نظم المجلس العلمي لأسفي بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية وأساتذة اللغة العربية بثانوية الهداية الإسلامية أياما ثقافية من 24 إلى 27 دجنبر 2014، وقد أشرف كل من السيدين رئيس المجلس العلمي ونائب وزارة التربية الوطنية بآسفي شخصيا على افتتاح هذه الأيام الثقافية يوم الأربعاء 24 دجنبر صباحا، وأبرزا من خلال مداخلاتهما أهمية هذه المبادرة المحمودة، وثمّن كل طرف انفتاح المجلس العلمي على محيطه الاجتماعي والثقافي، وبين كل واحد منهم الأهداف والغايات التي تجمعهما من خلال هذا النشاط خدمة لتلاميذ المؤسسة وإشعاعها.
وقد تضمنت هذه الأيام عدة أنشطة ثقافية وإبداعية: محاضرات وندوات، ومعرضا للكتاب، ومعرضا فنيا للتلاميذ، ثم مسابقة في تجويد القرآن الكريم. وشارك في هذه الأنشطة العديد من الأساتذة من داخل المؤسسة ومن خارجها، ولامست قضايا دينية وتربوية وحقوقية. حيث ابتدأت المحاضرات يوم الأربعاء مساء بعرض للدكتورة حنان كراطيحول حول موضوع «الثقة بالنفس»، أبرزت فيه مختلف التقنيات والسلوكات التي من شأن العمل بها أن تدفع التلميذ للإيمان بقدراته وتجاوز كل العقبات السوسيوسيكلوجية.
ويوم الخميس صباحا قدم الأستاذ عبد العزيز الإدريسي محاضرة في موضوع «مهارات تنمية الاستيعاب والتذكر من خلال الخريطة الذهنية»، ومن خلالها كشف عن أسرار الذاكرة في تخزين المعارف والمعلومات، موضحا العديد من الطرق التي يمكن استثمارها لتنمية الذاكرة وتطوير قدراتها للرفع من مردودية التمدرس.
أما مساء اليوم نفسه فقدمت الدكتورة ربيعة بقيلاني محاضرة في موضوع: «خصائص حقوق الإنسان بين الخطاب الشرعي والمواثيق الدولية»، التي كشفت من خلالها عن جملة من المفارقات القانونية والتناقضات التشريعية بين ما تسُنّه الأمم المتحدة من مواثيق، وبين الخطاب الشرعي الإسلامي الذي كان سبّاقا في تدبير مفهوم الحرية وتقييدها باحترام الشريعة الدينية.
أما يوم الجمعة، بعد الزوال، فقد خصص لإجراء مسابقة في تجويد القرآن الكريم، حيث تبارى العديد من التلاميذ والتلميذات أمام لجنة علمية يترأسها الدكتور مصطفى السلمي، أحد أعضاء المجلس العلمي المحلي، والأستاذ محمد السعيدي، إذ ذكّر الأستاذان في البداية بالمعايير التي يحتكم إليها في انتقاء المترشحين، وبعد ما استعرض كل تلميذ أو تلميذة قدراته ومعرفته بفن التجويد، انتقت اللجنة خمسة منهم ليتوّجوا في الحفل الختامي.
وقدّم الأستاذ عبد الحق الصنايكي صبيحة يوم السبت قراءة نقدية-تحليلية «بلاغة القراءات القرآنية» الإصدار الجديد للدكتورة ربيعة بقيلاني، حيث استكنه أغوار هذا الكتاب وأبرز مضامينه وحلّل منهجه وأسلوبه. وبين مكامن الإعجاز البلاغي القرآني من خلال شواهد وأمثلة عديدة.
واستمرت أنشطة هذه الصبيحة التي سيرها الأستاذ عبدان عبد الفتاح بتقديم ثلة من تلاميذ المؤسسة لمجموعة من القصائد الشعرية والزجلية للحضور الذي تفاعل مع هذه المواهب الشابة.
وفي الختام توّج الحفل الفائزين في مسابقة تجويد القرآن الكريم بجوائز قيمة، و توّج بعض المشاركين أيضا في المعرض الفني الذي نُظم على هامش هذه الأنشطة الثقافية، كما كرّم الجمع بعضا من الأساتذة والإداريين الذين سهروا على تنظيم هذه الأيام.
ونشير أنه على هامش هذه الأنشطة نُظم معرض للكتاب في ساحة المؤسسة بغرض دفع التلميذ إلى التصالح مع الكتاب وتعرفه على جديد الإبداعات الثقافية ليستأنس بها في مساره التعليمي.
وقد عملت قناة السادسة على تغطية أحداث وأنشطة هذه الأيام الثقافية، التي حققت إلى حد بعيد الأهداف التي خُطت لها، وكانت فرصة استثنائية تفاعل معها التلاميذ بمشاركاتهم المكتفة وحضورهم الغفير وإسهامهم في تنظيم الحدث.
ذ. عبدان عبدالفتاح، منسق النادي الصحفي بالمؤسسة