مخطوط “أجوبة الحوات” يوجد بالخزانة الحسنية بالرباط من نسختين الأولى تحت رقم 12450ز والثانية تحت رقم 12126ز ، والصورة المرفقة مع التعريف مأخوذة من النسخة الثانية التي تحمل رقم 12126ز .
وهي عبارة عن كناشة جمعها تلميذ الشيخ الحوات وهو الشيخ أحمد شقور العلمي وذلك بأمر من السلطان المولى سليمان سنة 1231ه وقد بيَّن ذلك بقوله في بداية جمعه لها حيث قال [أما بعد لما أمر سيدنا ومولانا الإمام ظل الله تعالى في الأنام مولانا أمير المؤمنين ومقيم قواعد الدين وعالم علماء المسلمين من أحيا الله به ربع العلم والعرفان أبو الفضائل والمكارم مولانا سليمان ابن موالينا الخلفاء الراشدين الحسنيين العلويين أبقى الله تعالى الخلافة في عقبه إلى يوم الدين بجمع تقاييد وأسئلة مع أجوبة عنها لشيخنا وابن عمنا عالم شرفاء العلم وأفصحهم بيانا إن خط بالقلم لسان الأدباء ورئيس النبلاء سيدي سليمان الحوات الحسني العلمي الموسوي برد الله تعالى ضريحه وأسكنه من الجنان فسيحه فامتثلت أمره المطاع وأتيت منها بالقدر المستطاع ومن الله تعالى أطلب القوة والسول في بلوغ المأمول].
وقد قام بجمعها مباشرة بعد وفاة الشيخ الحوات وانتهى منها في نفس السنة بعد ثلاثة أشهر وإحدى عشر يوما من وفاة الحوات رحمه الله، حيث توفي الشيخ الحوات يوم الثلاثاء 19 من صفر سنة 1231هـ وانتهى العلامة بن شقور من جمعها في الأول من جمادى الثانية سنة 1231هـ، وهذا يفيد أن السلطان المولى سليمان أعطى الأمر بجمع أجوبة الشيخ الحوات مباشرة بعد وفاته خوفا من ضياعها واندثارها، وإليه رحمه الله يرجع الفضل في ذلك.
والمخطوط يبدأ بقوله [الحمد لله الذي شرف الإنسان بالعلم والعمل] وينتهي عند قوله [وهذا آخر ما جمعه عبيد الله تعالى وأفقر الورى إليه أحمد بن محمد شقور الحسني العلمي الموسوي غفر الله ذنبه وستر بمنه وكرمه هفواته وعيبه في أول جمادى الثانية عام 1231].
والمخطوط يتكون من 98 ورقة كل ورقة تضم صفحتين كل صفحة تضم 18 سطر في كل سطر حوالي 11 كلمة، كتبت بعض كلماته بالحبر الأحمر، وقد جعلتها كذلك باللون الأحمر في هذا التحقيق، على أن عادة الناسخ أن يلون الواو التي قبلها فاصلة بالحبر الأحمر للدلالة على ذلك.
وقد زاد ابن شقور العلمي رحمه الله على هذه الأجوبة تقييدات أخرى هي كذلك ترجع للإمام الشفشاوني رحمه الله.
وهذه الأجوبة هي غير الأجوبة السبعة التي أجاب فيها عن حكم ما تقوم به قبيلة الحياينة من قطع الطرقات.
وتنتهي الأسئلة التي طرحت عليه عند الورقة رقم 73 على أن أحمد بن محمد لم يرتب الأسئلة على التاريخ الذي طرحت فيه على الشيخ وإنما جمعها دون مراعاة لزمان ولا حدث بدليل أن آخر سؤال طرح على الشيخ منها وضعه في وسط الأسئلة التي جمعها، وهو السؤال الثاني والعشرون حينما سأل عن قوله ^ «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السلام».
ويبلغ عدد الأسئلة التي طرحت عليه ثمانية وثلاثون سؤالا يمكن تقسيمها على المواضيع التالية:
الشعر والعروض والبلاغة: وفيها ثلاثة عشر سؤالا.
اللغة والصرف والنحو: وفيها ثلاثة عشر سؤالا.
المدن والقبائل والأنساب: وفيها ثلاثة أسئلة.
علوم الحديث: وفيها سؤال واحد
الحديث: وفيها ثلاثة أسئلة.
التفسير: وفيه سؤال واحد
أحداث وشخصيات: وفيها سؤال واحد.
التصوف: وفيه سؤالان.
الموسيقى والألحان: وفيها سؤال واحد
والغالب عليها إجاباته الكثيرة عن أمور الشعر واللغة والأدب مقارنة بالمواضيع الأخرى، الأمر الذي يفسر شهرته بلقب لسان الأدباء وفصيح العلماء وذلك لتمكنه من علوم الآلة نحوا وصرفا وبلاغة وشعرا.
أما المواضيع الأخرى والتي لم أردفها مع الأسئلة فيمكن الإشارة إليها في العنوان التالية:
نص التقاييد الأولى في إمامة المرأة بالنساء(1): ورقة رقم 73
فيمن كان يكنى بأبي ليلى: ورقة رقم 74
في قضية الهادي مع أخيه الرشيد: ورقة 76
في عظ الزمان: ورقة رقم 80
مقامة في الحساب: ورقة رقم 81
رسالة: ورقة رقم 83
تغيير المنكر فيمن زعم حرمة السكر: ورقة رقم 86
خطبة في الحث على الجهاد: ورقة 91
إجازة ووصية لتلميذه أحمد بن شقور: ورقة رقم 95.
وقد وفقني الله للعمل على هذا المخطوط والانتهاء منه وقد عرضته على شيخي العلامة مصطفى بن حمزة لينظر فيه ثم أقوم بطبعه ونشره إن يسر الله ذلك.