف الساكنة في العمق؟
هذه التمثيلية شاهدناها لمرات عدة بأم العين في صور مختلفة! أعزب يستقبل المومسات ومسكنه فوق مسكننا! فنكون نحن ضحية الضجيج الذي يرتفع إيقاعه بارتفاع القهقهات والأصوات الموسيقية والرقص الجنوني الذي ساهمت في إذكائه الخمرة التي تلعب برأسي المشتري والبضاعة، وربما تلعب بأكثر من رأس زائد ومشارك في عملية إشباع اللذائذ بدون ما رقيب!
إنها الحرية! ولا شيء غير الحرية!
ثم لا شيء غيرها إن كانت امرأة ما تستقبل الزبناء في بيت الزوجية! كلما ذهب الزوج إلى العمل، أو كلما سافر! ففي إحدى الحالات وقد عاد أحدهم من السفر الذي لم يدم غير يوم واحد، ليدق الباب كعادته، فإذا بزوجته كبائعة لجسدها ترفض أن تفتح له! فكان الضجيج، وكان تجمع الجيران رجالا ونساء عند الباب بكثرة! وكان من بينهم زبناء لها متنكرين في صور وسطاء بينها وبينه. فكان أن أبعدوه وهو سكران ريثما يغادر مشتري جسد زوجته أمام أنظار الجميع!
إلا أن التطور والتجديد لم يتخلفا كثيرا عن إدخال تحسينات وتعديلات على كيفيات وعلى أماكن ممارسة الجنس خارج إطار عش الزوجية. خاصة وأن الدور الكبرى والفنادق الراقية، أصبحت كمواخير، ملاكها يدفعون الضرائب لمن كان من مسؤولياتهم إيقاف ما يجري به العمل!
وإلا كيف نتصور يقظة الأمنيين كلما تعلق الأمر بشخص أو بأشخاص يذكرون المقدس بسوء؟ يعني أن الأمنيين إلى جانب خديجة الرياضي يساهمون في إفساح المجال أمام انتشار بيع الأجساد النسائية لسببين اثنين: – تغطية وجه من وجوه البطالة في صفوف الأوانس والسيدات! – وضمان مداخيل مالية للبلاد التي لا تكف عن الجري وراء تحصيل مزيد من العملات الصعبة.
خاصة وأن السياحة أنواع، ومن بينها السياسة الجنسية التي لها زبناؤها الأثرياء المستعدون لدفع الملايين! فثري واحد من بلاد المحروقات التي تجري كالماء تحت الأرض، أوتي -وهو نزيل فندق بمراكش- بعشر فتيات يافعات، لإحياء ليلة العمر كما سماها هو للحاضرات إليه راضيات راشدات! فقد تعرى الجميع أمامه من أي رداء يستر العورات! وأحطن به وهن كذلك مثله! فكان أن مارس عليهن الجنس جميعهن من بداية الليل إلى نهايته! وأسوأهن حظا نالت من يده “الكريمة” مبلغ (20000 ألف درهم)، لأنها دون الأخريات في “الكفاح والنطاح وشديد القتال” والغنج والدلال!
إنها إذن -على ما يبدو- مطالب للحقوقيين، تحقق أهدافا مادية لأطراف عدة… لبائعات الأجساد… ولأصحاب ولصاحبات الدور أو المواخير… وللذين يغضون البصر عما يجري وهم مسؤولون أمنيون! وللدولة التي تضمن عن طريق المتجرات باللحوم الآدمية الحية مبالغ ضخمة من العملات الأجنبية!