د.محمد بورباب*: في هذا المؤتمر قدمنا نموذجا عمليا لمفهوم الإعجاز حاوره: نبيل غزال

بعد اختتام المهرجان الدولي السابع للإعجاز في القرآن والسنة، ما هو الجديد الذي أتى به هذا المؤتمر في مجال البحث العلمي؟
من خلال هذه النسخة السابعة من المؤتمر الدولي للإعجاز في القرءان والسنة لمدينة تطوان، أعطينا نموذجا عمليا لمفهوم الإعجاز، بحيث كما لاحظتم فإن الإخوة من الدول الإسلامية والعربية أعطوا نماذج فريدة من مادة الإعجاز، بحيث جمعوا بين التجربة ونتائج المختبرات وبين ما يوجد في نصوص القرءان والسنة.
وهذا البعد الذي عشناه حقيقة مع محور الإعجاز العلمي كان طاغيا في هذا المؤتمر، بالإضافة إلى أننا من خلال هؤلاء الأساتذة المحاضرين والذين يحاضرون على الصعيد الدولي، وهم أساتذة زائرون على مستوى الاتحاد الأوروبي وغيره، ولهم اختصاص في عدة ميادين، استطعنا أن نعطي تعريفا حقيقيا لمادة الإعجاز الاقتصادي وتكلمنا في المحاور كلها (محاور مادة الإعجاز) بشكل أعطى للمؤتمر البعد الأكاديمي الحقيقي لهذه المادة.
هذا الذي ركزنا عنه فيما يخص الجانب الأكاديمي، وهذا ما نسأل الله عز وجل أن نكون قد توفقنا فيه في هذا المؤتمر.
سؤال يطرح عليكم كثيرا وهو: أن العلم الشرعي ثابت والعلم الدنيوي متغير فكيف يمكن المزج بينهما؟
كما أجبت عن السؤال في المؤتمر، قلنا بأن من العلم ما هو ثابت، فمثلا لا يمكننا أن ننتظر بأن تتغير مراحل خلق الجنين على مستوى الأبحاث العلمية، فهناك ثابت من العلوم، والثابت من العلوم لا يوجد فقط في مادة (علم الأجنة)، فهذا العلم مثلا به مواد ثابتة يعني: متى يشق السمع.. متى يشق البصر.. ما هي مراحل خلق الجنين..، هذه كلها مراحل ثابتة لا ننتظر من العلم أن تتغير مع الزمن، بالتالي هي ثابتة والقرآن تكلم عنها.
فكما يقول الدكتور “كيث مور Keith L. Moore” الكندي بأن محمد صلى الله عليه وسلم عاش في القرن السابع الميلادي، ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين، وبين هاذين القرنين؛ بين القرن السابع وأواخر القرن التاسع عشر تقريبا وبداية القرن العشرين، لم يكن هناك أبدا أي واحد فوق الأرض يمكن أن يتكلم في هذه العلوم.
فهذا هو محض الإعجاز أن نجد نصوصا قرآنية أو نصوصا في السنة تتكلم في موضوع من العلوم الحديثة بشكل لم يتكلم عنه لا الكتب السابقة، ولا الحضارات السابقة، ولا حتى الحضارات التي عاشت بين القرن السابع والعشرين، وبالتالي هذا محض القرآن ولا يمكن أن ننتظر مستقبلا أن هناك اكتشافات يمكن أن تغير من هذا النموذج.
المتدخلون في مجال البحث العلمي يكون عندهم تكوين علمي مادي بحت، فيتطرقون في تدخلاتهم لمواضيع شرعية بل يصدرون أحيانا فتاوى، كيف يمكن الفصل بين تداخل الاختصاصات في مخرجات الهيئة؟
في الحقيقة نحن داخل الهيئة عندنا إخوة أساتذة من الكليات المتواجدة في المنطقة؛ (في منطقة الشمال كلها)، ومعنا إخوة من المجالس العلمية وبالتالي عندنا اختصاصات مختلفة، ومن الناحية الأكاديمية، فالذي يحدث أن هذه النقطة الحساسة يجب تفاديها بالتعاطي مع مادة الإعجاز وأن نعرض ما نخرجه للناس على العلماء وهذا يمكننا من الخروج من هذه النقطة الضيقة.
ـــــــــــــــــــــــ
* رئيس هيأة الإعجاز العلمي بشمال المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *