لقد تفتقت موهبة القائمين على منبر الهدم العلماني في المشهد الصحفي المقروء “جريدة الأحداث” في إطار تكريم وتبجيل أهل الفن باختلاف أجناسهم وجنسياتهم وتوجهاتهم الفكرية على إحداث صفحة بعنوان “مشاهير” بعد قرينتها في الفحش “منوعات” خصصتها للكلام على نجم في الواجهة، ليس نجما في العلم أو السياسة أو الفكر أو الحكم..، بل نجما في الفن هذا إن كان للفن نجوم -لأنها في الحقيقة كرات نارية حارقة-، فلقد حملت جريدة الأحداث على عاتقها مسؤولية الدفاع عن كل رائد أو رائدة من رواد العري والمجون معرفة بأحوالهم الخاصة والعامة وعيا منها أن استبدال المغني بالمقرئ والممثل بالعالم يسلب المجتمع المغربي هويته التي تأسست على معاني البطولة والريادة المتعلقة بالدين، فالبطل في مخيلة المغاربة في الماضي القريب هو الشجاع الذي لا يهاب الموت في سبيل دينه ووطنه وأمته، أو العالم العامل المصلح الداعية الذي لا يخاف في الله لومة لائم، فأصبح لقب البطولة في زمن القناة الثانية وجريدة الأحداث ومثيلاتها من الجرائد العلمانية لا يحوزه إلا الممثل أو الفائز في سباق أو المحرز للقب في “كاستين ستار” أو “ستوديو 2M”.
فجريدة الأحداث لا تكتف بتلميع كل ممسوخ الفطرة، أو بائعة للهوى، بل تقيم عمودا للكويتب المختار الثقفي، الذي يخرج علينا كثيرا بمقالات تقطر حقدا وبغضا على الإسلام وأهله.
ثم بعد سبح في هذه الأوحال، لتلطيخ فطر الأجيال، وتمرس في تكثير القراء، عن طريق اللَّبس والإغراء، استطاعت هذه الموهبة العلمانية إضافة عنوان جديد لهذه الصفحة التي ملئت عفنا وصديدا تحت عنوان بارز بلون أحمر ناشز، ومعلوم فالأحمر لون شارة الغواني، وفي علَمنا المغربي هو رمز التضحية والتفاني، فالعنوان باختصار “عدسة الواجهة”، تحته صورة كل تافه وتافهة، من راقصة عارية، أو ممثلة فانية، أو لقطة من فيلم ساخن، أو صورة لمجموعة في حفل ماجن، أو جديد عارضات الأزياء، وتمايل راقصات الأحياء..، إلى غير ذلك من عفن هذا الميزاب المأفون، الذي سمي زورا وبهتانا فن.
ومما هو محط الشك والريبة في حقيقة الأهداف السيئة المتوخاة من مثل هذه الإنتاجات، وأنها تدعو إلى الفحش والرذيلة، ومثال ذلك تعمد الجريدة نشر صورتين تحت العنوان المذكور:
الأولى: صورة لمغنية ذيلت بالإشارة إلى أنها نالت تألقا وتفوقا على غريماتها ليس بحسن الصوت والأداء، بل لأنها ترتدي في معظم حفلاتها ملابس قريبة جدا في تصميمها من الملابس الداخلية، على حد قول الأحداث (العدد: 3313).
الثانية: صورة للفائزتين بمسابقة “سر فكتوريا” وهما تحملان حمالات الصدر في صورة جنسية.
فلماذا تفضل “الأحداث” مخاطبة غرائز قرائها البهيمية بطرق عفنة بدل مخاطبة عقولهم للتحقيق مبيعات زائدة بمثل هذه الصور؟
وهل الكلام دائما عن “نجمات” حمالات الصدر والأثداء والملابس الداخلية وما تستره هو أفضل ما استطاعت عدسة الأحداث التقاطه؟